1544801
1544801
العرب والعالم

تقرير :12 مليـون طفـل يمنـي يعيشـون «جحيمـًا مروّعــًا»

23 نوفمبر 2020
23 نوفمبر 2020

صنعاء- عمان - جمال مجاهد -

أكدت منظّمة «سام للحقوق والحريات» (اليمنية المستقلّة)، ومقرّها جنيف، أن أطفال اليمن يعيشون «جحيمًا مروّعًا»، حيث خلقت سياسات أطراف الحرب متمثّلة في جماعة «أنصار الله» والحكومة (المعترف بها دوليًا)، والتحالف العسكري بقيادة السعودية، خلال السنوات الست الماضية وضعًا كارثيًا في اليمن، خلق أسوأ أزمة إنسانية، جعلت أكثر من 12 مليون طفل بحاجة لمساعدات إنسانية.

وقالت في تقرير بمناسبة يوم الطفل العالمي إنه منذ تصاعد النزاع في مارس 2015، يعيش الأطفال في أغلب مناطق اليمن من دون خدمات ويعانون الكثير من الانتهاكات والتحديات في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ودواء. وأوضحت «سام» أن الأمراض والأوبئة في اليمن وآخرها كوفيد19، ضاعفت من معاناة الأطفال في بلد يعاني فيه قرابة مليوني طفل من سوء التغذية الحاد، و400 ألف طفل يعانون من سوء تغذية مهدّد للحياة. ولفتت في التقرير الذي اطّلعت عليه «عمان» إلى أن الحرب في اليمن حرمت آلاف الأطفال من آبائهم الذين يقبعون في السجون، أو قتلوا في المعارك، وأجبرت الآلاف على ترك المدارس والذهاب إلى سوق عمل غير آمن وبلا ضمانات قانونية أو أخلاقية لأجل إعالة أسرهم، ما جعل الكثير منهم عرضة للوقوع في أيدي عصابات التجنيد، وشبكات الاتجار بالبشر. كما أن توقّف صرف رواتب المعلّمين، وتوقّف أكثر من 2500 مدرسة عن استقبال الطلاب بسبب قصف الطيران أو القذائف العشوائية، أو بسبب تحوّلها إلى مخازن وثكنات عسكرية، وحرم ما يقارب من مليوني طالب من الذهاب إلى المدرسة.

ونشرت «سام» إحصائية مختصرة للانتهاكات التي خلّفها الصراع الدائر في اليمن بحق الأطفال في اليمن منذ 2014 وحتى منتصف العام 2020، راصدة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها أطراف الصراع الدائر بحق الطفولة في اليمن، من قتل متعمّد وإعدامات وإصابات بالغة، التي ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وكشفت إحصائية المنظّمة عن أكثر من 30 ألف انتهاك ضد الأطفال، توزّعت على كل من «أنصار الله» بنسبة 70% والتحالف العربي (15%) والحكومة «الشرعية» (5%) وأطراف أخرى (10%).

وأكدت أن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال هذه الفترة بلغ أكثر من 5700، سقط العدد الأكبر منهم في مدينة تعز بعدد ألف طفل، تلتها عمران ( 404)، وحجّة (368)، وصعدة (262)، وصنعاء (260). وأوضحت «سام» في إحصائيتها أن 1300 طفلًا قتلوا نتيجة تعرّضهم لشظايا قاتلة من قبل «أنصار الله»، و190 آخرين نتيجة لإصابات مباشرة بالرصاص، بينما قتل 175 بالقنص المباشر، وقتل 250 طفلًا نتيجة إصابتهم بشظايا الألغام، وقتل 3 آلاف طفل في جبهات القتال، في حين قتل 800 طفل بقصف الطيران الحربي، وقتلت طائرات بدون طيّار أمريكية 21 طفلًا، و41 قتلوا على يد جماعات متطرّفة.

وبلغ عدد الأطفال المصابين 8170، كانت النسبة الأكبر منهم في مدينة تعز بعدد وصل إلى 4 آلاف مصاب، وكان السبب الأكبر لإصابة الأطفال القصف العشوائي، حيث وصل عدد ضحاياه إلى 2500 طفل، و690 طفلًا آخرين أصيبوا بالرصاص، بينما أصيب 280 طفلًا برصاص قنّاصة من «أنصار الله»، وأصيب 140 طفلًا على يد القوات الحكومية، بينما أصاب طيران التحالف العربي 520 طفلًا، وأصيب 40 طفلًا من قبل جماعات متطرّفة، ولا توجد معلومات دقيقة لعدد من أصيب من الأطفال المجنّدين في جبهات القتال.

وذكرت «سام» أن فريقها المكوّن من 11 راصدًا و10 متعاونين من النشطاء والإعلاميين وثّقوا تلك الانتهاكات عبر المقابلات الشخصية والاتصال عبر الهاتف، مستخدمين استمارات الرصد، إلى جانب البحث الميداني وزيارة المستشفيات وأماكن وقوع الانتهاكات، عدا عن البلاغات التي تصل للمنظّمة من قبل الأهالي. ودعت المنظّمة إلى تحييد المؤسّسات التعليمية والمناهج الدراسية، وعدم استغلالها في جذب الأطفال إلى ساحات المعارك، حيث رصدت المنظّمة تغييرًا في مناهج التعليم تساهم في تشبّع الطفل بأيديولوجية قتالية متطرّفة، وتجعله سهل الانقياد، والتحوّل إلى وقود لهذه الحرب. وأدانت في تقريرها الانتهاكات الجسيمة المتصاعدة بحق الطفولة في اليمن من قبل جميع الأطراف، مطالبة بدعم أي جهود ترمي لوقف استهداف المدنيين وخصوصًا الأطفال، والعمل على تقديم الدعم النفسي والمادي لهم عقب الانتهاكات التي تعرّضوا لها.

وطالبت «سام» جميع الأطراف بضرورة الالتزام بقوانين الحرب في الصراع الدائر في اليمن، ودعت الأمم المتحدة إلى إدراج كافة الأطراف ضمن القائمة السوداء لمنتهكي جرائم الطفولة في اليمن والعمل على فتح تحقيق جدّي ومستقل بشأن جرائم استهداف الأطفال، وإحالة كل من ثبت ارتكابه جرائم حرب إلى القضاء.