oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

فجر نصف قرن جديد مع نهضة متجددة

18 نوفمبر 2020
18 نوفمبر 2020

يأتي الاحتفال باليوبيل الذهبي للنهضة العمانية الحديثة، ذكرى مرور خمسين عامًا على انطلاق النهضة في عام 1970، ليؤكد هذا الاحتفال على العديد من المعاني الراسخة، التي يمكن استلهامها والسير بها إلى آفاق المستقبل المشرق، تحقيقًا للمزيد من التطلعات والإنجازات في كافة مناحي الحياة الإنسانية.

عندما كانت البدايات قبل خمسين عامًا كان الطريق يبدو طويلًا والمشوار صعبًا، لكن كانت في المقابل ثمة إرادة قوية ورؤية ثاقبة هي التي عملت على دفع هذه المسيرة وإعطائها الطابع الحيوي، الذي مكّن من الوصول إلى ما نحن عليه اليوم من منجز كبير هو صرح الدولة العصرية.

مع دخول فجر العام الحادي والخمسين فنحن ندخل عمليًا في النصف الثاني من القرن لمسيرة النهضة المباركة، نطلق عليه فجر النهضة المتجددة التي ستواصل مسيرتها بذات القوة والعطاء والإبداع بما يمكن من صناعة الغد الأفضل، في سبيل سعادة الإنسان العماني ونقل هذه البلاد الطيبة إلى المعالي في كل المجالات عبر مضاعفة الجهود والعمل الجماعي والإيمان بقدرات الذات.

كان الرهان على الإنسان إذن هو المحرك الأول الذي حفّز للانطلاق، فالطاقة البشرية أو الإنسانية هي الوقود أو الزاد الذي عبره تنطلق الأمم والشعوب وتسير إلى الأمام، حيث يكون إعمال الفكر وتوظيف طاقة العلم والمعرفة، ويأتي الإبداع والابتكار والجديد، وقبل ذلك تتأسس القيم والمفاهيم التي تصنع الرسوخ والثبات في التجربة.

إن تجارب الدول والأمم تختلف بحسب المعطيات التاريخية والثقافية والموقع الجغرافي إلى غيرها من العناصر، وفي سيرة النهضة العمانية الحديثة تم إلى حد كبير الاستفادة من هذه الأسس وتوظيفها بحيث تعطي الثمرات الطيبة، ولم يكن ذلك يتحقق لولا القيادة الحكيمة والرؤى الاستشرافية التي تأسس عليها هذا المشروع الوطني الكبير.

إننا اليوم فخورون أشد الفخر بما تحقق طوال العقود الخمسة الماضية، ونحن أمل في المسير إلى مزيد من تلبية الطموحات في المستقبل القريب والبعيد، عبر الاستفادة من الإرث المتشكل في السنين السابقة، وهو ميراث عظيم نعتز به يراكم رصيدًا للغد ودافعًا للمزيد من التطوير والسير إلى التطلعات المنشودة.

إن النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- هي بداية لمرحلة جديدة من التطوير والتحديث والإصلاح الاقتصادي والتحرك الفاعل في كل مجريات الحياة الإنسانية وقطاعات الإنتاج بما يكفل إنجاز الأفضل، وهي امتداد طبيعي للإرث الذي أوجده السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- صانع النهضة العمانية وباني صرح الدولة الحديثة.

يبقى التحدي قائمًا في كل مرحلة من مراحل البناء الوطني، ويبقى الاستحقاق قائمًا في ظل قدرة الإنسان على المواجهة والتحدي، وهو يستزيد بالمعرفة الإيجابية وإدراك المتغيرات في العالم المعاصر من حوله، ليكون له أن يحتل مكانة لائقة يصل إليها بالبذل والكدح والنضال المستمر لأجل صناعة المستقبل الأفضل.