أعمدة

التعليم النظامي يعطيك راتبًا ولكن ..

08 نوفمبر 2020
08 نوفمبر 2020

حمدة بنت سعيد الشامسية

[email protected]

«التعليم النظامي سيعطيك راتب، أما التعليم الذاتي فسيعطيك ثروة» جيم روهن.

في عالم يتسم بالتطور فائق السرعة في كل مجالات الحياة، لم يعد التعليم النظامي كافيًا، ليبقى المرء مواكبًا لهذه التطورات، فبعض المناهج بقيت لفترة طويلة لم تحدث، وحتى لو أنها حدثت مع كل عام دراسي، فإنها تبقى غير مواكبة للتطور، خاصة مع التقنية، الأمر الذي أحدث فجوة معرفية أحيانا بين المعلم والطالب، الذي بإمكانه وبضغطة زر واحدة أن يحصل على إجابة لكثير من تساؤلاته، قبل حتى أن يبدأ المعلم الإجابة عنها، وكثير من الأحيان تأتي إجابة المعلم غير دقيقة، كون البعض غير مطلع على الحديث.

الأمر الذي يجعل الاعتماد على الدراسة الأكاديمية بدون تحديثها باستمرار من خلال التعليم الذاتي المستمر غير ذي جدوى، وأيا كان مجال العمل هذا، فمن اللحظة التي ينهي الطالب فيها مقررات الدراسة، هناك مئات الأبحاث والدراسات التي تنشر، لتجعل ما تعلمه معلومات قديمة، خاصة مع تشعب العلوم والتخصصات بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية.

أحد أهم مجالات المعرفة التي باتت تمس حياة كل فرد فينا منذ أن يأتي إلى هذا العالم، هي الثقافة المالية، فخلافًا للأجيال التي سبقتنا، لم يلعب المال هذا الدور الذي يلعبه في حياة الإنسان المعاصر، فلم يكن الفرد معنيا كثيرا بالمال إلا إذا كان رب أسرة، أو صاحب عمل.

اليوم يبدأ الطفل بالتعامل مع المال في عمر مبكر، من خلال المصروف المدرسي، ومشاوير (دكان الحارة) التي تجعله يدرك بأنه يحتاج إلى مال من أجل الحصول على ما يريد، لكن هذه المعلومة وحدها لا تكفي من أجل إدارة سليمة للمال، فالطفل في هذه المرحلة وفي كثير من الأسر، يحصل على المال الذي يريد، في الوقت الذي يريد، لشراء ما يريد، دون أن يعرف أساسيات هذا المال، وطرق إدارته.

فيكبر ويكبر معه هذا السلوك، شراء ما يريد متى أراد، وعند نفاد ماله، يعرف بأنه يستطيع أن يشتري بدون أن يكون لديه مال، من خلال استخدام أموال الآخرين، على شكل قروض، التي قد يبقى العمر كله يستخدمها بدون توقف.

لهذا بدأت كثير من المؤسسات تلغي شرط التخصص الدراسي لشغل وظائف فيها، وهذه ليست دعوة لإهمال التعليم النظامي، بقدر ما هي دعوة لعدم التوقف عن طلب العلم في المجال الذي اخترت، ومجالات الحياة المختلفة.