655
655
العرب والعالم

روسيا والولايات المتحدة تتبادلان الانتقادات بشأن «الهجوم الإلكتروني»

23 ديسمبر 2020
23 ديسمبر 2020

موسكو - ويلمينغتون (الولايات المتحدة) -أ ف ب : قبل شهر من تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، هاجمت موسكو أمس الإدارة الأمريكية المقبلة التي وصفتها بـ«المعادية لروسيا» بعد تصريحات شديدة اللهجة أدلى بها الرئيس المنتخب. وفي حديث لوكالة أنباء انترفاكس أعلن نائب وزير الخارجية الروسي المكلف العلاقات مع الولايات المتحدة سيرجي ريابكوف «لا نتوقع أي شيء جيد».

وأضاف «سيكون غريباً توقع أمر جيّد من أشخاص بنى الكثير منهم مسيرتهم المهنية على +روسيافوبيا+ عبر صبّ الشرّ على بلدي».

وقبل ساعات توعد الرئيس المنتخب بالرد على الهجوم الالكتروني الكبير على بلاده وحمل روسيا مسؤوليته.

وقال الديمقراطي الذي سيتسلم مهامه في العشرين من يناير «لا يمكن أن ندع ذلك من دون رد»، مطالبا باتخاذ «قرارات مهمة» بحق المسؤولين عما حصل بهدف «محاسبتهم». وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في ويلمينجتون في ديلاوير، «أعدكم بأنه سيكون هناك ردّ».

وتابع بايدن «عندما سأتبلغ بمدى الأضرار وهوية المسؤولين، فليتأكدوا من أننا سنردّ، وسنردّ على الأرجح بطريقة متكافئة»، مشيرا الى أن «هناك خيارات عدة لن أناقشها الآن».

وبخلاف العديد من المسؤولين السياسيين وبعضهم داخل حكومته، قلّل ترامب من خطورة هذا الهجوم وكذلك من الدور المفترض لروسيا فيه.

وتعهّد بايدن بالقيام «بكل ما هو ضروري لتحقيق ثلاثة أهداف : أولا، تحديد مدى الأضرار وثانيا كيفية حصول ذلك وثالثا ما علي القيام به في الداخل، داخل إدارتي لحماية (الفضاء الالكتروني الأمريكي) مستقبلا».

وهدد قائلا «عندما سأتبلغ بمدى الأضرار وهوية المسؤولين، فليتأكدوا من أننا سنرد».كما انتقد دونالد ترامب لتقليله من شأن الدور المفترض لروسيا في الهجوم، بعد أن ندد أعضاء في إدارته بمسؤولية موسكو في الهجمات التي استهدفت وكالات فيدرالية في الولايات المتحدة.

وفرضت واشنطن مجموعة عقوبات على روسيا خصوصا بسبب عمليات القرصنة الالكترونية واتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016.

ويعتبر المعسكر الديمقراطي أن موسكو بذلك قصارى الجهد لانتخاب ترامب في حينها واتُهم أوساطه بالتواطؤ مع الروس.

ويأتي هذا التبادل في حين يتعين على الدبلوماسيين الروس والأمريكيين معالجة عدة ملفات لدى تولي بايدن مهامه في 20 يناير.

وعلى رأس القائمة، تجديد معاهدة «نيو ستارت» لنزع الأسلحة التي ينتهي العمل بها في فبراير، آخر اتفاق ثنائي كبير ينظم قسما من الترسانات النووية للخصمين الجيوسياسيين.

والملف الآخر هو انقاذ الاتفاق حول النووي الايراني. ويراهن الموقعون على الاتفاق على بايدن للعودة الى هذه الوثيقة كما وعد، بعد الجهود التي بذلتها إدارة ترامب لوضع حدّ له. والوقت يداهم في حين تبتعد طهران أكثر فأكثر عن التزاماتها.

واعتبر ريابكوف أن موسكو يجب أن تجري «حواراً انتقائياً» مع الولايات المتحدة، يشمل فقط «المواضيع التي تهمّنا».

وإيران ومعاهدة نيو ستارت من ضمن أولويات روسيا المعلنة.

وقال ريابكوف إنه بالنسبة لسائر الأمور يجب أن تكون هناك سياسة «احتواء كامل للولايات المتحدة، في كافة الاتجاهات، لأن السياسة الأمريكية حيال روسيا معادية بشكل عميق». واستبعد ان تبادر روسيا وتتصل بـ«فريق بايدن الانتقالي».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المح الى ان وصول رئيس جديد الى البيت الأبيض لا يوحي بأجواء تهدئة.

وكان بوتين من القادة القلائل في العالم الذين انتظروا تصويت الهيئة الناخبة الأمريكية في 14 ديسمبر لتهنئة الرئيس المنتخب أي بعد ستة أسابيع من الاقتراع، بحجة رفض دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته.

والأسبوع الماضي أعلن بوتين خلال مؤتمره الصحفي السنوي الكبير انه يأمل في تسوية مع الإدارة الأمريكية الجديدة «على الأقل قسم من المشاكل» القائمة بين البلدين، لكنه سرعان ما عاد الى خطابه المعهود.

وكان الرئيس الروسي هاجم الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، منتقدا «عدائية» الغرب حيال روسيا «اللطيفة» بالمقارنة.

وقال «مَن +هادئ ولطيف؟+ ومَن عدائي؟» مكررا سؤال صحفية في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «نعم مقارنة بكم اننا +في غاية اللطف+».وأضاف «لسنا عدائيين. ربما لسنا لطفاء لكننا اقله أكثر ميلا للحوار ولإيجاد حلول عبر التسوية».