الشيخ عبدالله بن محمد السالمي
الشيخ عبدالله بن محمد السالمي
آخر الأخبار

وزير الأوقاف والشؤون الدينية: السلطنة تستند إلى اعتدادٍ كبيرٍ بحقوق المواطنة وواجباتها والتنوع الديني والثقافي

26 نوفمبر 2020
26 نوفمبر 2020

العهد الجديد للسلطان هيثم بدأت أعماله الإصلاحية بالظهور في شتى المجالات

قال معالي الشيخ/ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية بمناسبة احتفالات السلطنة بالعيد الوطني لهذا العام (2020)، ينظر العمانيون بآمالٍ كبيرةٍ إلى خطط التنمية المستدامة والشاملة والممتدة حتى عام 2040 ، ونحن نستند في ذلك إلى زمن النهضة المباركة التي رادَها وقادها السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وأحدثت على مدى قرابة الخمسة عقود الماضية تغييرا شاملاً في حياة العُمانيين، وفي نظرة العالم لدولتهم ونظامهم.

وقال: نستند أملاً وعملاً إلى العهد الجديد للسلطان هيثم بن طارق المعظم الذي أعلن عن متابعةٍ متجددة للنهضة في أفقها الحالي حتى عام 2040، وبدأت أعماله الإصلاحية بالظهور في شتى المجالات.

واكد معاليه على عراقة الدولة العمانية قائلا: إنّ الدولة العُمانية تمتلك عراقةً تجعلها في استقرارها ووحدة شعبها قِبلة الأنظار في المحيط القريب والعالم، وقد أثبت هذا الانطباع قيام الدولة على المؤسسات العاملة والمتكاملة في التشريع والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية.

وقد أفلحت السلطنة في المزج والوصْل بين الأحكام الشرعية العريقة القائمة على الشورى والتوسعة والتقُرب بين السلطان والناس من جهة، والإدارة الحديثة لدولةٍ عصريةٍ تترسخ فيها تجربة العدالة وحكم القانون وتكافؤ الفُرَص والتعليم الشامل، والانتخابات المنتظمة بمختلف المستويات.

وأضاف: وتستند السلطنة إلى اعتدادٍ كبيرٍ بحقوق المواطنة وواجباتها، والتنوع الديني والثقافي، إنّ هذه الوجوه المتعددة والمتضافرة لشرعية الدولة والنظام في عيون شعبها، تجد مصداقا لها في الاحترام الكبير الذي تلقاه السلطنة في الجوار العربي والإقليمي وفي المجتمع الدولة، فالسلطنة لا تدخل في سياسات الدول الخارجية والصراعات، وهي مستعدةٌ دائماً للوساطة النزيهة والمنصفة والدفع باتجاه المصالحات والتسويات التي تترك أثراً طيباً لدى الجميع، بما تؤدي إليه من سلامٍ واستقرارٍ وحُسْن جوار.

إنّ هذا الروح الطيب الذي تنشره القيادة الحكيمة للسلطنة، لم يؤد إلى وحدةٍ داخليةٍ وسياسة خارجية عاقلة فحسب؛ بل جعل أطرافاً عديدةً تتحدث عن إسلام الشعب العماني باعتباره إسلام اعتدالٍ واستقرارٍ وانفتاحٍ وسكينة. وقِدْماً شهد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه للعُمانيين بالخلق المتين والدين القويم.

وبهذا الروح عملنا دائماً في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، سواء في رعاية الحياة الدينية للعمانيين في مساجدهم وأوقافهم وسائر وجوه عباداتهم، وفي تنشئة نخبةٍ جديدةٍ من العلماء لمتابعة المسيرة. هذا إلى العمل على التجديد والإصلاح الإسلامي من خلال ندوات الفقه العماني التي تجمع علماء كباراً عرباً ومسلمين، ومن خلال نشر التراث الفقهي والفكري العماني الغني، ومن خلال مجلة التفاهم، ومن خلال التواصل والإعلانات المشتركة مع جهاتٍ دينية وثقافية عالمية.

وأكد ايضا : إنه وفي ظل السلطان الجديد، نحن نتأهَّل لنهوضٍ مستأنَف بدأت معالمه تظهر. لقد ترك لنا السلطان قابوس عهداً هو خلاصة لتجربته الغنية في إعلانه للمؤتلف الإنساني (2019)، هذا الإعلان هو مقاربةٌ قيميةٌ وأخلاقيةٌ لمشكلات المنطقة والعالم، ودعوةٌ صادقة ومبادرةٌ قويةٌ من أجل السلام والعدالة والحرية ووحدة الإنسانية.

لقد كنا نحن العمانيين شديدو التواضع دائماً، لكننا كنا وما نزال عميقي الإيمان بالرسالة السمحة لديننا وأمتنا وشعبنا وسلطاننا؛ وبأنّ لنا دوراً نؤديه من أجل الحق والخير والائتلاف والسلام: { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ لهم الأمن وهم مهتدون}.

في هذا اليوم الوطني المجيد، نسأل الله سبحانه أن يوفّق السلطان هيثم بن طارق للعمل الصالح والنهضوي من أجل خير عُمان وشعبها، وخير أمتنا واستقرارها، والسلام مع النفس والعالم.