1552385
1552385
العرب والعالم

بريطانيا تبدأ حملة تلقيح ضد كورونا.. وكاليفورنيا تفرض إغلاقا جديدا

08 ديسمبر 2020
08 ديسمبر 2020

منظمة الصحة: الوقاية المناعية باللقاحات «ما زالت بعيدة المنال» -

عواصم - وكالات: بدأت بريطانيا صباح الثلاثاء إعطاء لقاح فايزر/بايونتيك المضاد لكوفيد-19 للأشخاص الأكثر ضعفاً، لتصبح بذلك أول دولة غربية تطلق برنامج تلقيح واسع النطاق ضد فيروس كورونا المستجدّ.

وبريطانيا، البلد الذي يسجل أكبر عدد وفيات بالفيروس في أوروبا (61 ألف و500 وفاة)، هي أول دولة ترخص لاستخدام لقاح تحالف فايزر-بيونتيك الألماني الأميركي، في خطوة سريعة انتقدها بعض الخبراء. وينتظر أن يصدر الاتحاد الأوروبي قراراً مماثلاً بحلول أواخر ديسمبر، فيما بدأت روسيا بالفعل توزيع لقاحها «سبوتنيك في».، ورحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالأمر قائلاً «هذا اليوم يمثّل تقدماً هائلاً في معركة المملكة المتحدة ضد فيروس كورونا المستجد». وأضاف «لكن التلقيح على نطاق واسع سيستغرق وقتاً»، داعياً لمواصلة احترام القيود.

وفي إنجلترا وويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية، الأولوية في التلقيح هي للمقيمين في دور الرعاية والعاملين فيها. لكن التحديات اللوجستية المتمثلة بلزوم تخزين اللقاح عند ما دون سبعين درجة مئوية تحت الصفر، تزيد من تعقيد المهمة. ويلي ذلك تلقيح العاملين في المجال الصحي ومن تفوق أعمارهم 80 عاماً.

وتأمل السلطات تلقيح الفئات التسع التي لها الأولوية بحلول الربيع، وهي تتضمن من تفوق أعمارهم 50 عاماً، والعاملين في المجال الصحي، والأشخاص المعرضين للخطر. ويمثّل هؤلاء نسبة 99% من وفيات الفيروس. وشبّه مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستيفن بويس حملة التلقيح، وهي الأكبر بتاريخ نظام الرعاية الصحية، بأنها «ماراتون» في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 66 مليون نسمة.

ولن يتلقى غالبية السكان اللقاح قبل عام 2021.

الأسبوع المقبل

سيكون لحظة تاريخية

واعتبر وزير الصحة مات هانكوك أن «الأسبوع المقبل سيكون لحظة تاريخية»، مشبهاً اليوم الأول من بدء التلقيح بيوم الانتصار في الحرب العالمية الثانية.

ويشكل نجاح حملة التلقيح أمراً أساسياً بالنسبة لجونسون الذي يتعرض لانتقادات شديدة على خلفية إدارته لأزمة الوباء، ويواجه غضب بعض النواب في البرلمان على خلفية القيود المفروضة في جزء كبير من البلاد، ذات الكلفة الاجتماعية والاقتصادية الباهظة.

وبالإضافة إلى التحديات التقنية، شرعت السلطات البريطانية بإقناع البريطانيين بأهمية تلقي اللقاح، خشيةً من تأثير بعض المشككين بذلك على الرأي العام.

وبحسب استطلاع لمركز «يوغوف» نشر الاثنين، فإن ما نسبته 28% من البريطانيين «واثقون جداً» بأمان لقاح فايزر/بيونتيك، و40% «واثقون بعض الشيء»، و23% قالوا إنهم «غير واثقين كثيراَ» أو «على الإطلاق» باللقاح.

بالإجمال، بدأ 40 مركز تلقيح أنشئ في المستشفيات، بتلقي 800 ألف جرعة أولية للقاح قادمة من بلجيكا. وبحسب وزارة الصحة، سيجري إنشاء ألف مركز تلقيح إضافي. وطلبت المملكة المتحدة 40 مليون جرعة من لقاح فايزر، ما يسمح بإكساب مناعة لعشرين مليون شخص، كون أن كل فرد بحاجة لتلقي جرعتين بفرق ثلاثة أسابيع. ومن كل اللقاحات التي يجري العمل عليها، طلبت الحكومة البريطانية 357 مليون جرعة من سبعة مصنعين. وهي تعتمد بشكل رئيسي على لقاح أسترازينيكا وجامعة أوكسفورد، الذي لم ينل الترخيص بعد، لأن نقله أسهل، وسبق أن طلبت منه 100 مليون جرعة لتوسيع حملة التلقيح.

أفادت صحف بريطانية أن الملكة إليزابيث الثانية (94 عاماً) وزوجها الأمير فيليب (99 عاماً)، سيتلقيان اللقاح قريباً. ويمكن أن يفعلا ذلك علناً بهدف تشجيع أكبر عدد ممكن من الناس على تلقي اللقاح.

وقد يقوم مشاهير ومؤثرون آخرون أيضاً بخطوة مماثلة. وذكر صحيفة «ذي ميرور» مثلاً المغني بوب غلدوف وعازف الغيتار في فرقة الروك أند رول «رولينغ ستونز»، روني وود.

وقال وزير الصحة من جهته إنه مستعد لتلقي اللقاح مباشرةً عبر التلفزيون. وينبغي على أكثرية السكان في بريطانيا الانتظار حتى العام 2021، لتلقي اللقاح إذ إن تُعطى أولوية للمقيمين في دور الرعاية والعاملين فيها. ويلي ذلك تلقيح العاملين في المجال الصحي ومن تفوق أعمارهم 80 عاماً.

وشبّه مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستيفن بويس حملة التلقيح، بأنها «ماراتون» في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 66 مليون نسمة.

وبريطانيا، التي تسجّل أكبر عدد وفيات بالفيروس في أوروبا (61 ألف وفاة)، هي أول دولة ترخص استخدام لقاح تحالف فايزر/بيونتيك الألماني الأميركي، في خطوة سريعة انتقدها بعض الخبراء. ويُتوقع أن تتخذ الوكالة الأوروبية للدواء قراراً بشأن هذا اللقاح بحلول نهاية ديسمبر، في وقت قد تبدأ كندا اعتباراً من الأسبوع المقبل تلقيح سكانها.

الوقاية المناعية باللقاحات

مـــا زالــت بعيـــدة المنــــال»

قالت مسؤولة من منظمة الصحة العالمية إن إجراءات الصحة العامة، وليس اللقاحات، هي التي يمكنها منع زيادة جديدة في أعداد الإصابات بكوفيد-19.

وتزامن هذا التصريح مع طرح بريطانيا أول لقاح للوقاية من المرض. وأضافت مارجريت هاريس ردا على سؤال في إفادة صحفية في جنيف عما إذا كانت اللقاحات قد تأتي في وقت مناسب لمنع موجة ثالثة من التفشي في أوروبا قائلة «اللقاحات أداة عظيمة، ستكون مفيدة جدا لكن أثر اللقاح في توفير نوع من الوقاية المناعية ما زال بعيد المنال». وتابعت «ما يتعين عمله لتجنب الزيادة... هو إجراءات الصحة العامة». من جانبهم، أكد مسؤولون بمنظمة الصحة العالمية أمس الأول الاثنين أن إتاحة معلومات جيدة للناس بشأن لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد أفضل من تطعيمهم بشكل إجباري. وذكر مايك ريان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بالمنظمة أن «أهدافنا تتحقق بشكل أفضل بكثير عندما نقدم المعلومات للناس، ونعرض عليهم الفوائد ونتركهم يتخذون قرارهم بأنفسهم». وأقر مسؤولو منظمة الصحة العالمية بأن فئات قليلة مثل العاملين في مجال الصحة، ربما يُطلب منهم في نهاية المطاف تطعيمهم باللقاح. وذكرت كاثرين أوبراين التي ترأس إدارة اللقاحات بالمنظمة أن تسهيل سبل الحصول على لقاح كوفيد 19 أفضل من وضع القواعد.

وأضافت أن هناك حاجة لإتاحة «توقيت ومكان مناسب للناس للحصول على اللقاح، وفي أماكن ذات جودة عالية وتوفر بيئة إيجابية». واستبعدت كثير من حكومات العالم إطلاق حملات تطعيم إجبارية للقاح ضد فيروس كورونا المستجد. غير أن دراسة أجرتها جامعة ماجيل الكندية أظهرت أن هناك برامج تطعيم إجبارية ضد مرض واحد على الأقل في قرابة نصف دول العالم أجمع. وأظهرت استطلاعات الرأي أن أعداد كبيرة من شعوب بعض الدول مثل روسيا والمجر وسلوفينيا لديها مخاوف من تلقي لقاح فيروس كورونا.

عزل 20 مليون

نسمة في كاليفورنيا

في وقت ذاته، أُعيد فرض تدابير عزل في الولايات المتحدة لتشمل أكثر من عشرين مليون نسمة من سكان كاليفورنيا.

وتعتبر الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم مع أكثر من 283 ألف وفاة من أصل قرابة 25 مليون إصابة، تواجه كاليفورنيا موجة ثالثة من الوباء.

وأعاد الحاكم الديموقراطي لولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم فرض الاثنين تدابير إغلاق جديدة في جنوب الولاية، في إجراء يشمل أكثر من عشرين مليون نسمة.

وقال نيوسوم «نحن في لحظة حساسة في معركتنا ضد الفيروس وعلينا أن نتخذ تدابير حاسمة اعتباراً من الآن بهدف تجنّب اكتظاظ النظام الاستشفائي في كاليفورنيا». وفي هذه الولاية، 85% من الأسرة في وحدات العناية المركزة مشغولة.

في هذه الأثناء، أعادت مدينة نيويورك فتح مدارسها الابتدائية العامة الاثنين، لكن بطء تعافيها قد يدفع السلطات إلى إغلاق المطاعم في الأيام المقبلة.

وكشف ترامب عن أنباء مطمئنة جديدة عن محاميه رودي جولياني، أحدث من أصيب بالفيروس من بين العديد من أعضاء الدائرة المقربة للرئيس الأميركي.

وأكد الرئيس الجمهوري أثناء حفل في البيت الأبيض «رودي بحال جيدة جداً. حرارة جسمه ليست مرتفعة. لقد اتصل بي هذا الصباح». واكتُشفت إصابة جولياني البالغ 76 عاماً، بعد أن جال في الولايات المتحدة على مدى شهر، من دون وضع كمامة، لمحاولة قلب نتيجة انتخابات 3 نوفمبر، لصالح موكله الذي لم يعترف بعد بهزيمته أمام الديموقراطي جو بايدن.

وأعلن هذا الأخير الاثنين تعيين عدة أشخاص من فريقه الصحي المقبل الذي سيواجه بحسب قوله، «أحد أكبر التحديات التي تواجهها أميركا: السيطرة على الوباء».

ويُفترض أن يُعيّن مدّعي عام كاليفورنيا كزافييه بيسيرا في منصب وزير الصحّة الأميركي. ويؤكد بايدن أنه سيجعل من مدير معهد الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، العضو في فريق الأزمة الصحية في البيت الأبيض في عهد ترامب، مستشاره الرئيسي لشؤون الوباء.

إصابة وزيرة إيطالية

ويتواصل تفشي الوباء بوتيرة سريعة: فمنذ 24 نوفمبر، تُسجّل يومياً أكثر من 10 آلاف وفاة في العالم، وهو مستوى قياسي (باستثناء الأحد، لكن الأعداد بشكل عام منخفضة في إجازة نهاية الأسبوع).

وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و539 ألفا و649 شخصا في العالم وأصاب أكثر من 67 مليونا، منذ ظهوره نهاية ديسمبر 2019 في الصين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الاثنين. في إيطاليا التي تجاوزت عتبة ستين ألف وفاة جراء الوباء، تبلغت وزيرة الداخلية لوتشيانا لامورغيزي الاثنين أنها مصابة بالفيروس، في خضمّ اجتماع وزاري، ما دفع وزيرين آخرين إلى حجر نفسيهما بعدما خالطاها. وذكرت كل من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا أنها ستبدأ اعتبارا من يناير تطعيم الفئات الأكثر عرضة للخطر. وبدأت روسيا السبت إعطاء لقاح «سبوتنيك-في» الروسي للعاملين الاجتماعيين والطواقم الطبية والمدرّسين في موسكو. ولا يزال هذا اللقاح في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية.

وضع «مقلق للغاية»

ويخضع حاليًا 51 لقاحًا مرشحًا لتجارب على البشر، منها 13 في المرحلة النهائية من الاختبار، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية التي اعتبرت الاثنين أن التلقيح يجب ألا يكون إلزامياً، إلا في حال وجود ظروف مهنية معينة. مساء الأحد، تسلمت إندونيسيا التي بدأت في أغسطس تجارب على لقاح مجموعة سينوفاك الصينية على 1660 متطوعًا، أول دفعة من 1,2 مليون جرعة وصلت بالطائرة من بكين. في مواجهة تفشي الإصابات، ستغلق الدنمارك الكليات والمدارس الثانوية والحانات والمقاهي والمطاعم في 38 مدينة وبلدة، بما في ذلك كوبنهاغن. وبررت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن ذلك الاثنين بقولها إن «الوضع مقلق للغاية». في إسرائيل، أعلن السلطات الاثنين دخول حيز التنفيذ هذا الأسبوع حظر تجوّل ليلي بسبب ارتفاع عدد الإصابات مجدداً. في اليونان، أعلنت الحكومة الاثنين تمديد إجراءات العزل الرئيسية حتى 7 يناير، بما في ذلك إغلاق المدارس والمطاعم والصالات الرياضية ومنتجعات التزلج. وتم تحديد موعد البدء في التطعيم في يناير.