1536030_301
1536030_301
الرياضية

سارة المسكرية.. أول عمانية تحصل على برونزية الماسترز عربيًا في البولينج

09 نوفمبر 2020
09 نوفمبر 2020

حصلت على جائزة المرأة لعام 2020 ضمن كوكبة من المجيدات بالسلطنة

حاورها - مهنا القمشوعي

أكدت لاعبة المنتخب الوطني للبولينج سارة بنت نادر المسكرية أن لعبة البولينج لم تكن رياضتها المفضلة، وأنها لم تتوقع يوما أن تكون لاعبة في المنتخب الوطني، وذلك بعدما كانت تحضر التدريبات برفقة أختها "شهرزاد" لتبدأ بعد ذلك شغف المحاولة والتجربة والتأقلم مرة بعد أخرى لتصبح اليوم إحدى أهم لاعبات منتخب البولينج، وينتظر منها تحقيق العديد من الإنجازات والميداليات خلال الفترة المقبلة وهي لا زالت في الـ23 من عمرها. المسكرية أنهت مؤخرا دراستها الجامعية، وقد أثرت دراستها بشكل كبير وتوقفت عن ممارسة الرياضة لمدة 3 سنوات طمحا في الحصول على دراسة عليا، كما فازت المسكرية مؤخرا بجائزة المرأة لعام 2020 التي جعلتها تشعر بالفخر لاختيارها ضمن كوكبة من اللاعبات المجيدات في السلطنة.

قصة البداية

قصة عشق سارة بنت نادر المسكرية بلعبة البولينج بدأت عام 2010 وذلك عندما كانت ترافق أختها شهرزاد والتي كانت تكبرها بثلاثة أعوام، وأيضا كانت شهرزاد لاعبة في صفوف المنتخب الوطني للبولينج، وفي تلك الفترة كانت اللجنة العمانية للبولينج في حاجة لتدعيم صفوف المنتخب بلاعبات لكي تكون للمنتخب قاعدة من الفئات السنية من أجل استمرار منتخب الفتيات والذي كان في بداية تأسيسه. وأضافت: تحدث إليّ الجهاز الفني للمنتخب بأن انضم إلى التدريبات معهم، كوني كثيرا ما أصاحب أختي فيها، لذا جاء القرار بأن أبدأ بفترة تجريبية وأن يتم تقييمي خلال تلك الفترة، وقد أبدى الجهاز الفني للمنتخب إعجابه بالتطورات التي تحدث في مستواي الفني في اللعبة يوما بعد آخر لذلك قرّر أن اكون ضمن المنتخب النسائي المكون حديثا، ثم واصلت الاستمرار في التدريبات حتى صارت هذه الرياضة هي الأشياء الأساسية في حياتي اليومية.

وحول اختيارها للعبة البولينج

قالت: لم أكن أمارس أي رياضة قبل عام 2010 ولكن كنت ولا زلت أعشق السباحة ولم أفكر أن انضم للمنتخب أو أشارك في المسابقات ولكنها كانت كهواية محببة لي، ولكن في بعض الأوقات إن لم يكن جميعها علينا أن نستغل الفرصة المتاحة لنا في أي وقت، وأتيحت لي الفرصة في الانضمام لمنتخب البولينج، فقمت باستغلالها وأدخلتها ضمن اهتمامي وهواياتي المفضلة وصارت من أهم أولوياتي اليومية بممارستها والانضمام للتدريبات.

خبرة واحتكاك

وعن بداياتها في البولينج، أشارت المسكرية إلى أن البداية كنت صعبة والسبب يعود إلى أن معرفتها بالرياضة كانت محدودة جدا وعن رياضة البولينج بشكل خاص. وأضافت: لم تكن لدي أي معلومات أو خلفية عن ممارسة هذه الرياضة لذلك أخذت فترة طويلة للتعرف على الرياضة وطريقة ممارستها وأهم الأشياء التي يجب التركيز فيها ولا زلت أتعلم وادرس عنها لأتعمق في تفاصيلها أكثر، حتى أنني كنت في بداياتي أشارك في بعض البطولات المحلية والخارجية من أجل الاحتكاك والاستفادة وزيادة رصيدي من الخبرة في اللعبة ومع لاعبات لهن باع طويل فيها، حيث استمرت ما يقارب 4 سنوات منذ 2010 وحتى 2014م، وبعد ذلك كان الوقت مناسبا لكي أكون منافسة بعد أن تجاوزت صعوبات البداية لذلك حققت ميداليتين في منافسات (الزوجي والفرق) في عام 2014م، وبعد ذلك توقفت عن ممارسة الرياضة حتى عام 2017 بسبب ضغط الدراسة الجامعية وكان يجب علي في تلك الفترة الانقطاع عن الرياضة والاهتمام بالدراسة، ثم عدت في نهاية عام 2017م ومع ذلك واصلت العمل والتدريبات ولم افتقد كثيرا المباريات واستطعت الظهور مرة أخرى وتحقيق الإنجازات في البطولات التي شاركت فيها.

تحدي الصعوبات

"الناجح رياضيا تعتريه الصعوبات والمشاكل ولكن عليه العمل بجد من أجل أن يتجاوزها ليواصل العطاء"، بهذه الكلمات أجابت المسكرية عند سؤالها عن الصعوبات التي واجهتها في هذه الرياضة. وأضفت لاعبة المنتخب الوطني للبولينج: لعل الصعوبة الأهم كانت كيف استطيع أن أوازن بين الدراسة وبين الرياضة وان يكون تركيزي في الجانبين دون الإخلال بالجانب الآخر، فكنت أحيانا أتغيب عن التدريبات من أجل الدراسة والمذاكرة والحمد لله استطعت أن أرتب وقتي من أجل المحافظة على الاثنين، ولم أتوقف عن رياضة البولينج، إلا في تلك السنوات بعد دخولي الدراسة الجامعية التي وجدت فيها نفسي مجبرة على فعل ذلك والتوقف عن الرياضة من أجل الدراسة، ولله الحمد لم أتأثر كثيرا بهذا التوقف، بل على العكس تماما حيث أفادني هذا التوقف وأرجعني بقوة وخلال أقل عن سنة من التدريبات المكثفة استطعت أن أحقق الميداليات الملونة والنتائج الإيجابية وذلك على عكس التوقعات.

وعن أصعب موقف واجهها في اللعبة

قالت المسكرية: أصعب موقف يكون أثناء البطولات، حيث إن هناك فرقا في الصالات بين دولة وأخرى، وأيضا في لعبة البولينج هناك ما يسمى بتزييت الحارات وهذه تكون فيها اختلاف والاختلاف يؤدي إلى فقدان النتيجة لكون عامل التزييت مهما عند كل لاعب لكونه سيكون له دور أساسي في اتجاه الرمية، مشيرة إلى أنها مع مرور الوقت حاولت التأقلم في هذا الجانب وأصبحت تتعايش مع مثل هذه الظروف.

إنجازات محلية وخارجية

وحول الإنجازات التي حققتها سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، قالت لاعبة المنتخب الوطني للبولينج سارة بنت نادر المسكرية: بعد الجهد والتعب والصعوبات التي واجهتني في بداياتي، إلا أنني وجدت نفسي في مكان لم أكن أتوقعه حينها وذلك بعد تحقيقي للنتائج الإيجابية والصعود لمنصات التتويج في المسابقات التي شاركت فيها، مؤكدة أن ذلك تحقق بعد التحفيز والتشجيع الكبير ومؤازرة أقرب الناس لي والذي يؤكد أنه لا يوجد مستحيل وأن المسيرة لن تتوقف وأن المجد في اللعبة طويل وينتظرني الكثير من أجل تحقيق المزيد للسلطنة في البطولات التي أشارك فيها خارجيا.

وتابعت حديثها: أبرز الإنجازات التي حققتها كان الفوز بميداليتين في بطولة المرأة بالسلطنة عام 2014 ، الأولى الميدالية الذهبية في منافسات الزوجي والميدالية الفضية في فئة الفرق، وأيضا الفوز بـ 4 ميداليات في عام 2018 في بطولة الأندية للمرأة والتي أقيمت بالسلطنة وهي الفوز بذهبية في الفردي والفضية في فئة الزوجي والفرق وأيضا الفوز بالميدالية البرونزية في فئة الماسترز، كما حققت ميداليتين في البطولة العربية الرابعة في العام نفسه والتي استضافتها السلطنة، حيث حققت خلال هذه البطولة الميدالية الفضية في فئة الزوجي والميدالية البرونزية في منافسات الفرق.

وقالت لاعبة المنتخب الوطني: في عام 2019 حققت ميداليتين الأولى كانت فضية في منافسات الفرق والثانية حصولي على برونزية الماسترز كأول لاعبة عمانية أحصل على الميدالية على المستوى العربي في البطولة العربية الخامسة والتي أقيمت في بمصر، كما حققت أيضا ميداليتين فضيتين في منافسات الزوجي والفرق في ختام عام 2019 في دورة رياضة المرأة السادسة والتي أقيمت بالكويت.

ممارسة الرياضة

وأوضحت سارة المسكرية أن الرياضة مهمة جدا للمرأة بشكل كبير ويجب على الفتيات ممارسة الرياضة لأن لها تأثيرا كبيرا في الحالة الجسدية والنفسية لكل امرأة، مشيرة إلى أنه على اختلاف الألعاب الرياضية يجب على المرأة ممارسة الرياضة التي تستطيع من خلالها التخلص من الأعراض السلبية ودائما ما تشعر بالارتياح بعد ممارسة الرياضة وهذه ستكون إيجابية إن لم يكن في الوقت الحالي فقد يكون مستقبلا.

أما عن رياضة البولينج

فقد أكدت سارة أن الرياضة ليست بتلك السهولة التي يتوقعها الكثير فهي تحتاج إلى تفكير دقيق وتركيز اكبر وأيضا لياقة بدنية عالية، فليس من السهل أن يقف اللاعب ساعتين متتاليتين وهو يحمل الكرة ويلعب، لذا فلعبة البولينج تحتاج لجهد كبير ومضاعف.

دور بارز

وحول دور اللجنة العمانية للبولينج في اكتشاف المواهب للمنتخبات الوطنية، قالت المسكرية: لا يخفى على الجميع أن اللجنة العمانية للبولينج تلعب دورا كبيرا وبارزا في الارتقاء باللعبة وتقوم اللجنة بتوفير كافة احتياجات منتخب الفتيات، مؤكدة تواجدهم الإداري مع اللاعبات من أجل توفير كافة الدعم اللازم من مختلف الجوانب لهن وتشجيعهن وحثهن على بذل المزيد في المسابقات المحلية والخارجية، مؤكدة أن هذا التعامل يعتبر مشرفا وأن الرياضة في السلطنة بحاجة إلى مثل هكذا إدارات لتكون النتائج إيجابية.

واختتمت لاعبة المنتخب الوطني للبولينج سارة بنت نادر المسكرية حديثها بالقول: أستمد من عائلتي القدوة في الرياضة ومن أجل المزيد من العمل والجهد لتحقيق النتائج الإيجابية، وأشارت إلى أن رياضة البولينج أصبحت تمارسها بشكل يومي، مؤكدة أنها ستقدم كل ما لديها من جهد وإمكانيات لهذه اللعبة وأن عائلتها تفتخر بها وبإنجازاتها التي حققتها، وأن عائلتها كانت الدافع الأول والدائم لها في هذه الرياضة وأن تشجيعها وتحفيزها الدائم لها يعطيها دفعة وجرعة إضافية لبذل المزيد من الجهد لتحقيق المزيد من الإنجازات والميداليات.