1535415
1535415
العرب والعالم

جو بايدن: أتعهد أن أكون رئيسا لكل الأمريكيين

07 نوفمبر 2020
07 نوفمبر 2020

بعد إعلان فوزه في الانتخابات -

واشنطن - (أ ف ب): فاز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الأمريكية امس السبت، حسب توقعات نشرتها وسائل إعلام أمريكية، متعهّدا أن يكون رئيسا لـ«جميع الأمريكيين»، وذلك في انتصار يأتي بعدما انتزع ولايات حاسمة عدة من خصمه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب الذي سارع للتحذير من فوز «مزيف».

وتهافتت حشود امس السبت إلى محيط البيت الأبيض في وسط واشنطن مطلقين هتافات وأبواق السيارات للاحتفال بفوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، على ما أفاد صحفيو وكالة فرانس برس.

ويشكل انتصار بايدن منعطفا تاريخيا لأمريكا والعالم بعد أربع سنوات من ولاية رئاسية حافلة بالصراعات السياسية والبلبلة.

وبعد أربعة أيام من الترقب، أعلن فوز المرشح الديمقراطي والنائب للرئيس السابق باراك أوباما بحصوله على أصوات 273 من كبار الناخبين «حتى كتابة الخبر»، وهو الحد المطلوب للفوز بالرئاسة، بفضل أصوات ولاية بنسيلفانيا، وفق ما أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى وفي طليعتها شبكة سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز، ليصبح بذلك الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

ولأول مرة في تاريخها، انتخبت الولايات المتحدة امرأة لنيابة الرئاسة هي كامالا هاريس (56 عاما) التي ستكون كذلك أول امرأة سوداء تتولى هذا المنصب.

ووعدت هاريس امس السبت بـ«بدء العمل» دون تأخر لترميم «روح أمريكا»، في أول تصريح تدلي به بعد إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة.

وكتبت كامالا هاريس في تغريدة «ما هو على المحك في هذه الانتخابات يتخطى بكثير جو بايدن وأنا نفسي. الأمر يتعلق بروح أمريكا وتصميمنا على الكفاح من أجلها. ثمة عمل هائل ينتظرنا، دعونا نبدأ العمل».

وسارع ترامب إلى تحذير بايدن من فوز «مزيف»، قائلا إن الأخير «يسارع في إظهار نفسه بشكل زائف» على أنه الرابح في الانتخابات.

وقبل إعلان التوقعات الإعلامية بفوز بايدن، غادر ترامب البيت الأبيض للمرة الأولى منذ اليوم الانتخابي متوّجها إلى نادي الغولف الذي يملكه في ضواحي فرجينيا.

وهو كان قد أطلق تغريدة جاء فيها «أنا فزت بهذه الانتخابات، وبفارق كبير!»، سرعان ما أرفقتها إدارة المنصة بتحذير للمتابعين من عدم دقّتها.

ولم يعترف ترامب في الوقت الحاضر بهزيمته ولا يعرف ما إذا كان يعتزم الاستمرار في نقض النتائج والادعاء بحصول عمليات تزوير لم يقدم حتى الآن أي دليل عليها، في حين بدا معسكره متقبلا لفوز بايدن بولاية من أربع سنوات.

وسيكون أول رئيس أمريكي لولاية واحدة منذ الجمهوري جورج بوش الأب عام 1992. ومهما كان موقف ترامب، فإن الدستور ينص على انتقال السلطة في 20 يناير عند الظهر.

وقبل حلول هذا الموعد، يتحتم على الولايات تأكيد نتائجها، على أن يجتمع كبار الناخبين الـ538 في ديسمبر لتعيين الرئيس رسميا.

وأعلن أندرو بايتس المتحدث باسم بايدن هذا الأسبوع أن «السلطات الأمريكية قادرة تماما على طرد الدخلاء على البيت الأبيض».

وراهن بايدن الذي كان نائبا لأوباما لثماني سنوات من 2009 إلى 2017، على حملة انتخابية معتدلة يخاطب فيها العمال، لإيصاله إلى البيت الأبيض، وتبين أن هذا الرهان كان صائبا.

وانتزع بايدن من ترامب ثلاث ولايات صناعية خسرتها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الأخيرة قبل أربع سنوات، هي ميشيغن وويسكونسن وبنسيلفانيا، وهي ولاية وصفها مساء الجمعة بأنها «قلب هذه الأمة».

وتقدم امس السبت على ترامب في جورجيا ونيفادا وأريزونا، وفق النتائج الجزئية.

ويستمر فرز الأصوات منذ الثلاثاء في هذه الولايات بسبب العدد الاستثنائي من الأصوات التي أرسلت عبر البريد، وفق وسيلة شجعت عليها الازمة الصحية في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.

ترامب أكثر عزلة

كان ترامب جدّد الاتّهامات بحصول عمليّات تزوير، دون أن يقدّم أيّ دليل عليها. وقال أمام صحفيين في البيت الأبيض «إذا أُحصيت الأصوات القانونية أفوز بسهولة. إذا أحصيت الأصوات غير القانونيّة، يمكنهم أن يحاولوا أن يسرقوا الانتخابات منا». وبدا الرئيس الـ45 للولايات المتحدة معزولاً ضمن حزبه، الجمهوري، في ظل ما أطلقه من اتّهامات بأنّه سيكون ضحيّة «سرقة» الانتخابات.

وقال حاكم نيوجيرسي السابق وحليف الرئيس، كريس كريستي، عبر محطة «ايه بي سي»، «لم نسمع الحديث عن أيّ دليل»، محذّرًا من خطر تأجيج التوتّر دون عناصر ملموسة.

وصرّح السناتور ميت رومني الذي كثيرًا ما ينتقد ترامب، أنّ «من الخطأ القول إنّ الانتخابات مزوّرة وفاسدة ومسروقة».

التماسات قضائية

إلا أنّ ترامب حظي بدعم سناتورين بارزين، هما ليندسي غراهام وتيد كروز. وقال الأخير عبر «فوكس نيوز»، «يمكنني أن أقول لكم إنّ الرئيس غاضب، أنا كذلك، والناخبون أيضاً على ما أعتقد».

وقدّم الحزب الجمهوري في بنسلفانيا طلبًا إلى المحكمة العليا الجمعة لوقف احتساب أوراق الاقتراع التي وصلت بشكّل متأخّر في الولاية، وذلك تزامنًا مع تصدّر بايدن للنتائج وتأخّر ترامب.

وطلب الحزب الجمهوري في التماسه، إصدار قرار قضائي عاجل لوقف تسليم آلاف أوراق الاقتراع الواردة عبر البريد بعد يوم الانتخابات والتي يسود ظنّ بأنّها تصبّ في صالح بايدن.

ويطلب الالتماس من المحكمة توجيه أمر إلى مسؤولي الانتخابات في بنسلفانيا لاستبعاد أوراق الاقتراع الواردة بعد يوم الثلاثاء وعدم احتسابها.