العرب والعالم

تقرير: اليمن: «أنصار الله» تحذّر من استمرار «سياسة التجويع»

24 ديسمبر 2020
24 ديسمبر 2020

صنعاء -«عمان»- جمال مجاهد -

حذّر مسؤولون في جماعة «أنصار الله» من استمرار اتّباع «سياسة التجويع»، مطالبين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث وعددا من سفراء الدول الراعية لعملية السلام باليمن ببذل المزيد من المساعي للإفراج الفوري عن السفن المحمّلة بالمشتقّات النفطية والسماح بدخولها إلى ميناء الحديدة (غرب اليمن) وتفريغها لإنهاء أزمة المشتقّات النفطية الحادّة المستمرّة منذ 6 أشهر.

وأوضح وزير الخارجية هشام شرف عبد الله في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية (التي يديرها أنصار الله) أن استمرار التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة (المعترف بها دولياً) في «ممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب اليمني ومنع دخول السفن المحمّلة بالمشتقّات النفطية، لا يساهم بأي شكل من الأشكال في الدفع نحو إجراءات التسوية السياسية السلمية التي يعمل عليها المبعوث الخاص للأمم المتحدة وطاقم مكتبه».

وأشار إلى أن إعلان دول التحالف المتكرّر حول دعمها للعمل الإنساني الإغاثي في اليمن، «يصطدم بحقيقة استمرارها في ممارسة سياسة التجويع ومنع دخول السفن المحمّلة بالمشتقّات النفطية, وسماحها بين الحين والآخر بدخول عدد بسيط من السفن المحمّلة ببعض أنواع محدودة من البضائع إلى ميناء الحديدة بقصد ذرّ الرماد في العيون أمام المجتمع الدولي في حين أن الحرب والحصار الشامل مستمرّان».

وقال شرف «إن صنعاء لن تقف مكتوفة الأيدي كما يعتقد البعض وأن موانئ اليمن إن استمر حصارها، فإن موانئ الأعداء لن تكون بمأمن».

وتشهد العاصمة اليمنية صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة «أنصار الله» أزمة وقود هي الأكبر والأطول منذ اندلاع الحرب أواخر مارس عام 2015.

وتفاقمت أزمة الوقود غير المسبوقة والمستمرّة منذ مطلع يونيو الماضي، إذ باتت تهدّد بتوقّف أنشطة القطاعات الحيوية والخدمية التي تعتمد على المشتقّات النفطية في إنتاج الطاقة وتشغيل معدّاتها ووسائل النقل.

وتصطفّ مئات السيّارات يومياً في طوابير طويلة أمام المحطّات القليلة التي يتوفّر فيها الوقود في صنعاء ومحافظات عدّة، فيما ازدهرت السوق السوداء التي تباع فيها مادتا البنزين والديزل بأسعار أعلى بكثير من السعر الرسمي والمحدّد بـ 5900 ريال يمني (الدولار يعادل 600 ريال) لصفيحة البنزين (20 لترا) و6900 ريال لصفيحة الديزل، كما تسبّبت أزمة الوقود الخانقة في رفع أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية والخبز والخدمات وأجور النقل داخل وبين المحافظات.

واتّهم رئيس مجلس الشورى بصنعاء محمد حسين العيدروس دول التحالف بالاستمرار في «الإجراءات التعسّفية والإجرام المتصاعد الذي تجاوز كل حدود، من خلال استمرار أعمال القرصنة على السفن المحمّلة بالوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، على الرغم من حصولها على التصاريح الأممية وخضوعها لإجراءات التفتيش في جيبوتي، والتي وصل عددها حتى اليوم إلى 10 سفن».

وأكد في رسائل بعثها إلى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي ورؤساء مجالس الشيوخ والشورى وأمين عام الأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن ورئيسة الاتحاد البرلماني الدولي ورئيس البرلمان الأوروبي ورئيس البرلمان الأفريقي، أن «تلك الإجراءات التعسّفية تعكس إصرار قوى التحالف على إحكام الحصار وزيادة معاناة الشعب اليمني، كما أنها تأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها التحالف منذ سنوات في إطار حربه الاقتصادية على اليمن».