999898
999898
الثقافة

"عمان" ترصد انطباعات المكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية والدكتور هلال الحجري حول استحقاق الوسامين

02 ديسمبر 2020
02 ديسمبر 2020

بعد منحهما وسامي الاستحقاق من الدرجة الأولى والتقدير للخدمة المدنية الجيدة من الدرجة الثانية

د.عائشة الدرمكية: التكريم يعكس مدى اهتمام جلالة السلطان بالثقافة وتعزيزه للمشتغلين فيها.

د. هلال الحجري: الالتفاتة الكريمة من لدن جلالته رسالة على أنه معني ومهتم بقطاع الثقافة.

حاورتهما - بشاير السليمية

منح حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- يوم الاثنين الماضي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى ووسام التقدير للخدمة المدنية الجيدة من الدرجة الثانية لعدد من الشخصيات العمانية تقديرا لجهودهم وإسهاماتهم الطيبة في مختلف المجالات.

فمنح جلالته –حفظه الله ورعاه- وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لكل من: المكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية والباحث علي بن أحمد الشحري والدكتور علي بن فرج الكثيري، كما منح وسام التقدير للخدمة المدنية الجيدة من الدرجة الثانية لكل من: الأستاذة بيوبا بنت علي الصابرية والدكتور هلال بن سعيد الحجري والفاضل إبراهيم بن علي بن قمبر العجمي.

"عمان الثقافي" حاور المكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية، والدكتور هلال الحجري للحديث حول هذا التكريم.

دفعة معنوية وحافز عظيم

وعما يعنيه لها هذا التكريم شخصيا ومدى أهميته في مشوارها بشكل عام قالت المكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية: "هذا التكريم بشكل شخصي تشريف ويعطي دفعة معنوية للمستقبل، ويعكس مدى اهتمام جلالة السلطان -حفظه الله- بالثقافة وتعزيزه للمشتغلين في الثقافة ويمثل أهمية في مشواري، ويجعلني في مسؤولية أمام إنجازي ومشواري في المستقبل سواء على صعيد مساهمتي في المجال البحثي أو الثقافي بشكل عام".

وعما يعنيه للدكتور هلال الحجري فقال: "الكلمات تعجز عن الوفاء بحق هذا التكريم فهو مكرمة سامية وغالية من لدن مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-، ويكفي أنه أتى باختياره الشخصي لجميع المكرمين وهذا حافز عظيم لأي مثقف كي يواصل مشواره في خدمة بلده، وما من شك هذه الالتفاتة الكريمة من لدن صاحب الجلالة عندما تأتي بهذا المستوى فهي رسالة على أن جلالة السلطان معني ومهتم بهذا القطاع قطاع الثقافة، وهو سابقا كان على رأس الوزارة ومطلعًا على جميع تفاصيل الشأن الثقافي في عمان، وهذا لا أعده تكريما شخصيا وإنما أعتقد أنه يحمل رسالة عظيمة على أن جلالة السلطان رغم مشاغله التي تعاظمت الآن بشؤون الحكم فهو معني بهذا القطاع، وهي رسالة لنا جميعا على أن الثقافة هي جزء من لبنات هذا الوطن وأن عمان منجز حضاري تراكم عبر آلاف السنين، وفي هذا السياق أرى أنه تكريم للثقافة نفسها وحسبنا أنه جاء من لدن جلالة السلطان حفظه الله".

بين العمل والأدب

وفي سؤالنا لها عن جمعها بين العمل البحثي والإداري في مؤسسات ثقافية، وما إذا شكل أحدهما رافدا للآخر، قالت د.الدرمكية: "بطبيعة الحال العمل البحثي يشكل ويؤسس فكر العمل الإداري، وباعتباري باحثة في الأصل ولدي محاولات في العمل الإداري لا أعرف إذا كانت ناجحة بالمستوى المطلوب، ولكنها محاولات كانت وما زالت تسهم في تنظيم العمل الثقافي. ومثلما قلت الجانب البحثي له أهمية في تنظيم العمل الإداري وتوجيهه؛ لأنه يعطي رؤية في طريقة النظر إلى الأمور ومجريات الأحداث والتوجهات الحديثة والممارسات الثقافية المستقبلية وآفاق مستقبل الثقافة. وكل هذا ينعكس على التنظيم الإداري للعمل الثقافي وكل منها يكمل الآخر والعمل الإداري ينعكس في البحث لأنه يعطي آفاقًا مختلفة عن البحث؛ لأن البحث هو عبارة عن منهجيات واشتغال منهجي، بينما الإدارة ممارسة وكل منها يكمل الآخر ما نتعلمه في الممارسات والتحديات في العمل المؤسسي سينعكس على البحث كما تنعكس الرؤية البحثية وآفاق البحث على العمل الإداري فهي عملية دائرية متوازنة".

أما بالنسبة للدكتور هلال الحجري الذي جمع بين العمل الأكاديمي والبحثي والعمل الإداري والشعر والترجمة، قال: "في اعتقادي أن جميع هذه الروافد تصب في نهر واحد رغم أن العمل الإداري كما يراه معظم الناس بأنه معطل للموهبة والعمل الإبداعي حتى العمل الأكاديمي، لكنني أعتقد بأنها روافد لأنه حتى عندما ترتطم بشؤون الإدارة وعملها تشكل لك دافعا وهاجسا للكتابة خاصة إذا كان هذا العمل الإداري غير منفصل عن الاتجاه، فقد كنت أعمل في وزارة التراث والثقافة (سابقا) مديرا عاما للآداب وكان معظم العمل منصبا في الشأن الثقافي وكنا نرعى الأنشطة الشعرية والقصصية والثقافية بشكلها العام استطعت أن أقترب من المشهد الشعري على سبيل المثال عن طريق الملتقى الأدبي السنوي الذي تقيمه الوزارة، واقتربت من تجارب الشباب، وهذا الاقتراب مكنني كأكاديمي وككاتب من الاقتراب من الأجيال الجديدة في القصة والشعر، وهذا دون شك يشكل ملامح كتابتي، ونحن نعلم بأن الكاتب لا يمكن أن يكتب من فراغ هناك مثيرات مختلفة تشكل تجربته سواء كان عملا أكاديميا بما يعنيه من الارتباط بالتخصص والمعرفة والعلوم بشكل عام أو الترجمة من حيث الاقتراب من التجارب الشعرية العالمية وإدراك أساليبها ولغاتها وأفكارها وثيماتها، أو العمل الإداري إذا كان مرتبطا بالشأن الثقافي. فهي روافد تصب في مصب واحد، وتَهيأ لي أن أستفيد من كل منها في الآخر، هل هذه إجابة دبلوماسية؟ لا أظن، ولكني أقولها بصدق، فالترجمة على سبيل المثال ساعدتني كثيرا في تجاوز بعض الأشكال الشعرية التي كنت آلفها منذ زمن، التي فتحت لي نوافذ أخرى على مستوى الثيمات، وعلى مستوى الأفكار وقربتني من ترجمة الشعر المتصل بالجزيرة العربية، وكل هذه روافد تغذي تجربتي الكتابية. والعمل الأكاديمي قربني من النقد والشاعر أو الكاتب عندما يكون منفصلا عن النظريات النقدية والرؤى النقدية أعتقد بأن ذلك يشكل نقصا في تجربته".

مشروعات فكرية

وحول مشروعات المكرمة د.عائشة الدرمكية القادمة أضافت: "هناك مشروع بحثي أشتغل فيه للثقافة وما زلت أجمع المادة على مهل، وهو عبارة عن رؤية في موضوع الثقافة وتحدياتها وآفاقها المستقبلية".

أما مشروعات الدكتور هلال الحجري القادمة قال عنها: " أشتغل على مشاريعي بأناة، وبعضها اكتمل وبعضها ما زال قيد الاشتغال، ومن ضمنها التي أرجو أن أنتهي منها قريبا هو إكمالي لمشروع ترجمة الشعر الإنجليزي المتعلق بالعرب وشبه الجزيرة العربية بشكل عام. وقد أصدرت منه الجزء الأول وهو بلاد الشمس، وحسب خطتي أن يكون على ثلاثة أجزاء".

وأضاف: "هناك مشروع آخر في سياق الترجمة وهو مشروع أدب الأطفال، لأنني وجدت أن الشعر المترجم للأطفال قليل وإن لم يكن معدوما في العالم العربي، فأردت أن أسد ثغرة في هذا الجانب فبدأت بإصدار العمل الأول، وهو أغاني الطفولة ومستمر في هذا المشروع، ولا أعلم كم جزءًا سيصدر منه ولكنه من المشروعات التي أشتغل عليها الآن. وهناك عمل ربما لم أفصح عنه سابقا وهو شبيه بكتابي موسوعة عمان في التراث العربي الذي تكون من ٣ أجزاء، وهذا العمل شبيه به لأنه يتصل بعمان من حيث الكتابات التي تناولت عمان في مختلف المجالات التاريخية والسياسية والأدبية، ولكنه باللغة الإنجليزية، وهذا المشروع يستغرق معظم وقتي وقد أنجزت كثيرا منه، وأرجو أن يصدر إن لم يكن في العام القادم فالعام الذي بعده، وفي تقديري أنه سيكون على ٤ أو ٥ أجزاء. إضافة إلى مشروعاتي الكتابية الإبداعية التي لا أستطيع أن أضع لها خارطة، لأنه كما تعلمين الأبداع لا يمكن أن نخطط له كما نخطط للكتب المعرفية والنقدية، ولكنها قصائد أكتبها من حين لآخر حسب تأملاتي ولحظاتي الكتابية، وحين أرى أنها مكتملة وتشكل منجزا واحدا سأصدرها في كتاب".