oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

نعمة السلام والأمان

30 نوفمبر 2020
30 نوفمبر 2020

جاء تقرير مؤشر الإرهاب العالمي للعام 2020 الصادر عن الاقتصاديات والسلام بسيدني في استراليا ليضع السلطنة في مقدمة مجموعة من دول العالم التي تنعم بالسلام وحيث يشكل فيها مؤشر الإرهاب والمخاطر الإرهابية صفرا، وهو أمر يتكرر منذ عدة سنوات، في التقرير الذي وصل نسخته الثامنة.

بغض النظر عن أن هذا المعهد المذكور يقوم على الحياد وغياب العمل النفعي أو الربحي، وهو لا يؤطر نفسه بالسياسة أو التحزب، فالشاهد أن ما أفاد به يكاد يكون نتيجة مدركة ومتوقعة تماما، فالسلطنة بشهادة الجميع هي واحة من واحات السلام والأمان في منطقة الشرق الأوسط، يعيش سكانها في استقرار بعيدا عن المخاطر التي غالبا ما تشكلها مخاطر إرهابية لم تنجُ منها حتى بعض الدول المتقدمة على الصعيد العالمي كما في القارة الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية.

يضع التقرير عددا من المقاييس التي من خلالها يعطي النتائج والمؤشرات لأي دولة كانت، منها عدد العمليات الإرهابية في البلد المعين خلال السنة المحددة بالإضافة إلى عدد الضحايا والمصابين وغيرها من الشروط، لكن يبقى الأساس والجوهر في مجمل هذا التصور أن الإحساس بالسلام وخلو أي بلد من المخاطر الإرهابية يكون في أغلب الأحيان مشهودا لا يتطلب دليلا، حيث إن الدول الواقعة في ظل الإرهاب والنزاعات واضحة غالبا، لا سيما في أحزمة الحروب والمعارك المستمرة وحيث تنشط الحركات الإرهابية التي تخصم من سجل السلام والشعور بالطمأنينة.

ما يجب أن يقال هنا ليس النتيجة المدركة في شأن أن السلطنة حصلت أو تحصل دائما على المؤشر الصفري في الخلو من المخاطر الإرهابية، بل كيفية توظيف ذلك والاستفادة منه في التسويق للسلطنة في العالم عبر تعزيز الجوانب الاستثمارية والسياحية والتجارية، وغيرها من سبل الدعاية التي تسهم في الاستفادة من هذا العامل الإيجابي والمنجز في كيفية تعافي الاقتصاد وتحقيق معدلات نمو متسارع، وهو موضوع طالما تم طرقه من قبل يتطلب المزيد من الاشتغال عليه، والعمل بشكل حثيث، بحيث إن أغلب الدول تستفيد دائما من هذه النتائج الإيجابية في مثل هذه المؤشرات العالمية لتضعها كنقاط قوة تعمل على توظيفها لتحقيق الأفضل في بناء المستقبل المشرق.

إن صناعة السلام والاستقرار باتت علما معقدا في عالم اليوم، غير أنها في الإرث العماني هي جزء من نسيج هذا المجتمع وبنائه التاريخي، وهي تجربة إنسانية عظيمة ترسخت بشكل أقوى في عهد النهضة المباركة التي بدأت منذ السبعينيات، والتي تتجدد اليوم على ذات المنوال والطريق إلى كل ما من شأنه تحقيق الحياة الكريمة لإنسان هذا الوطن والازدهار للبلاد.

لقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - السير على إرث ثابت من المبادئ في السياسة الخارجية وفي علاقات عمان مع العالم، كل ذلك يصب في الحفاظ على صورة عمان الحية، أرض السلام والتعايش الإنساني والمحبة بين الجميع.