Untitled-1
Untitled-1
عمان اليوم

الصناعات الحرفيـة .. هل أسهمت في رفد الاقتصاد الوطني وحققت الهدف ؟

05 ديسمبر 2020
05 ديسمبر 2020

استطلاع: سارة الجراح -

باتت الصناعات الحرفية وما زالت، إحدى ركائز ثوابت العمل الوطني التي يعتمد عليها في رفد الاقتصاد العماني، وقد خصص لها جهة مختصة للعناية بها، وتطويرها وتأهيلها بما يضمن الإنتاج الحقيقي لمختلف صنوف المنتجات الحرفية ، وحفاظا على نسيج الحرفة العمانية الأصيلة التي طالما حافظ عليها الأجداد ومن قبلهم.

ويعد الاهتمام به، إحياء لتاريخ السلطنة القديم، وتراث الأجداد، ولم تدخر الحكومة جهداً من أجل الاهتمام بتلك الصناعات؛ وتشجيع القائمين عليها للاستمرار فيها، وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم؛ والحفاظ على الهوية العمانية.

وخلال الفترة الماضية التي أنشئت من خلالها هيئة مستقلة، وبكادر متخصص، وعدد من مراكز الإنتاج الحرفي والتسويق في مختلف ربوع الوطن، سنخصص هذه المساحة للحديث عما تحقق خلال تلك الفترة، وكيف تحقق، وهل فعلا، قامت تلك الصناعات برفد الاقتصاد الوطني، وتعزيز مستوى الدخل؟.

والتقت «عمان» بعدد من المختصين والمهتمين بهذا المجال، وتعرفنا من خلالهم على أبرز نقاط القوة والضعف لدى تلك الصناعات، وهل استطاع القطاع الحرفي العماني تحقيق تلك المكتسبات المتمثلة في إنشاء عدد من المشاريع الحرفية وتنفيذ برامج لرعاية ودعم الحرفيين بمختلف ولايات السلطنة مدعوما بمبادرات تطويرية لبرامج التدريب والإنتاج الحرفي مع العمل على فتح منافذ تسويقية حرفية مساندة وتهيئة مواقع بيئات الحرف لاستقطاب ممارسي الحرف بتقنيات مبتكرة إلى جانب تكثيف قنوات للتعاون المشترك مع عدد من الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية؟ ، وكذلك أين وصل مشروع كلية الأجيال التي تصب بشكل ملموس في موضوعات التراث والموروثات والحرفيات عامة؟.

مختلف الحرف

حيث يقول راشد بن سعيد بن حمد الحسني حرفي في صناعة المشغولات الفضية مثل الخناجر والسيوف وفضيات الخيل والجمال: نعم هناك دعم مستمر في إبراز الحرفي في المحافل الداخلية والخارجية لإظهار ما لديه من إبداع ولمسات في حرفته، والهيئة العامه للصناعات الحرفية (سابقا) هي من كانت تقوم بالترويج الجزئي لمنتجاتنا وفتح منافذ تسويقية لعرض منتجاتنا، و أسهمت وشجعت الحرفيين بل واحتضنتهم من خلال إنشائها مراكز عملية وتأهيلية للحرفيين وتعليمهم بمختلف الحِرّف التي يميل لها الشخص وتعليمه إلى أن يُتّقْن الحرفة، والتدريب يستمر مدة سنة أو سنتين أو أنها تكون تأهيلية لمدة شهر أو شهرين، وأقترح ان يستمر عمل هذه المراكز لتخرج جيل من الحرفيين متقن للعمل الحرفي بشكل صحيح ،‎ كما آمل ايضا استمرار دعم الحرفي للبقاء في هذه الحرفة والتي هي أصبحت الأنامل النادرة للحرفيين العُمانيين.

توسيع أعمالنا

من جانبه قال أحمد بن راشد المسروري حرفي في مجال الجبسيات ومهتم بالتراث العماني والقلاع والحصون وحرفة النحت وتشكيل الجبس وهي حرفة عمانية قديمة استخدمها العمانيون في نحت محاريب المساجد وموجودة أيضا في القلاع والحصون، حيث يقول: «تمكنا من عمل مجسمات تاريخية من الجبس على شكل قلاع وحصون وآثار أخرى لما لهذه المعالم من تاريخ عريق يحكي فن العمارة في عمان، لنعرف من خلالها الأجيال والسياح بأن عمان لديها إرث كبير وحضارة غنية شكلت مادة دسمة لكل من يبحث فالتاريخ، وما زلنا مستمرين».

وأكد «أعمالنا تقدم كهدايا تراثية بحرفية عالية، وكان للهيئة (سابقا) دور في إبراز الهوية الوطنية في الصناعات الحرفية العمانية، والحرفيون طوروا أعمالهم وأصبحت متميزة ولها بصمة راقية في السوق وإلى الآن تطلب، لكن بسبب جائحة كورونا انخفضت المبيعات كثيرا، والظروف الاقتصادية الحالية أثرت كثيرا على الحرفة ونحن نحاول إيجاد فرص جديدة متخصصة فيه، لكنها قليلة لكن وللأسف لا تستوعب الحرفيين ولا تستطيع بأن تجبرهم يأخذوا أعمالك ، ومن ناحية المشاركات أوضح قائلا: شاركنا في أكثر من ٣٥ فعالية ومعرضا داخل وخارج السلطنة، وأنجزنا مجسمات وأعمالا تراثية لبعض دول الخليج لاقت استحسان المتابعين للحركة التراثية والسياحة، لدينا أيضاً اهتمام حاليا في الديكور التراثي من لوحات مأخوذة من القلاع والحصون مثل النوافذ الجبسية والمشربيات، الحمد لله أعمالنا منتشرة في داخل البلد وخارجه، وخططنا المستقبلية توسيع أعمالنا بحيث تشمل السوق الخارجي، أيضا توثيق الآثار العمانية الموجودة خارج عمان والبحث عن المزيد من الأفكار من جميع أنحاء العالم.

وأشار احمد قائلاً: الهيئة الحرفية (سابقا) لم تقصر في تشجيع الحرفيين وشراء منتجاتهم وإقامة المعارض، لكننا كنا نعاني من قلة منافذ التسويق، وعن مشروعه قال المسروري: مشروع سواعد المنجرد للتحف والهدايا عبارة عن مجسمات تراثية، قلاع وحصون وأثار عمانية تحكي جمال العمارة العمانية، وكلمة وفاء.. للسلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - بذل الكثير لخدمة التراث والحرف العمانية لقد أدرك مبكراً أهمية هذا الإرث الكبير والمحافظة عليه لكي يحكي قصة الفن والإبداع العماني في شتى ميادين الحياة، وكلنا عرفان وولاء لمولانا السلطان هيثم بن طارق المعظم لتكملة المسيرة المباركة.

الأولوية للمنتج العماني

وقال سليمان بن عبدالله بن ناصر الجهوري: «نعم قد ساهمت الصناعات الحرفية للوصول الى المستوى المرجو، وسنواصل حرفتنا وصناعاتنا بخطط واضحة لتزيد من همتنا ودعمنا لبعضنا البعض ليكون السوق المحلي مملوءا بالصناعات الحرفية بأيدي العمانيين فقط ، والصناعات الحرفية في السلطنة كثيرة وأبرزها صناعة الفخاريات وصناعة السعفيات والصناعات الخشبية واختلفت الصناعات كثيرا عن الماضي لتشمل حداثة وتطوير المنتج العماني، وقد دخلت الصناعات الحرفية جميع الأسواق في السلطنة ونأمل في قادم الوقت أن تكون لها المتابعة المستمرة ليكون الحرفي العماني هو الصانع الوحيد لهذه الصناعات، ونسعى دائما بأن تكون الصناعات الحرفية العمانية في قمة الهرم لما لها من أثر يميزها من غيرها من الصناعات مؤكدة قدم هذه الحضارة وتاريخها العريق، مما يشكل لنا دافعا أساسيا في النهوض بالسوق المحلي والخارجي ليكون مصدر دخل يساهم في دعم الركائز الاقتصادية، ونقترح أن يكون الأولوية في المنتج العماني قبل المستورد وأن تتعاون معنا الجهات المختصة لتسويق منتجاتنا وتأهيلنا ليكون هناك مصدر حقيقي وأساسي لسير خطوط إنتاجنا.

دور بارز وعمل مستمر

كما أوضح سلطان بن سيف بن سليمان البيماني قائلا: هناك عدة صناعات من أهمها صناعة الفخار والمشغولات النحاسية والمشغولات الفضية والصناعات الخشبية وغيرها الكثير، حيث تتميز أو تنفرد ولاية بهلا بصناعة الفخار وهو إرث حضاري منذ مئات السنين مارسها أجدادنا وأباؤنا وكان دور الهيئة العامة للصناعات الحرفية (سابقا) بإنشاء معهد ومصنع لصناعة وإنتاج الفخار بالولاية حيث يتعلم الحرفي جميع مراحل صناعة المشغولات الفخارية، نعم كان دور الصناعات الحرفية بارزا جدا في الآونة الأخيرة وما زال مستمرا إلى يومنا هذا وساهم الكثير في رفع مستوى الاقتصاد والسوق العماني حيث تتواجد هنا بالأسواق العمانية منتجات فاخرة متنوعة بجميع أصنافها انتجها حرفيون مبدعون وبارعون وبأيد عمانية بحتة، وبحمد الله هناك منتجات عمانية يتم تصديرها للخارج، وأيضاً هناك رؤى لتطوير الصناعات الحرفية واستمرار العطاء حيث أمر السلطان الراحل ـ طيب الله ثراه ـ بإنشاء كلية خاصة لهذا المجال وما زلنا نأمل في إنشائها في القريب العاجل ولقد حث حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - على الاهتمام بفئة الشباب العماني ومواصلة العطاء لتأهيل وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما أن هناك أسواقا شعبية وتراثية داخل كل ولاية عمانية وأيضا منافذ بيع أخرى، مراكز الهيئة العامة للصناعات الحرفية (سابقا) بمسمى (البيت الحرفي العماني) المنتشرة في أنحاء عماننا الحبيبة، والجدير بالذكر بأن الحرفي نفسه يتواجد لديه مواقع خاصة لبيع هذه المنتجات بمسمى (البيت الحرفي) بتراخيص موثقة من الجهات المختصة يتم تسويق هذه المنتجات في الداخل والخارج.

منافذ تسويقية

هبه بنت أحمد بن خلفان الرحبية حرفية نسيج تقول: ساهمت الصناعات في رفد السوق لكن بالنسبة للاقتصاد العُماني فيه خطه للاشتغال عن طريق خلق مصانع لأنه المنتج الحرفي يدوي و يحتاج وقتا، نعم هناك منافذ وأركان تسويقية عديدة في مختلف محافظات السلطنة مثل البيت الحرفي العُماني في دار الأوبرا و نزوى و سمائل و عبري و صور و غيرها، ونأمل تطوير مراكز التدريب التابعة للهيئة وتوفير المواد الخام والمدربين المختصين وزيادة عدد الدورات التدريبية وثم مساهمة الحكومة في تسويق المنتج داخل و خارج السلطنة.

مصانع حرفية عمانية

بينما قالت ميمونة بنت سعيد بن حمد التوبية حرفية نحاس: «أقوم بعمل دروع نحاسية تستخدم كهدايا تذكارية، وصحون نحاسية وميداليات نحاسية، مجسمات أخرى مثلا مجامر نحاسية أباجورات (وحدات إنارة) هذا في مجال حرفتي توجد بعض الحرف الأخرى مثال حرفة الفخاريات والسعفيات، مثل هذه الصناعات أسهمت في رفع دخل الشخص المادي، ويا حبذا لو يتم عمل ورش كبيرة (مصانع حرفية عمانية) لكل منتسبي الحرف العمانية وتوفير كل معدات حديثة لزيادة الإنتاجية بجودة ممتازة مع صرف مستحقات شهرية مناسبة لكل فرد تساعده في إعالة أسرته وتكون دخلا مستمرا له والتسويق والترويج يتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك عرض المنتجات الحرفية في البيوت الحرفية».

أما محمد بن سالم بن خميس بني عرابة فقال: الصناعات الحرفية (سابقا) قامت بدور محدود فقط أعتقد ليس كما ينبغي في الارتقاء والتعريف بالمنتج العماني كما أنا أرى وذلك بحجم وعدد الحرف الموجودة في السلطنة، وكما نعلم ان هناك حرفا تقليدية عمانية غيبت وأخرجت من سياق الاهتمام وتعرضت للتهميش وتداخلت في الحرف الوطنية المحلية قوى عاملة وافدة أساءت في الحقيقة للمنتج العماني، كما أن هناك منتجات مستوردة من شتى بقاع العالم في معظم الأسواق المحلية بدون أي ضوابط ومتابعة من الصناعات الحرفية هذا بدوره قضى على الصناعة المحلية وبأسعار رمزية ، وهناك دول اعتمدت في اقتصادها على منتجاتها المحلية كفخر لصناعاتها الوطنية مثل الصين والهند واندونيسيا والفلبين وباكستان وغيرها ولا نجد المنتج العماني يسوق خارج النطاق المحلي ما هي الأسباب. علما بأن المنتجات العمانية لها من الجودة والإتقان ما يجعلها من أفضل المنتجات وهذا ما يجب أن تقوم به وزارة التراث والسياحة وهو عملية تسويق المنتج.