ثضببثضضبثصثبصثب
ثضببثضضبثصثبصثب
المنوعات

دماغ "فيزال" في متحف "بيلفي" ببروكسل

23 نوفمبر 2020
23 نوفمبر 2020

بروكسل - العمانية: يزدحم متحف "بيلفي" القريب من القصر الملكي في بروكسل بالقطع الأثرية الشاهدة على تاريخ بلجيكا والمعروضة وفقًا لتسلسل زمني مثير.

إذ يتجاور في المتحف ساكسفون "آدولف"، وبلورات "فال سان-لامبير" والمطبوعات الحجرية لـ "ماغريت".

غير أن الأكثر إثارة من بين هذه المقتنيات هو دماغ مطبوع بأبعاد ثلاثية مستوحى من أعمال عالم التشريح والطبيب البلجيكي "آندريه دي ويسل" الملقب "آندرياس فيزاليس" والمعروف اختصارًا بـ "فيزال" (1514-1564م).

وعاش "فيزال" طفولته في بيئة تتنفس الموت لكونه كان يقطن قرب "جبل المشنقة"، وهو المكان الذي كان يُشنق فيه المحكوم عليهم بالإعدام حيث يقع قصر العدالة حاليًّا. وتقول الأسطورة إن الفتى كان يجد متعة في مراقبة تشريح الأجسام وجلب بعض أجزائها إلى منزله.

وفيما بعد، أصبح "فيزال" أستاذًا في الطب في أوج عصر النهضة، وعُدَّت ممارساته للمراقبة المباشرة للجسم الآدمي بفضل التشريح أعمالًا ثورية طالما أن المَعارف كانت، إلى ذلك الحين، مؤسسة على الأعمال القديمة للطبيب الإغريقي "جاليان" (129-201م) والمستنتجة من مراقبة أجسام الحيوانات. وهكذا شكّك الرجل في المعارف التي كان العلماء يتبنونها في مجال التشريح ونشر كتاب "بنية الجسم الآدمي" في عام 1543 وأهداه إلى الملك "شارل كينت".

وإذا كان هذا الكتاب استثنائيًّا بالفعل، فإن ذلك يعود بالأساس إلى نقوشه العديدة التي أظهرت، للمرة الأولى، أجزاء غير معروفة من الجسم البشري، وخاصة الدماغ المستعصي وقتذاك على الفهم. وتجدر الإشارة إلى أن مراقبة الدماغ كانت معقّدة نظرًا لهشاشته وحساسيته للبيئة المحيطة، إذ إنه يتدهور بسرعة، ما جعل وصف "فيزال" الدقيق له أثناء التشريح يبدو إنجازًا كبيرًا.

وتمت طباعة دماغ "فيزال" بألوان مختلفة يمثل كل واحد منها جزء محددا من العضو، علما بأن الأجزاء الخضراء والصفراء ترمز للجسم الثفني. فمن هنا تمر المعلومات من نصف الدماغ إلى نصفه الآخر في حين يمثل الجزء الشفاف، من جانبه، المادة الرمادية التي تحتوي على الخلايا العصبية.

وقد وصل دماغ "فيزال" المطبوع بثلاثية الأبعاد في 2016 إلى مقتنيات متحف "بيلفي" بمناسبة افتتاحها، وهو لا يزال معروضا ليشهد على تراث علمي معاصر.