1550299
1550299
العرب والعالم

الأمم المتحدة تنتقد تجاهل بعض الدول إرشادات «الصحة العالمية» .. ووفيات العالم تتجاوز المليون ونصف

04 ديسمبر 2020
04 ديسمبر 2020

لقاح «كلوفر» يظهر استجابة مناعية قوية في تجارب المرحلة الأولى -

عواصم - (وكالات): انتقد أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة بعض دول العالم لتجاهلها إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن جائحة كورونا ورفض الحقائق المُتعلقة بانتشار الفيروس. جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح الدور الاستثنائي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التعامل الدولي مع جائحة كورونا الذي عقد أمس وشارك فيه 141 متحدثًا بينهم 53 رئيس دولة و39 رئيس حكومة و4 نواب لرؤساء وزراء و38 وزيرًا ويستمر يومين. وقال أمين عام الأمم المتحدة «بعد مرور ما يقرب من عام على انتشار وباء كورونا نواجه مأساة إنسانية وحالة طوارئ صحية عامة وإنسانية وتنموية». مضيفًا أن منظمة الصحة العالمية قدمت منذ بدء الجائحة معلومات واقعية وإرشادات علمية كان ينبغي أن تكون الأساس لاستجابة عالمية مُنسقة مشيرًا إلى أنه لم يتم اتباع هذه التوصيات وفي بعض الدول كان هناك رفض للحقائق وتجاهل للتوصيات. وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة أن يكون اللقاح المُرتقب الخاص بكورونا منفعة عامة وعالمية ومتاحًا للجميع في كل مكان لافتًا أن اللقاح لا يمكن أن يُبطل الضرر الذي سببه الفيروس والذي قد يمتد تأثيره لسنوات أو حتى لعقود قادمة.

فاوتشي يتراجع عن انتقاد بريطانيا

تراجع كبير الخبراء الأمريكيين حول الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي أمس الأول عن انتقادات وجهها إلى الهيئة البريطانية المنظمة للدواء بعدما قال إنها تسرعت في الموافقة على لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد.

وجاءت تصريحاته بعد يوم على إعلان بريطانيا موافقتها على لقاح فايز- بايونتيك لكوفيد-19، لتصبح أول دولة في العالم ترخص لتعميم استخدام اللقاح. وأثار ذلك بعض الشكوك لدى الدول الأوروبية المجاورة وتلميحات بالتسييس. وفاوتشي المعروف عالميا ويترأس المعهد الأمريكي الوطني للحساسية والأمراض المعدية قال للبي بي سي «لدي ثقة كبيرة بما تفعله المملكة المتحدة علميا ومن وجهة نظر هيئة منظمة».

وأضاف أن «الإجراءات لدينا تستغرق وقتا أطول مقارنة بالمملكة المتحدة. وهذه حقيقة فحسب»، مضيفا «لم أقصد التلميح إلى أي إهمال رغم أنه فُهم كذلك». وكان فاوتشي رأى أن في وقت سابق أن الوكالة البريطانية الناظمة للدواء والرعاية الصحية تشبه شخصا «التف على سباق الماراثون وانضم في الشوط الأخير .. وتسرعت في إعطاء تلك الموافقة» على اللقاح.

وقارن ذلك بينها وبين إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التي قال إنها حرصت على تجنب «التسرع» لأنها لا تريد تأجيج الشكوك بشأن اللقاح.

وكان فاوتشي قد قال «في الحقيقة تعرضوا لانتقادات حادة من جانب نظرائهم في الاتحاد الأوروبي الذين كانوا يقولون -إنه نوع من التباهي».

وجاءت تصريحات فاوتشي الأولى قبيل أول لقاء له مع جو بايدن، والذي جرى حسبما أكد الرئيس المنتخب لشبكة سي إن إن بعد ظهر أمس الأول مع دخول الولايات المتحدة أسوأ مراحل تفشي الوباء. وكانت مديرة الوكالة البريطانية الناظمة للدواء والرعاية الصحية جون راين أكدت في وقت سابق أن الهية «لم تتسرع» في الموافقة على اللقاح.

كما رد نائب كبير مسؤولي الصحة لانكلترا جوناثان فان-تام على المنتقدين. وقال للبي بي سي «إذا كنتَ هيئة منظمة متأخرة بعض الشيء، ماذا تقول لتبرير وضعها المتأخر؟ عبارات كتلك التي سمعناها ربما».

ولقيت الوكالة البريطانية الناظمة إشادة أيضا من منصف سلاوي، الرئيس العلمي لعملية «وارب سبيد» التي اعتمدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لدعم تطوير وتوزيع اللقاحات.

وقال سلاوي لصحفيين خلال اتصال إن الوكالة البريطانية هي على قدم المساواة مع وكالة الغذاء والدواء الأمريكية كأفضل هيئة ناظمة في العالم. واعتبرها «المحرك العلمي» لوكالة الدواء الأوروبية قبل خروج بريطانيا من المنظمة في أعقاب بريكست. وتعقد هيئة استشارية تابعة لوكالة الغذاء والدواء الأمريكية اجتماعا علنيا في 11 ديسمبر لتقييم نفس اللقاح ويمكن أن تصدر الموافقة بعيد ذلك.

من جانبه يؤكد الاتحاد الأوروبي إنه لم يتخلف عن الركب.

وقال وزير الصحة الألماني ينس سبان في مؤتمر بتقنية الفيديو لنظرائه في الاتحاد الأوروبي الأربعاء الماضي «ليس المهم أن تكون الأول، بل أن يكون هناك لقاح آمن وفعال».

وأضاف «المسألة تتعلق بالخبرة، وبالطبع الترخيص. لكن كما رأينا من تصريحات من المملكة المتحدة إنها أيضا مسألة سياسية للاتحاد الأوروبي».

استعداد علني

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن والرؤساء السابقون باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون أنهم مستعدون لتلقي لقاح كوفيد-19 بشكل علني لتشجيع مواطنيهم على فعل الشيء نفسه. وقال أوباما (59 عامًا) إنه «يثق تمامًا» بالسلطات الصحية في البلاد، بما في ذلك عالم المناعة أنطوني فاوتشي وهو شخصية علمية تحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة. وصرح في مقابلة مع اذاعة «سيريوس اكس ام» نشرت مقتطفات منها على يوتيوب «إذا قال لي انطوني فاوتشي إنّ هذا اللقاح آمن ويمكنه أن يحمي من كوفيد، فلن أتردد في تلقيه».وأضاف «أنا أعِد بأنه عندما يصبح (اللقاح) متاحًا للأشخاص الأقل ضعفًا، سأقوم بتلقّيه. يمكنني القيام بذلك على التلفزيون أو أن أحرص على أن يتم تصويره، حتى يتمكن الناس من رؤية أنني أثق في العلم».

ودعا مقال في صحيفة واشنطن بوست الرئيس المنتخب جو بايدن (78 عامًا) ونائبته كامالا هاريس (56 عامًا) إلى تلقي اللقاح على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون بهدف إقناع المشككين وهم كثر في الولايات المتحدة.

ولدى سؤاله عن هذا الأمر، قال بايدن الخميس إنه سيكون «سعيدًا» بالحصول على اللقاح علنا بمجرد أن يوصي فاوتشي بذلك.وأشار ممثل عن الرئيس الأسبق جورج بوش الابن لشبكة سي ان ان، الى ان الرئيس الجمهوري الاسبق البالغ من العمر 74 عامًا مستعد أيضًا للترويج لقاحات كوفيد-19. وقال فريدي فورد «يجب التأكد في بادئ الامر ان اللقاحات آمنة وان تمنح الى الفئات السكانية» ذات الأولوية. من جهته، قال المتحدث باسم بيل كلينتون، أنجل أورينا لسي ان ان، إن الرئيس الديمقراطي السابق، البالغ من العمر 74 عامًا ، سيتلقى اللقاح علنًا «إذا كان ذلك سيجعل جميع الأمريكيين يفعلون الشيء نفسه».

لقاح كورونا عبر الإنترنت

أطلقت موسكو أمس خدمة حجز مواعيد للتطعيم ضد مرض كوفيد-19 عبر الإنترنت، بعد يومين من دعوة الرئيس فلاديمير بوتين إلى إعطاء اللقاحات على نطاق واسع. ويُحقن لقاح (سبوتنيك في) على جرعتين، وهو أحد لقاحين روسيين حصلا على الموافقة من الجهات التنظيمية الوطنية رغم عدم اكتمال التجارب السريرية. وأظهرت التجارب المؤقتة فاعلية اللقاح بنسبة 92 في المائة في الوقاية من المرض. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن آنا بوبوفا، رئيسة منظمة مراقبة صحة المستهلك قولها أمس الأول إنه هناك عشرة لقاحات قيد التطوير في روسيا. وقال موقع رئيس بلدية موسكو على الإنترنت إن بإمكان سكان المدينة تسجيل أنفسهم للحصول على التطعيم مجانا في 70 نقطة موزعة على أنحاء المدينة، على أن تبدأ المواعيد من يوم السبت. والمواعيد المتاحة أولا هي للعاملين في مجال الرعاية الاجتماعية والأطباء والمعلمين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة، سواء كانوا في مؤسسات حكومية أو خاصة. ويمكن لأي مقيم في موسكو لديه حساب على الإنترنت حجز موعد، لكن الموقع يشترط إظهار دليل يوضح الوظيفة. وقال الموقع «بالنسبة لسكان موسكو الآخرين، سيتوفر التطعيم المجاني في وقت لاحق».

وأعلنت روسيا أمس تسجيل 27403 إصابات جديدة بفيروس كورونا منها 6868 حالة في موسكو، مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى مليونين و402949. كما رصدت السلطات 569 وفاة في الأربع والعشرين ساعة الماضية ليصل عدد الوفيات الرسمي على مستوى البلاد إلى 42176 منذ بدء الجائحة. ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائبة رئيس بلدية موسكو، أناستاسيا راكوفا، قولها إن أكثر من 20 ألف شخص في موسكو تم حقنهم بلقاح سبوتنيك في، أصيب من بينهم 273 بالفيروس. وقالت إن من المقرر أن تحصل وزارة الدفاع على 100 ألف جرعة من اللقاح تكفي 50 ألف عسكري هذا الشهر.

«كلوفر» يظهر استجابة مناعية

سجلت شركة «سيتشوان كلوفر» للمستحضرات الصيدلانية الحيوية استجابة مناعية قوية في تجارب المرحلة الأولى من لقاحها ضد فيروس كورنا، مستخدمة مواد مساعدة من شركتي «جلاكسو سميث كلين» «بي إل سي» و«دينافاكس تيكنولوجيس كورب»، طبقا لما ذكرته وكالة «بلومبرج» للأنباء أمس. وأدى اللقاح إلى تكوين أجسام مضادة تحييدية وأثبت أنه آمن في دراسة شملت 150 بالغا ومتطوعا مسنا، طبقا لما ذكره كلوفر في بيان أمس. ومن المقرر البدء في تجارب المرحلة المتقدمة باستخدام نظام المادة المساعدة لشركة «جلاكسو» هذا الشهر، بينما سيتم البدء في تجارب باستخدام المادة المساعدة لشركة «دينافاكس» في النصف الأول من عام 2021.

1,5 مليون وفاة في العالم

أودى فيروس كورونا المستجد بحياة أكثر من 1,5 مليون شخص في العالم بينما يتسارع انتشاره في الولايات المتحدة حيث سجل رقما قياسيا مطلقا جديدا بعدد الإصابات في يوم واحد، وكذلك في البرازيل حيث تجاوز عدد الوفيات الـ175 ألفا. وتم إحصاء مليون و504 آلاف و984 وفاة من أصل أكثر 65 مليون إصابة في العالم منذ الإعلان عن أولى الإصابات في الصين في ديسمبر الماضي، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام نشرتها السلطات الصحية حتى الساعة 07,50 ت غ الجمعة.

ومنذ 24 نوفمبر تسجل أكثر من عشرة آلاف وفاة في العالم يوميا في المعدل، في مستوى غير مسبوق.

لكن أعلن عن حملات تلقيح وشيكة على ما يبدو في عدد من الدول.

وفي الولايات المتحدة التي تدفع الثمن الأكبر للوباء بوفاة 276 ألف شخص، سجلت أكثر من 210 آلاف إصابة في يوم واحد وهو رقم قياسي منذ بداية الوباء، حسب جامعة جونز هوبكنز المرجعية.

في كاليفورنيا قال حاكم الولاية الأمريكية غافين نيوسوم إن عدد المرضى الذين دخلوا المستشفيات «ارتفع بنسبة 86 بالمائة في الأيام الـ14 الماضية». وأعلن أنه سيتم حظر التجمعات والأنشطة غير الضرورية في جميع المناطق التي يمكن أن يؤدي الوباء فيها إلى تجاوز طاقة المستشفيات. وحذر مسؤولو الصحة الأمريكيون من أن الرحلات التي قام بها ملايين الأمريكيين قبل أسبوع بمناسبة عيد الشكر قد تتسبب في «تفش للمرض يضاف إلى تفشيه حاليا»، كما قال عالم المناعة الذي يحظى باحترام كبير الطبيب أنطوني فاوتشي.

ودعي فاوتشي الذي كان هدفًا لهجمات عنيفة من قبل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ليكون جزءا من فريق الرئيس المنتخب جو بايدن لمكافحة كوفيد-19. وفي الأرقام المتعلقة بالوفيات، تخطت الحصيلة في المملكة المتحدة اكثر دولة متضررة في أوروبا، عتبة الستين ألفا، حسب السلطات الصحية. وسجّلت 414 وفاة إضافية الخميس، لترتفع الحصيلة الإجمالية 60 ألفا و113 وفاة.

كما سجلت إيطاليا عددا قياسيا من الوفيات خلال 24 ساعة، بلغ 993 أي أكبر من عدد الوفيات الذي سجل في 27 مارس (969) وفقا لآخر حصيلة رسمية نشرت الخميس وأظهرت تراجعا في عدد الاصابات.

إغلاق المدارس في ريو دي جانيرو

أوصت لجنة علمية خصوصا هذا الأسبوع بإغلاق المدارس ومنع ارتياد الشواطئ في ريو دي جانيرو.

وسجلت البرازيل أكثر من 700 وفاة بكورونا في يوم واحد للمرة الأولى منذ منتصف نوفمبر ليتجاوز العدد بذلك عتبة الـ175 ألف وفاة، حسب بيانات رسمية تؤكد تسارع انتشار الوباء.

وشكك الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو في الإجراءات الوقائية منذ بداية الوباء. لكن خبير الأمراض المعدية خوليو كرودا من جامعة ماتو غروسو دو سول قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس «إذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية .. فسنشهد مأساة».

أما المكسيك التي يبلغ عدد سكانها 128 مليون نسمة، فقد سجلت فيها أكثر من مليون إصابة وما يزيد قليلاً عن 107 آلاف وفاة. وتسجل الإصابات التي تتطلب دخول المستشفى ارتفاعا في العاصمة مكسيكو.

ملل في كيبيك

يسود شعور بخيبة الأمل في كيبيك بشرق كندا. فقد أعلن رئيس حكومة المقاطعة فرانسوا ليغو الخميس أنه ألغى قراره بالسماح لجميع سكان كيبيك بالتجمع لمدة أربعة أيام في عيد الميلاد، على ألا يتجاوز عدد الحضور عشرة أشخاص.

ولن يُسمح بذلك بعد الآن في المناطق الواقعة في «المنطقة الحمراء» مثل مونتريال أو كيبيك حيث يعيش ثمانون بالمائة من سكان المقاطعة البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة. وتحدث السيد ليغو عن العاملين الصحيين في كيبيك، مؤكدا أنهم «متعبون ومتعبون للغاية».

وقرر المغرب كذلك تمديد حال الطوارئ الصحية المفروضة منذ مارس، شهرا آخر حتى العاشر من يناير للتصدي لتفشي وباء كوفيد-19، بينما تأمل المملكة إطلاق حملة تلقيح بحلول نهاية العام.

ويأتي هذا التمديد بينما اشتدت وطأة الوباء في المملكة خلال الأشهر الأخيرة بمعدل إصابات يومي تجاوز خمسة آلاف في أغلب الأحيان، بينما فاق مجموع المصابين 364 ألفا، توفي منهم قرابة ستة آلاف وتماثل أكثر من 314 الفا للشفاء، بحسب آخر حصيلة رسمية.

كما أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة إجراءات مشددة في ظل تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد.

ومن هذه الإجراءات إغلاق المساجد والمدارس والجامعات ورياض الأطفال والأسواق الشعبية الأسبوعية بدءا من يوم أمس، ومنع تجول كامل يومي الجمعة والسبت أسبوعيا اعتبارا من الجمعة المقبل وحتى نهاية الشهر الجاري.

الفلبين: العصا لمن عصى

هددت الشرطة الفلبينية أمس من لا يلتزمون بقواعد التباعد الاجتماعي بالضرب بالعصي فيما تواجه البلاد انتشار فيروس كورونا خلال موسم الأعياد. وتحتفل الفلبين بأحد أطول مواسم عيد الميلاد في العالم حيث يبدأ من سبتمبر وشرعت الحشود تتوافد على المراكز التجارية ومراكز التسوق على الرغم من الجائحة. وقال الجنرال سيزار بيناج قائد الفريق المكلف بمكافحة فيروس كورونا خلال مؤتمر صحفي إن قوات الشرطة والجيش ستنظم دوريات في الأماكن العام في العاصمة مانيلا وبؤر تفشي مرض كوفيد-19 وهم يحملون عصي من الخيزران بطول متر لقياس التباعد. وأضاف «يمكن استخدامها لضرب المتعنتين» مشيرا إلى أن «دوريات التباعد الاجتماعي ستركز على المناطق ذات الكثافة المرتفعة مثل محطات النقل والأسواق العامة. ومن المرجح أن تثير هذه الخطة حفيظة المدافعين عن حقوق الإنسان الذين انتقدوا أسلوب الحكومة في مكافحة الجائحة. وسجلت الفلبين ما يربو على 436 ألف حالة إصابة ونحو 8500 وفاة بفيروس كورونا لتكون ثاني أعلى بلد في جنوب شرق آسيا من حيث معدلات الإصابة بكوفيد-19 بعد إندونيسيا.

أندونيسيا: وفاة طبيب كبير وزوجته

دخل الدكتور ساردجونو أوتومو، الطبيب الإندونيسي الكبير، إلى مستشفى محلي في جاوة الشرقية عصر الثلاثاء. وخلال ما يزيد قليلا عن 24 ساعة، أجرى زملاؤه الأطباء اتصالا تلو الآخر بالمستشفيات بحثا عن جهاز للتنفس الصناعي في سورابايا ثاني كبرى المدن الإندونيسية والتي تقع على بعد مسيرة بضع ساعات بالسيارة. لكن الطبيب توفي هو وزوجته، سري مارتيني. دقت وفاة الدكتور وزوجته بكوفيد-19 جرس الإنذار في رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، والتي يتغير فيها الوضع الوبائي باطراد من سيء إلى أسوأ ويئن نظامها الصحي الفقير أصلا تحت وطأة ضغوط كبيرة. وفي الأيام العشرة الماضية، سجلت إندونيسيا أربعة أرقام قياسية للإصابات اليومية، كان أكبرها في الثالث من ديسمبر عندما بلغت الحالات الجديدة 8369، وتصدرت عناوين الصحف أخبار وصول مزيد من المستشفيات في أقاليم البلاد إلى طاقتها القصوى. وقال عبد الخالق مالك المتحدث باسم الجمعية الطبية الإندونيسية لرويترز «يبدو أن الوضع الحالي الذي يفوق الطاقة الاستيعابية هو الأسوأ على مدار جائحة كوفيد-19 في إندونيسيا». ويقول خبراء الصحة العامة إن إندونيسيا تواجه صعوبات منذ مارس في السيطرة على الوباء، مع بلوغ العدد الإجمالي للإصابات الآن 557877 حالة مؤكدة توفي منها 17355، علاوة على ما يقرب من 70 ألف حالة أخرى مشتبه بها. وتتصدر إندونيسيا منطقة جنوب شرق آسيا حتى الآن على صعيد الإصابات والوفيات، كما تظهر البيانات أن الوضع يتفاقم. وفي باميكاسان، تلك المنطقة الفقيرة في جزيرة مادورا والتي كان يعمل فيها الدكتور ساردجونو مديرا لمستشفى منذ سنوات، لا يوجد جهاز تنفس صناعي واحد في المدينة. وكان الطبيب المعروف المتخصص في الأشعة والبالغ من العمر 67 عاما في أمسّ الحاجة إلى جهاز عندما وصل إلى مستشفى محمد نور في باميكاسان. قال الدكتور سيف الهداية، أخصائي أمراض الرئة الذي كان يعالج الدكتور ساردجونو «كان المكان ممتلئا عن آخره. كل شيء بكامل طاقته في باميكاسان. وصل الوضع إلى حالة الذروة الآن».

وقال عارف عبد الرحمن، (41 عاما)، وهو صهر الدكتور سارجونو، إن وفاة صهره وزوجته تسلط الأضواء على المدى الذي بلغته مستشفيات البلاد من جهة ضعف التجهيز في مواجهة الوباء. أضاف «أجهزة التنفس الصناعي مهمة. وفي باميكاسان، التي يُحال إليها المرضى من مناطق أخرى، الوضع مؤلم بالطبع. هذا فضلا عن أماكن أخرى مثل سورابايا، المكتظة على الدوام». وفي أنحاء جاوة، الجزيرة الأشد اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض، تظهر علامات أخرى مثيرة للقلق والانزعاج. قال رضوان كامل حاكم مقاطعة جاوة الغربية الأربعاء إن معدل إشغال غرف العزل في بوجور وديبوك وبيكاسي وباندونج وصل إلى 80 في المائة. وفي العاصمة جاكرتا، هناك أيضا ما يدعو للقلق. فقد حذرت مبادرة لابور كوفيد-19، وهي مبادرة مستقلة لبيانات فيروس كورونا، هذا الأسبوع من أن أجنحة الطوارئ في جاكرتا تتجه نحو «الانهيار». وفي مساعيها لمساعدة مرضى كورونا في العثور على أسرّة بالمستشفيات في الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر اتصلت المبادرة بأقسام الطوارئ في 69 مستشفى واكتشفت أن 97 منها ممتلئة عن آخرها.