oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

حرص السلطنة على استقرار البيت الخليجي

05 ديسمبر 2020
05 ديسمبر 2020

من المعروف تماما أن سياسة السلطنة الخارجية تركز على التعاون والتكامل في كافة القضايا الإنسانية والثقافية والمعرفية والاقتصادية، وهي في ذات الوقت تؤكد على عدم التدخل في شؤون الغير وتأكيد خصوصية الذات في قيمها الداخلية، وهذه السياسة تشمل الدول الشقيقة والصديقة، وفي منظومة دول مجلس التعاون الخليجي التي تشكل السلطنة أحد أعضائها الستة، فقد كانت دائما شديدة الحرص على تماسك هذا الجسم التعاوني والعمل على دفعه إلى الأمام وفق شروط كل مرحلة وبشكل مدروس مع الأخذ بالخصوصيات والمسائل الداخلية لكل بلد آخر في الاعتبار، في حين يبقى العنوان الأكبر والأهم الذي يجب الانضواء تحته هو مسائل التكامل الاقتصادي وكل ما يخدم شعوب المنطقة وخيرها والرفاهية لإنسانها.

وتؤمن السلطنة كذلك بأن هذه المنطقة ذات تاريخ مشترك وعريق، من حيث البنيات الثقافية والتقاليد والقيم المتشابهة التي تشكل إرثا حضاريا، وهذا يعني وجود تقارب كبير في الكثير من المفاهيم والمشتركات، هذا يعطي دافعية وحيوية بالحرص على أن تكون عوامل التقارب والتفكير الإيجابي في المستقبل هي الأقرب للواقع من أي صور أخرى تقود إلى الخلاف أو التنازع الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى ما لا يحمد عقباه، ولهذا فالحاجة دائما تظل للاستقرار والسلام والأمان والتعاون بما يخدم المستقبل الأفضل للجميع ويساهم في بناء فرص الحياة الأفضل والعيش الكريم لشعوب الخليج العربية.

في هذا الإطار يمكن الحديث عن الجهود المبذولة لحل الأزمة الخليجية والعمل السريع على تعزيز التضامن والاستقرار الخليجي وصولا إلى العوامل المشتركة والإيجابية التي تكفل الحياة الإيجابية للدول والشعوب في إطار عام سمته الإخاء والسلام، ينشد كل ما فيه الخير والتضامن والوحدة الإنسانية ورسالة المحبة.

لقد أكدت السلطنة في بيان بهذا الخصوص على ترحيبها «بالبيان الصادر من دولة الكويت الشقيقة حول النتائج الإيجابية لجهود المصالحة التي سبق أن قادها المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- والجهود التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعكس حرص كافة الأطراف على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق التضامن الدائم بين جميع الدول وبما فيه الخير والنماء والازدهار لجميع شعوب المنطقة».

إن قوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقدرته على تجاوز مختلف التحديات، تمثل خيارا استراتيجيا لهذا البيت الخليجي الذي يقوم على عناصر مشتركة كما جرى التنويه، ولابد أن أبناء الخليج يدركون ذلك ويعلمون حق العلم أنهم أسرة واحدة وأن فرص التعايش والتعاون والتكامل هي الأبقى لصياغة الغد الأفضل، من أي أسباب أو عوامل أخرى تدعو إلى الشتات والفرقة، فما أحوج الأمم والشعوب والدول إلى السلام والإخاء وبناء الحياة المستقبلية والتفرغ للتنمية الشاملة والمستدامة.