٩٨٨٩٨٩٨٩٨٩٨٩٨٨٩٨٩٨٩
٩٨٨٩٨٩٨٩٨٩٨٩٨٨٩٨٩٨٩
الثقافة

« بتنظيم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء » .. ندوة الـ50 من مسيرة الثقافة تفند واقع الفكر العماني منذ بدايات النهضة المباركة لعمان

24 نوفمبر 2020
24 نوفمبر 2020

- د.هلال الحجري: التجربة الشعرية العمانية رغم ثرائها لمدة خمسين سنة لكنها لم تؤسس تيارًا شعريًا ثابتًا.

  • طالب المعمري: مجلة "نزوى" كتابة عن أحد المشاريع المهمة للثقافية الثقافة العُمانية
  • خميس العدوي: السلطنة لم تكن بمنأى عن التحولات الفكرية التي حدثت بالعالم بما في ذلك الربيع العربي

  • د.عزيزة الطائية: القصة القصيرة، فالرواية، فالقصة القصيرة جدا التي شكّلت ظاهرة حديثة

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة الدراسات والفكر، مساء أمس ، وعبر منصاتها الإلكترونية في زوم وتويتر ويوتيوب ندوة فكرية بعنوان "خمسون عامًا من مسيرة الثقافة". بمشاركة مجموعة من الكتاب والأدباء والباحثين في السلطنة وهم الدكتور هلال الحجري، والدكتورة عزيزة الطائية والشاعر الأديب طالب المعمري، والكاتب الباحث خميس العدوي، وأدار الندوة الكاتب محمد الشحي.

ماهية الشعر العماني

 

هلال الحجري[/caption]

وتحدث الدكتور هلال الحجري حول ماهية الشعر العماني واقعًا وآفاقًا، وأثر نهضة السلطنة على الشعر، وأشار انه منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -طيّب الله ثراه- تغيرت الحياة بشكل كلي شمل جميع مناحي الحياة، بما في ذلك التعليم والصحة والاقتصاد والسياسية، فمرت هذه الحياة بتغيرات إيجابية كبيرة فيما يتعلق بالواقع الإنساني ومقتضياته، وأوضح الحجري أنه خلال السنوات الخمسين الماضية وجدت محطات معنية تلامس هذا الواقع الشعري، وعلى سبيل المثال أن النهضة العمانية بالنسبة للشعر لم يكن مقتصرًا على تجاوز الأشكال الشعرية من حيث الموسيقى والعروض والقافية وإنما لامس وعي الشعراء نحو الكون والعالم، فالخروج من الهيمنة القبلية والدينية التي كانت سائدة في عمان قبل السبعين إلى عالم متعددة حيث الثقافة والاقتصاد والسياسية وكان له أثر عمل على تحول الشعر العماني، فالشعر العماني قبل السبعين خاضعا لشروط المرحلة في تلك الفترة، حيث غياب التعليم والاتصال بالعالم الخارجي. مع الهيمنة الدينية في تلك الفترة.

وقال الحجري: إن الأجيال الشعرية التي ظهرت منذ تلك الفترة ما كان لها أن تصل إلى الواقع العربي العالمي لولا هذه النهضة المباركة التي بدأت في السبعين. وأفاد الحجري بأن ثمة أجيالا شعرية ظهرت منذ السبعين، فجيل السبعين تمثل في الشعراء: عبدالله الخليلي وأبو سرور حميد الجامعي وهلال السيابي وسليمان بن خلف الخروصي وغيرهم، وهذا الجيل جاء محملا بإرث ثقيل وهو إرث القصيدة العمودية الكلاسيكية، وهناك رواد في قصيدة النثر أيضًا، وهم: سيف الرحبي وسماء عيسى وزاهر الغافري أسسوا مرحلة مهمة في مسيرة الشعرية العمانية، والذين عملوا على تحقيق إنجاز أدبي مغاير في عمان، وهم واجهوا الرفض الشديد من كتاب القصيدة التقليدية. وانتقل الحجري ليتحدث عن التسعينيات الممتد من منتصف الثمانينيات، وهم هلال العامري وسعيدة بنت خاطر وسعيد الصقلاوي، بالإضافة إلى صالح العامري وعبدالله الريامي وعبدالله الحارثي، وواصلوا مسيرة قصيدة النثر أيضًا، ولا ننسى ظهور جماعة الخليل بن أحمد الفراهيدي في تلك الفترة في جامعة السلطان قابوس، التي جاءت بأسماء شعرية بما فيهم عاصم السعيدي وهلال الحجري وأحمد الهاشمي وسيف الرمضاني وعلي باعوين، وآخرين، وتجربة هؤلاء مؤثرة في عمان، ومن شاعرات القصيدة العمانية المتحققة التي ظهرت في عمان فاطمة الشيدية وشميسة النعمانية وعائشة السيفية ورقية الصقرية. وقال الحجري: إن التجربة الشعرية رغم ثرائها لمدة خمسين سنة، لكنها لم تؤسس لنفسها تيارًا شعريًا ثابتًا.

مجلة نزوى

 

طالب المعمري[/caption]

وألقى طالب المعمري، شهادة أدبية في الندوة حول مجلة نزوى كمجلة الثقافة العمانية والإنسانية، وهنا أوضح أن الكتابة عن مجلة "نزوى" كتابة عن أحد المشاريع المهمة للثقافية الثقافة العُمانية، فهي لبنة من لبنات النهضة خلال الخمسين عامًا مضت، فمنذ صدور مجلة نزوى في نوفمبر 1994م استوعبت المجلة الأطروحات الثقافية و الأدبية و الفكرية لمختلف أطياف الإبداع وسجلت حضورًا للفكر و الأدب العُماني في أصالته، وفي حاضره المتجدد، ففي كل عدد من إصداراتها، في تحتفي بالثقافة العمانية في أبهى صورها كأحد المنابر التنويرية التي تضطلع بها، فهي إلى جانب دورها الطليعي على المستوى الداخلي العماني تبرز المجلة كأحد أهم المنابر الثقافية العربية، وفي هذا المنعطف الثقافي السخي الذي تقدمه المجلة للثقافة العمانية أولًا، وللثقافة العربية والإنسانية ثانيًا.

وذهب المعمري ليشير إلى أن المجلة أثبتت أنها منبر حقيقي للثقافة حاملة رسالة وعي على مستوى السلطنة وداعمة للشباب من خلال كتاب نزوى الذي يصدر مع كل عدد وهو بدوره تحفيز للكاتب العماني الشاب.

التحولات الفكرية

 

خميس العدوي[/caption]

أما الباحث خميس العدوي فقد تطرق إلى التحولات الفكرية في الدولة الحديثة بالسلطنة، وقال: إن البداية كانت منذ مطلع النهضة المباركة التي قادها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- وقال العدوي: إن التحول الفكري في عمان أنقسم إلى قسمين الأول من عام 1970 حتى 2000م، وفي هذا واجهت المؤسسة الرسمية كل التيارات الفكرية التعددية والتي تسعى إلى إيجاد فوضى وبلبلة في المجتمع من خلال عدد من المجلات والإصدارات الأدبية بما في ذلك مجلة "العقيدة" التي صدرت عام 1972م ومن بعدها "السراج" و"الغدير"، وعملت هذه المجلات إلى تقليص أدوار هذه التيارات بما في ذلك الشيوعية والاشتراكية، كما مرت الدولة بمواجهة مع التشدد الديني دون التخلي عن فكر الإسلام النير وما نتج عن ذلك التشدد من وجود تنظيمات إسلامية، في المقابل عملت السلطنة على مواصلة وتعزيز أدوراها من خلال النادي الثقافي وجامعة السلطان قابوس والتنظيم الإداري لوزارتي العدل والأوقاف والشؤون الدينية، كما أوضح العدوي المرحلة الثانية بدأت منذ 2000 حتى وفاة جلال السلطان قابوس -طيب الله ثراه- حيث شهدت حضوره الكبير المؤثر في جامعة السلطان قابوس وإلقاءه للخطاب السلطاني المهم في تلك الفترة الذي كان بمثابة نقلة نوعية كبيرة، تلا ذلك قيام الندوات والفعاليات والبرامج المتعددة في هذا الشأن.

وقال العدوي: إن السلطنة لم تكن بمنأى عن التحولات الفكرية التي كانت تحدث في العالم بما في ذلك الربيع العربي وارتداداته، كما أن الفضاءات المفتوحة في وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من السلطنة أن تعمل على التوافق والتفاعل معها. وعرج العدوي إلى خطابات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- التي أشارت إلى الحريات والاستماع إلى الآخر والوقوف إلى جانب الشباب والاستماع إليهم، مع العمل على تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.

الكتابة السردية

عزيزة الطائية[/caption]

وتناولت الدكتورة عزيزة الطائية تحولات الكتابة السردية، بما في ذلك السرد المتخيل بأنواعه، والسرد الذاتي بأنواعه، وأثر التحولات في هذين النسقين. وذهبت الطائية لتفند ذلك الخطاب منذ عام 1970م الممتد إلى خمسة عقود، الأول بما يمثله من قصة قصيرة ورواية وقصة قصيرة جدًا، أما الثاني فيما يمثله من سير ذاتية ومحكي الطفولة ورسائل خاصة. وقد أسهبت الطائية في تفنيد ما شهده الخطاب السّردي العُماني خلال تلك الفترة من ازدهار وتنوع كمي، الذي بلا شك يقود إلى مجموعة من الإشارات، تتمثل في ظهور كثير من الأسماء الجديدة التي أخلصت للتّجربة السّردية وأجناسها ابتداء من القصة القصيرة، فالرواية، فالقصة القصيرة جدًا التي شكّلت ظاهرة حديثة، وقدّمت سلسلة من الأعمال المتّصلة.