1538109
1538109
الاقتصادية

الدقم تسابق الزمن بالمشاريع الاستراتيجية والاستثمارات العالمية

14 نوفمبر 2020
14 نوفمبر 2020

نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان في حديث لـ«عمان»

عمان: تسرع مدينة الدقم الاقتصادية بمحافظة الوسطى الخطى لتنضم إلى كبرى المحطات اللوجستية المتكاملة والمترابطة وذلك بعد أن اكتملت البنية الاساسية لها بوجود مطار وميناء وحوض جاف ومصانع ومخازن وفنادق ومجمعات سكنية ومشاريع خدمية متكاملة ومصفاة للنفط فيما يتوصل العمل في مشروع مصفاة النفط ومشاريع أخرى.

وأكد الدكتور سالم بن سليم الجنيبي نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان للشؤون الاقتصادية والفروع - رئيس مجلس إدارة غرفة محافظة الوسطى، في حديث لـ(عمان) على أن حكومة السلطنة وضعت مدينة (الدقم) ضمن خططها الرامية إلى وجود منطقة استثمارية تسهم في رفع ناتجها المحلي الإجمالي، وتنفذ من خلالها سياستها في التنوع الاقتصادي وجذب الاستثمارات العالمية من خلال وجود بيئة آمنة ومحكمة بأنظمة وقوانين وحوافز، فاليوم الدقم تختلف عما كانت عليه قبل عشر سنوات مضت، حيث شهدت منطقة الدقم الاقتصادية إنجاز استثمارات كبيرة أهمها مطار جديد، وحوض جاف لصيانة السفن، وميناء تجاري، ومصفاة للنفط والبتروكيماويات، ومصنع للإسمنت ومصانع وشركات باستثمارات عالمية، فضلاً عن مجموعة من الفنادق والمجمعات السكنية إضافة إلى وجود شبكة من الطرق والخدمات المتكاملة، تلك الجاهزية تؤهلها بأن تكون محطة رئيسية للتجارة بين الشرق والغرب، ومجمعا صناعيا متكاملا على خطوط الملاحة الدولية بفضل موقعها الجغرافي على بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي، وبالقرب من الأسواق الاستهلاكية في آسيا وإفريقيا.

جهود بذلت خلال العشر سنوات الماضية غيرت المشهد بمدينة الدقم، وعززت من نمو الأعمال التجارية والمشاريع الاستثمارية على المستوى المحلي والعالمي، فالرهان على أن تكون الدقم من أفضل المدن الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف يتحقق بإذن الله وبجهود الجهات المعنية وأبناء الوطن.

المشاريع الاستراتيجية

بلغت استثمارات الشركات الحكومية وشركات القطاع الخاص في المنطقة بحسب عقود الانتفاع التي تم توقيعها حتى نهاية عام 2019 حوالي 14 مليار دولار حسب بيانات منطقة الدقم الاقتصادية، هذه النهضة الاقتصادية المتنامية والمتسارعة سوف تحرك القطاعات الخدمية والتجارية وسوف تنعش اقتصاد السلطنة وستوفر الكثير من الفرص الوظيفية لأبناء الوطن، وسيكون هناك عقود عمل للشركات الصغيرة والمتوسطة، فالمؤشرات تشير إلى أننا سنشهد نموا كبيرا في الأعمال والمشاريع خلال المرحلة القادمة مما سينعكس إيجابا في مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي وكذلك في تصنيف السلطنة كدولة جاذبة للاستثمارات العالمية وسيكون لها دورها الفعال في رفد اقتصاد البلاد بموارد اقتصادية ذات أهمية في الدخل القومي والموازنة العامة للدولة.

رضا المستثمرين وأصحاب الأعمال

يقول الدكتور سالم الجنيبي أن تستثمر في الدقم يعني ضمان في نمو أعمالك وسهولة اتصالك بالأسواق العالمية، هذا أكبر حافز يمكن أن نتحدث عنه، فموقع الدقم الاستراتيجي وبنيتها الأساسية المتكاملة التي تشكل لك بيئة محفزة للأعمال ومعززة للاستثمار، إضافة إلى جهود إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في التسويق والترويج للمنطقة وحوافزها ومميزاتها والخدمات التي تقدمها أسهم في تشجيع المستثمرين للاستثمار بها، ومن أجل التسهيل على المستثمرين تم إنشاء المحطة الواحدة التي من خلالها يمكنك أن تنجز عمليات التسجيل بكل سلاسة، وتحصل على منح التراخيص، وتوفير الموافقات البيئية عبر استخدام أفضل الممارسات الدولية، إضافة إلى أن الواردات إلى المنطقة والتي لا تخضع للجمارك، وتعتبر أسعار الانتفاع بالأراضي واستئجارها وأسعار الخدمات والرسوم تنافسية، كما تم إدخال التقنية في تخليص معظم الإجراءات، يأتي ذلك في سياسة التحول الرقمي لإنجاز المعاملات.

الاستثمارات بالأرقام

أولت الحكومة اهتمامًا كبيرًا في تهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لتكون مركزًا صناعيًا ولوجستيًا، وعملت على تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث بلغ حجم الاستثمار الحكومي في مشروع تطوير المنطقة حتى نهاية عام 2019م نحو(2.6) مليار ريال عُماني، في حين بلغ حجم الاستثمار الملتزم به في القطاع الصناعي ما يقارب من (4.3) مليار ريال عُماني توزعت ما بين الاستثمار في مجال النفط والبتروكيماويات، وعدد من الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية من بينها: مشروع مصفاة الدقم.

ومشروع المرافق المركزية بالدقم ومجمع الصناعات السمكية والقرية الهندية الصغيرة ومشروع الدقم مارينا ومصنع سباسيك ومصنع لتصنيع الغاز المنزلي ومجمع شموخ للصناعات التعدينية

فمشروع مصفاة الدقم يقام باستثمار كويتي-عماني بتكلفة 5.7 مليار دولار لإنتاج المنتجات النفطية من الديزل ووقود الطائرات والنفط المستخدم في صناعة البتروكيماويات وغيرها، وفي مجال الصناعات التحويلية والبتروكيماويات، فقد تم افتتاح مصفاة سيباسيك وهو أول مشروع صناعي في قطاع الصناعات الثقيلة وهو مشروع استثماري مشترك بين مستثمرين من السلطنة والهند، ويهدف المشروع إلى الاستفادة القصوى من مخلفات المنتجات النفطية ويتكون من عدة مراحل يتم تنفيذها تباعا خلال السنوات المقبلة، وقد بلغت تكلفة المرحلة الأولى من المشروع 24 مليون ريال، ويتم حاليا إنتاج 12 ألف طن سنويا من زيت الخروع ومنتجات أخرى.

كما يجري العمل بشكل متسارع ومتزامن في عدة مشاريع استراتيجية، أبرزها المدينة الصناعية العمانية الصينية التي تمتد على مساحة 11.7 ألف كيلومتر مربع وباستثمارات نحو 11.3 مليار دولار حتى عام 2022، ويعتبر ميناء الدقم مركزا تجاريا ولوجستيا عالميا وهو ميناء متعدد الأغراض بعمق 18 مترا، وموقعه قرب خطوط الشحن البحري وأيضا قرب مضيق هرمز والذي يربط بين الشرق والغرب، ويتكامل مع ميناء الدقم مشروع الحوض الجاف والذي يعتبر ثاني أكبر حوض جاف من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو واحد من أكثر المرافق تطورا في العالم، وقد دخل المشروع مرحلة التشغيل منذ سنوات، ويسمح الحوض الجاف بإصلاح 10 سفن في آن واحد من مختلف الأنواع والأحجام بما فيها السفن التجارية والسياحية وسفن الحاويات وناقلات النفط، ويمتلك حوضين كبيرين لاستقبال سفن ضخمة بما في ذلك التي يصل وزنها إلى 500 ألف طن، يجري العمل حاليا في ميناء الصيد البحري في الدقم والذي يواكب تطور الصيد التجاري عالميا، وللمرة الأولى في قطاع موانئ الصيد في السلطنة، تم زيادة عمق ميناء الصيد من 6 أمتار إلى 10 أمتار حتى يتمكن الميناء من استقبال سفن الصيد الكبيرة التي تعمل في أعالي البحار وزيادة القيمة الاقتصادية للميناء ليتحول إلى مركز رئيسي للصناعات السمكية بالسلطنة، ومشاريع أخرى ذات أهمية وجدوى اقتصادية عالية أبرزها: مصنع زيت الخروع ومصانع مسحوق زيت السمك وتجميد الأسماك، بجانب مشروعات صناعية وخدمية أخرى ومصنع تجميع وتصنيع الحافلات والسيارات بتكلفة 88.3 مليون دولار وهو استثمار عماني قطري.

نصيحة للمستثمرين

أقول للمستثمرين في الداخل والخارج: إن محافظة الوسطى تزخر بالعديد من الفرص والمقومات، فيمكن الاستثمار في السياحة والتطوير العقاري، يمكن الاستثمار في القطاع الصحي كمستشفيات ومراكز طبية متخصصة، يمكن الاستثمار في الشحن واللوجستيات والمخازن، يمكن الاستثمار في الخدمات النفطية والمعادن، أما بمدينة الدقم الاقتصادية فهناك الحوافز والتسهيلات للمستثمرين فهي مدينة مجهزة بكافة المرافق والخدمات، لذا على المستثمرين المحليين والأجانب الجادين الذين يبحثون عن فرص للاستثمار المضمون والآمن عليهم التوجه إلى مدينة الدقم الاقتصادية، وسوف تنمو استثماراتهم خلال فترة قصيرة بشكل كبير محليا ودوليا.