1545846
1545846
المنوعات

المدن التركية تصطبغ بألوان الخريف

26 نوفمبر 2020
26 نوفمبر 2020

​​​​​​​تركيا، الأناضول:-

يحل فصل الخريف على المدن التركية التي تتميز بالحقول الواسعة، وقد اكتست حشائشها باللون الأرجواني مع دخول فصل الخريف، في هذا التقرير نتوقف مع ثلاث مدن تركية لرصد الجمال الرباني الذي حبا الله به هذه المناطق..

يمنح فصل الخريف الأشجار في وادي «طوهما» بولاية ملاطية التركية المعروفة بـ»مدينة المشمش»، ألوانًا متدرجة بين الأصفر والأحمر، لترسم الطبيعة واحدة من أجمل لوحاتها في «الجنة المخفية».

هذه اللوحة الخلابة تجذب آلاف الزوار المحليين والسياح الأجانب إلى وادي «طوهما» في قضاء «دارنده»، ليستمتعوا بجمال طبيعته وحالة الهدوء والسكينة التي يتميز بها بعيدًا عن ضغوط الحياة وازدحام المدن.

جمال هذه البقعة من تركيا وآثارها التاريخية جعلت سكان البلاد يطلقون عليها اسم «الجنة المخفية»، خاصة أنها تقع في ولاية ملاطية (ِشرق) الشهيرة بتربتها الخصبة وإنتاجها الوفير من الفاكهة والخضار، وخصوصا أجود أنواع ثمار المشمش.

وتشكل وادي «طوهما» بفضل التصدعات التي حدثت خلال فترات جيولوجية مختلفة، ليصبح نقطة جذب عالمية لعشاق الطبيعة.

ومنذ مئات السنين، يتدفق نهر «طوهما» في منتصف الوادي مانحًا الحياة لأشجار السرو والدلب والصفصاف والتين، التي بدورها تهب الخضرة والحياة والمناظر الطبيعية الفريدة للوادي التاريخي.

ويضم الوادي مدرسة عثمانية قديمة، تعرف باسم «كلية سومونجي بابا»، كما يحتوي على جسور خشبية وشلالات طبيعية صغيرة ونواعير مياه ومناطق للمشي وحدائق لتناول الشاي على ضفة نهر «طوهما».

وتمنح هذه الأجواء الفريدة في الوادي زوار المكان فرصة الاسترخاء في بيئة هادئة، تسودها أجواء الطبيعة الغناء وعبق التاريخ.

ويقول ويسل سلو، الذي يزور الوادي مع عائلته، إنه يفضل موسم الخريف لقضاء بعض الوقت في أحضان الطبيعة، ووادي طوهما هو المكان الأمثل بالنسبة له لتحقيق رغبته.

ويضيف سلو للأناضول: «الخريف الموسم الأكثر هدوءا وسكينة، وطوهما مكان رائع بأجوائه التي تجمع بين روعة الطبيعة وعبق التاريخ».

«هنا نرى انسجامًا وتناغمًا كبيرين بين درجات اللون الأخضر والأصفر والأحمر. من المستحيل ألا يصبح المرء مفتونًا بروعة الطبيعة في هذا الوادي الفريد»، يكمل سلو.

ويتابع: «يمكننا القول إن هذا المكان هو جنة مخفية ولوحة تعكس جمال الطبيعة وثراء ألوانها. أولئك الذين لم يروا هذا المكان فقدوا الكثير من المتعة».

وإضافة للاستمتاع بجماله، فإن زوار وادي «طوهما» يحرصون على التقاط صور فوتوغرافية رائعة لهم بين أحضان الطبيعة.

خالد أقصوي، هو الآخر جاء للوادي من العاصمة أنقرة برفقة أسرته للاستمتاع بمشاهدة جمال ألوان فصل الخريف.

ويقول أقصوي، للأناضول، إنه «من المستحيل أن لا يصاب من يرى هذا المكان بالدهشة، الله حبا هذا الوادي جمالًا طبيعيًا يصعب وصفه بالكلمات».

ويشير إلى أنه إضافة للطبيعة الغناء، فإن الوادي يضم مدرسة «كلية سومونجي بابا» العثمانية، التي تضم مسجدا بناه الشيخ حميد ولي (1331-1412) أحد شيوخ الصوفية.

وولاية ملاطية التي يقع فيها الوادي يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وقد احتضنت العديد من الحضارات وتشتهر بطبيعة خلابة جعلتها واجهة سياحية مفضلة للكثير من السياح حول العالم.

الخريف يضفي جمالًا على «زينيلار»

ويُشتهر حي «زينيلار» بولاية بورصة غرب تركيا، بجمال طبيعته، وهدوئه وخلوّه من صخب وضجيج الازدحام.

واكتسبت المنطقة الهادئة، الشهرة على صعيد تركيا، عبر رواية أدبية ألفت عام 1922، من قبل رشاد نوري غونتاكين، أحد أبرز روّاد الأدب التركي.

وتسلّط الرواية الضوء على حياة «فريدة»، المدرّسة في مدرسة بمنطقة «زينيلار».

ومؤخرًا، اكتست «زينيلار» بألوان الخريف، مما زاد من جماله الطبيعي.

الحي الواقع على سفوح جبل «أولوداغ» الشهير، يستقبل زوّاره اليوم، ويعرض لهم لوحة فنية فريدة بجماله الطبيعي.

ويعدّ «زينيلار» من أقدم أحياء بورصة، حيث يعود تاريخها إلى ما قبل 150 عامًا.

وفي حديثه للأناضول، قال مختار الحي، نهاد أولكار، إن الحي أسسه أتراك الأهيسكا قبل سنوات طويلة.

وأضاف: إن الحي ازدادت شهرته بفضل رواية الأديب «غونتاكين»، مبينًا أن المنطقة لا تخلو من الزوّار عادة.

وأوضح أن «زينيلار» تستقبل في أيام نهاية الأسبوع، هواة رياضة المشي وتسلّق الجبال، فضلاً عن الزوّار الآخرين من عشاق الطبيعة والهدوء.

كبادوكيا.. إطلالة جويّة عبر المناطيد

وتواصل منطقة «كبادوكيا» بولاية نوشهير وسط تركيا، استقبال الزوّار على مدار مواسم العام، وتتيح لهم الاستمتاع بمناظرها التي تتنوّع مع اختلاف المواسم.

وتمتلك «كبادوكيا» شهرة عالمية واسعة في مجال السياحة، بفضل تصنيفها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو» ضمن مواقع التراث العالمي.

ومؤخرًا اكتست المنطقة بحلّة الخريف، قبل أن يكسوها بياض الثلوج لاحقًا مع قدوم فصل الشتاء.

من أبرز معالم المنطقة، المناطيد الحرارية التي تزّين أجواءها وعلى متنها الزوّار القادمين من كل حدب وصوب، سواء من داخل تركيا أو خارجها.

وخلال موسم الخريف، يحظى زوّار «كبادوكيا» بإمكانية مشاهدة المناظر من الجو عبر التحليق بالمناطيد الحرارية.

ويجري تنظيم رحلات المنطاد الحراري، بموجب أذونات خاصة من المديرية العامة للطيران المدني في تركيا.

وتنطلق المناطيد عادة مع أشعة شمس الصباح من منطقة «غوريمي»، في رحلة لنحو ساعة من الزمن قبل أن تهبط في أحد الوديان بالمنطقة.

وفي حديثها للأناضول، أعربت السائحة البيلاروسية، تاتسيانا درافيانيكافا، عن سعادتها إزاء التمتّع برؤية «كبادوكيا» من الجو.

ووصفت اللحظات التي قضتها في أجواء «كبادوكيا» على متن المنطاد الطائر بـ»الرومانسية والخيالية.»

بدوره، قال باران أطيجي، إنه يشارك برفقة أصدقائه لأول مرة في التحليق بالمنطاد، معربًا عن إعجابه بهذه التجربة.

من جانبه، قال فرحات أردوغموش، أحد روّاد المناطيد الحرارية في «كباوكيا»: إن المناطيد تحلّق في أجواء المنطقة قرابة 300 يوم خلال العام. وأضاف: إن السيّاح المشاركين في رحلات المناطيد الحرارية، يستمتعون برؤية «موائد الشيطان» والتكوّنات الطبيعية الأخرى، من الجو.

وتُعد «موائد الشيطان» أو «مداخن الجنيات» أكثر ما تشتهر به كباوكيا، وهي أحجار على شكل أعمدة تعلوها صخور، تبدو شبيهة بعش الغراب، تكونت طبيعيا، نتيجة لتأثيرات الرياح، والعوامل الجوية في الصخور البركانية.

كما تحفل «كبادوكيا» بالبيوت، والكنائس، التي نحتتها الشعوب القديمة في الصخر، وبقيت شاهدة على حضارة عصرها.