٣٢٣٢٣٣
٣٢٣٢٣٣
آخر الأخبار

منتدى المنافع الاقتصادية خطوة مهمة لتحويل الموارد الوراثية إلى قيمة مستدامة

09 ديسمبر 2020
09 ديسمبر 2020

"منصة المنافع " تربط المهتمين بالموارد الوراثية في القطاعين

- 4 محاور و10أوراق عمل تركز على تحويل الموارد الوراثية العمانية إلى منتجات طبيعية

- د.سيف الهدابي: المنتجات الطبيعية تشهد إقبالا متزايدا.. و10الآلف من النباتات تستخدم للأغراض الطبية

- د. نادية السعدية: فرص واعدة للشباب لتحويل مشاريعهم ومنتجاتهم إلى تجارة مربحة

- د.آمال الأبروية: اللبان العماني منتج مميز للتنافس عالميا ويتطلب أساليب تقنية مبتكرة للتسويق

- د. حسين المسروي: 75% من غذاء العالم يستمد حاليا من 12 نوعا نباتيا و5 أنواع حيوانية

تغطية – نوال الصمصامية

تصوير – شمسة الحارثية

أكد المنتدى الثاني الافتراضي للمنافع الاقتصادية للتنوع الأحيائي على أهمية إبراز الدور الكبير للموارد الوراثية لتحقيق الاقتصاد المستدام للسلطنة، وتعمل منصة المنافع الاقتصادية على ربط كافة أصحاب المصالح المهتمون بالموارد الوراثية وتطبيقاتها من الجهات الحكومية والأكاديمية والصناعية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات التطوعية الغير ربحية، وستتيح للمواهب العمانية الشابة فرصة مهمة لعرض أفكارهم؛ من أجل استغلال ثروتنا المحلية من الموارد الوراثية لبناء أعمال حيوية قائمة على التنوّع الأحيائي، ومشاريع مبتكرة ذات توجّه مستقبلي وأثر اقتصادي ملموس مستدام.

وأوضح سعادة الدكتور سيف بن عبدالله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار في كلمته الافتتاحية أمس أن المنتدى يهدف إلى المساعدة على إبراز الدور الكبير للموارد الوراثية لتحقيق الاقتصاد المستدام وبغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه، فإن النظام البيئي يوفر لنا مجموعة واسعة من السلع والخدمات والاحتياجات الضرورية في حياتنا اليومية مثل الحبوب والفاكهة وكذلك المياه العذبة النقية التي نشربها، فكل هذه الموارد الموجودة في الطبيعة تخدم احتياجاتنا اليومية ومع كل ذلك، فإن بعضنا لا يدرك القيمة الاقتصادية الكبيرة لهذه الموارد الوراثية.

ويركز المنتدى والذي يقام على مدار يومين على أربعة محاور مهمة يتم طرح خلالها 10 أوراق عمل، وهي : استخلاص أغذية ذات جودة عالية من الموارد الوراثية العمانية: الأمن الغذائي والتغذوي، ابتكارات من الموارد الوراثية العُمانية: دور الثورة الصناعية الرّابع، قيمة متجذرة: الموارد الوراثية العمانية نحو منتجات طبيعة و الموارد الوراثية من أجل اقتصاد مستدام.

موضحا أن عام "2020 " عاماً استثنائياً محفوفا بالتحدّيات والتوجهات الجديدة، والحس المتجدد بالانتماء المجتمعي، والنهج الجديدة للحياة اليومية، والبحث العلمي والعمل، والاهتمام المتزايد بالدّور الذي يمكن أن تلعبه مواردنا الوراثية في تأمين المؤن الغذائية، وتوفير عقاقير وعلاجات جديدة، ودورها الذي تلعبه في البيئة الاقتصادية قبل وبعد انحسار الجائحة.

موارد مهمة

وأضاف سعادته: نعلم جميعا أن الإنتاج الزراعي في أي بلد يضمن اكتفاءه الذاتي من الغذاء، ونفخر أن سلطنة عمان في عام 2019 كانت البلد الأكثر اكتفاءً ذاتياً في دول مجلس التعاون الخليجي على صعيد إنتاج الغذاء؛ حيث أصبحت تلبّي ذاتيا 25 % من منتجات الألبان، 70 % من الفواكه و80 % من الخضراوات من مواردها المحلّية حسب التقرير الصادر من بنك الاستثمار، ويستدعي زيادة الاكتفاء الذاتي في أنواع الأغذية الحيوانية والنباتية والبحرية المتنوعة لضمان الحصول على الأمن الغذائي المحلي والحفاظ على الأصول الوراثية وتحسينها من أجل زيادة الإنتاج. وفي هذا السياق، سوف يتم تعزيز الاستخدام المستدام للموارد الوراثية المستهدفة من أجل تحويلها لمنتجات أساسية وثانوية ذات قيمة ، ويستدعي تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرّابعة التي تم تطويرها في الآونة الأخيرة كاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار وغيرها من التقنيات، حيث إن الموارد الوراثية تكتسب قيمتها الهائلة لدورها الحاسم في توفير بعض المنتجات العلاجية.

وأردف قائلا: تجدر الإشارة هنا إلى أن أكثر من 10.000 نوع من النباتات في جميع أنحاء العالم تستخدم للأغراض الطبية، بشكل رئيسي في الطب التقليدي، في حين أن 80% من الناس في البلدان النامية يعتمدون على العلاج باستخدام الطب التقليدي والأدوية المستخرجة من الأعشاب الطبيعية وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية. ونتيجة لهذه الحقائق، فإن المنتجات المصنوعة من المكونات الطبيعية مثل الصبار وزيت اللبان والأعشاب البحرية والطحالب والياسمين والميكروبات وما إلى ذلك تشهد إقبالا متزايد. ولا شك أن سوق منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل العضوية يتنامى ومن المتوقع أن يصل إلى 19.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام (2022)، وبالإضافة إلى الجوانب المفيدة التي تنطوي على الموارد الوراثية، فإن صونها في بيئاتها الخاصة تعتبر خطوة محورية لإصلاح التنوع الأحيائي المتدهور من أجل تحقيق اقتصاد مستدام للسلطنة، كما أن الموارد الوراثية تقدم لعُمان لا سيما للشركات الصغيرة والمتوسطة والكفاءات العمانية الشابة ورواد الأعمال مجموعة من الفرص المتميزة لبناء وتنمية أعمال تجارية صديقة للبيئة ومستدامة.

من جانبها قالت الدكتورة نادية السعدية المديرة التنفيذية لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية في تصريح لــ"عمان": تلعب الموادر الواثية الحيوانية والنباتية دورا منفردا وذي قيمة مهمة للاقتصاد العماني، وإقامة منتدى المنافع الاقتصادية للتنوع الإحيائي يوضح القيمة والمنافع لهذه الموادر للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ، كما تعد فرصة مثمرة لمشاريع تجارية مربحة للطلبة والشباب في المشاركة في المعرض الافتراضي وعرض منتجاتهم وابتكارتهم ، كما تعد فرصة للشركات لاستثمار المنتجات الشبابية فرص واعدة لدعم الاقتصاد العماني .

وأضافت السعدية: المركز يتبع خطة متكاملة للوصول إلى الأهداف المنوطة في 2040 والتي تركز على محور الموارد الوراثية في السلطنة، وقد قمنا بتجميع المعلومات عن الموادر الواثية النباتية والحيوانية في السلطنة، والآن وصلنا إلى مرحلة تركز على آلية استخراج "القيمة" من الموارد الوراثية.

جلسات المنتدى

وفي الجلسة الحوارية الأولى من المنتدى، أكدت الدكتورة آمال الأبروية الرئيس التنفيذي لفلحة للاستثمار في ورقتها بعنوان:" نحو تسويق مستدام للموارد الوراثية العمانية" على أهمية استغلال التقنية في الموارد الوراثية النباتية والحيوانية ، حيث تتميز السلطنة بالمنتجات الطبيعية القادرة على المنافسة في السوق المحلي والعالمي بالإضافة إلى استخدام أساليب حديثة للتسويق للمنتجات للوصول إلى معدلات ربح عالية وضرورة تشجيع الباحثين للقيام بمهامته حتى نصل إلى نظام قادر على المنافسة. حيث إن التوجه القادم في رؤية عمان 2049 يركز كثيرا على الموارد الوراثية في السلطنة. وأوضحت الأبروية أن اللبان العماني منتج مميز وله قدرة حيوية على على التنافس موضحة إمكانية تأثير اللبان في الناتج الإجمالي المحلي إلى جانب أهمية انشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة ذات تنافسية في مختلف المحافظات.

كما أشار الدكتور ريتشارد سبليفالو الرئيس التنفيذي لشركة ( Nectariss) آلية الانتقال من الأوساط الأكاديمية إلى عالم الأعمال موضحا خطوات تأسيس الشركة الناشئة ذات النكهات الغذائية وكيفية استخدام الكائنات الصغيرة في ذلك.

أما الجلسة الثانية تضمنت محور "استخلاص أغذية ذات جودة عالية من الموادر الوراثية العمانية: الأمن الغذائي والتغذوي" ، وأوضح الدكتور حسين بن سمح المسروي أستاذ مشارك في قسم العلوم البحرية والسمكية بكلبة العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس، بحسب منظمة الأغذية الزراعة أن 75% من الغذاء في العالم يستمد حاليا من 12 نوعا من النباتات و5 أنواع من الحيوانات فقط، مشيرا إلى أنه يتحقق الأمن الغذائي عندما تتوافر لجميع الناس الإمكانات المادية والاجتماعية والاقتصـادية، للحصـول على أغذية كافية وســليمة ومغذية تلبي احتياجاتهم التغذوية وتناسـب أذواقهم الغذائية للتمتع بحياة موفورة بالنشــاط والصـحة.

وتخلل المنتدى عرض" قصص نجاح " شارك فيها مجموعة من الشخصيات الناجحة في استثمار الموادر الوراثية الحيوانية والنباتية وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية، إلى جانب إقامة معرض افتراضي بمشاركة شبابية لاستعراض مشاريعه وابتكارتهم في هذا المجال. ويستكمل اليوم المنتدى طرح أوراق عمليه افتراضيا واستعراض دروس من الطبيعية منها التطوير الوراثي لمحصول البرسيم عن طريق التربية والتقنية الحيوية، وأوراق عمل تناقش معضلة الأمن الغذائي وهدر الغداء، وغيرها من الموضوعات المهمة التي تركز على كيفية تحويل الموارد الوراثية النباتية والحيوانية إلى قيمة اقتصادية مستدامة.