oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

السلطنة والولايات المتحدة .. علاقات راسخة

08 نوفمبر 2020
08 نوفمبر 2020

من المعلوم أن علاقات السلطنة مع الولايات المتحدة الأمريكية قديمة تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي بشكل رسمي، حيث أبحرت سفينة عمانية هي «سلطانة» إلى سواحل أمريكا ورست في ميناء نيويورك عام 1840م وذلك في رحلة بحرية انطلقت بأمر من السيد سعيد بن سلطان، وكانت الرحلة بإشراف السفير العماني أحمد بن النعمان الكعبي.

منذ تلك اللحظات التاريخية والبلدان تربطهما علاقات وطيدة تعززت بشكل جلي في عهد النهضة المباركة التي بدأت في السبعينات من القرن العشرين، وككل علاقات السلطنة الخارجية فقد قامت هذه العلاقة على الصداقة والاحترام المتبادل والسعي إلى التعاون المشترك بما يعود بالمنفعة العامة للبلدين في كل مناحي الحياة الإنسانية وقطاعات الإنتاج المختلفة.

الأسبوع الماضي وإلى نهايته، تابع العالم بكل دقة وشغف، الانتخابات الأمريكية التي انتهت بفوز الحزب الديمقراطي عبر مرشحه جو بايدن ليصبح الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة الأمريكية، في مسيرة الديمقراطية الأمريكية، وقد هنأ حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - فخامة جو بايدن الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، وأعرب جلالته عن خالص تهانيه لفخامته لحصوله على ثقة الشعب الأمريكي وانتخابه رئيسًا للفترة الرئاسية القادمة.

وتمنى جلالة السلطان المعظم للرئيس المنتخب الجديد، التوفيق والنجاح في قيادة الشعب الأمريكي الصديق ولمزيد من التقدم والرخاء، ولعلاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وشعبيهما الصديقين مزيدًا من التطور والنماء.

ولا شك أن المضي في علاقات البلدين في الأوجه المختلفة يعني الاهتمام بالعناصر المشتركة وما يدفع آفاق الغد المشرق، بما يعود بالنفع العام على البلدين وشعبيهما، في ظل عالم يؤمن بالتعاون والتكامل الاقتصادي والمعرفي والثقافي وفي كل ما يمكن أن يساهم في بناء الحياة الإنسانية الأفضل.

ما يجب التأكيد عليه أن الانتخابات الأمريكية بشكل عام تشكل محطة مهمة كل أربع سنوات للعالم أجمع بشكل عام، ولمنطقة الشرق الأوسط كذلك والخليج حيث إن السياسات الدولية في عالم اليوم متداخلة وتتأثر ببعضها البعض، مع بقاء خصوصية كل دولة، وهو ما تؤمن به سياسة السلطنة القائمة على الحياد والخصوصية واحترام الآخرين دون التدخل في شأن أحد، وتبقى العلاقات الاقتصادية وغيرها من المنافع هي ما يعزز بوابات التواصل ويجعلها مشرعة بين الأطراف المختلفة في العالم المعاصر الذي سمته الانفتاح والتعايش بين الجميع.

ثمة العديد من المشروعات التي تربط بين السلطنة والولايات المتحدة ولا بد أن المرحلة المقبلة تنتظر الكثير من العمل وتعضيد أواصر الصداقة في جوانبها العملية لا سيما مع وجود اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين والحاجة إلى توسيع التبادل التجاري وكل ما يخدم المصلحة المشتركة في جوانبها الاستراتيجية.

أخيرًا يبقى التأكيد، أن النهضة العمانية المتجددة هي مسار متصل لما أسست له سياسة السلطنة من استقرار وأمن وأمان ومحبة للجميع والسعي الحثيث لعالم يقوم على العدالة والتعاون والصداقة والاستفادة من الخبرات المتبادلة وغيرها من المنافع.