oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

بناء شبكة الدبلوماسية العمانية والعلاقات الخارجية

15 ديسمبر 2020
15 ديسمبر 2020

منذ بواكير النهضة العُمانية الحديثة فقد كان ثمة حرص كبير على إنشاء شبكة من السفراء للسلطنة في كافة أركان المعمورة، حيث يشكل هؤلاء السفراء حلقة الوصل بين بلدهم والبلدان التي يقيمون بها وهم ينقلون الإرث العماني والثقافة والحضارة وصور النهضة الحديثة، أي كل ما يتعلق بوطنهم، في الوقت نفسه هم يعملون على توطيد العلاقات بما يعزز آفاق التعاون المشترك ويخدم فرص الحياة المستقبلية الأفضل للدول والشعوب.

الآن فإن السلطنة لديها علاقات تتعزز يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام مع مجمل دول العالم، وهي تستفيد من هذه الجوانب في رفد حركة النهضة المتجددة باتجاه المستقبل الأفضل، لأنه ليس بإمكان أي بلد في العالم أن يقود نهضة بمفرده، إذ أنه يحتاج إلى تبادل الخبرات والتفاكر وأخذ المعارف، فمثلما يأخذ يعطي والعكس صحيح، وهذا هو ديدن أي بلد له إطار حضري ويسعى إلى كسب فرص المستقبل المشرق لشعبه، بحيث يمكن الاستفادة من الطاقات البشرية والموارد المحلية.

في هذا الإطار وانطلاقًا من هذا التقديم حول السفراء والسفارات العمانية في الخارج وأهمية هذا الموضوع، فقد أدّى قسم اليمين أمام المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بقصر البركة العامر صباح أمس، عدد من أصحاب السّعادة السّفراء، بما يدعم هذا المسار المتصل في بناء شبكة الدبلوماسية العمانية والعلاقات الخارجية والحضور العماني في المنظمات الدولية والإقليمية، هذا الشيء الذي له معانٍ لا حصر لها في تأكيد السياسة العمانية ونقل نهجها الأصيل والراسخ إلى كل الدول والشعوب والأمم.

لقد أثبتت السياسة الخارجية العمانية أنها تمتلك خطابًا متزنًا نجح خلال خمسة عقود في الحفاظ على استقرار هذه البلاد وأمنها وسلامة أهلها، كل ذلك لم يأتِ من فراغ إنما كان وليد مجموعة من العوامل التي منها ما هو تاريخي ومنها ما هو قائم على قيم حديثة في التعايش مع روح العصر الجديد.

إن فلسفة السلام ودبلوماسية الإخاء والصداقة والتعايش مع كافة شعوب الأرض، والعمل على بناء جسور المحبة ونسج علاقات التكامل التجاري والاقتصادي والثقافي والمعرفي الخ.. كل ذلك لم يتشكل بين ليلة وضحاها، إنما كان وليد رحلة من العمل الدؤوب والإرادة الجامحة باتجاه بناء البلاد وتطورها، والإيمان العميق بأن نهضة أي بلد هي مزيج بين عناصر الداخل والخارج، كما يبدو ذلك جليًا في التجربة العمانية.

أخيرًا فإن المرحلة المقبلة من العمل الوطني وفي كل المسارات الإنسانية والاقتصادية وسائر قطاعات الإنتاج، تتطلب تعاون الجميع لأجل ازدهار هذه البلاد وصناعة المستقبل، حيث يتضافر الكل من هم في داخل الوطن ومن هم سفراء له في الخارج يحملون ألوية التواصل والتفاهم مع الشعوب لأجل خير عمان وشعبها، بالاستفادة من كل ما تحمله الحضارة البشرية من منجزات، وفي الوقت نفسه تقديم صورة عمان الزاهية للعالم وجذب الاستثمارات وغيرها من فرص التنويع الاقتصادي وصياغة الغد.