oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

المرأة والسلام والمستقبل

07 نوفمبر 2020
07 نوفمبر 2020

في الأسبوع الماضي شاركت السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية في لقاء الذكرى الـ20 لصدور قرار مجلس الأمن 1325 حول «المرأة والسلام والأمن في ظل جائحة كوفيد19»، الذي جاء بهدف إلقاء الضوء على الجهود الإقليمية التي تبذلها الدول في المنطقة العربية من أجل الدفع بأجندة المرأة والسلام والأمن وإطلاق مداولات إقليمية حول التقدم المحرز في التجاوب مع هذه الأجندة.

مما لا شك فيه أن الربط بين المرأة والسلام يعبر عن ثيمة مهمة وهي أن موضوع السلام ربما ينطلق في المقام الأول من النساء اللائي يشكلن مدارس الأجيال، كما جاء في بيت الشعر العربي المشهور للشاعر حافظ إبراهيم:

«الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها

أعددت شعباً طيب الأعراق»

ورد ذلك في قصيدة «العلم والأخلاق» وهما جانبان مرتبطان بموضوع البناء والمستقبل وبالتالي قضية الاستقرار والسلم على مستوى الدول والعالم أجمع.

وفي ظروف كورونا المستجد والجائحة الصحية الراهنة في العالم، هناك الكثير من القضايا التي يتم تحريكها بمستويات غير مسبوقة، فقد شكلت الظروف الحالية أرضية للمراجعات في العديد من الأفكار الإنسانية التي يمكن لها أن تساهم في دفع العالم نحو الأفضل، وعززت الجائحة من رغبة الناس في العمل لبناء عالم يقوم على التكاتف والعمل الجماعي والتطوع لأجل الخير والازدهار للجميع.

أكدت السلطنة دوما على ما للمرأة من دور في مراحل البناء الاجتماعي المختلفة، وهو أمر مستحق تضطلع به مساهمة في رسم آفاق الغد المشرق، الذي يقوم على قيم العدالة والمساواة والتمكين وغيرها من المعاني الإيجابية في هذا الإطار، التي تقود في نهاية المطاف إلى فكرة السلم والسلام والمحبة والتعايش بين الجميع داخل المجتمع الواحد وبين مختلف الشعوب في الكرة الأرضية.

إن الدور الذي تقوم به المرأة في المجتمع كبير ومعلوم وقبل أيام وجيزة كان الاحتفال بيوم المرأة العمانية في 17 أكتوبر الماضي، تلك المناسبة العزيزة، ويستمر الاحتفاء بالمرأة في دورها اللامتناهي والمستمر في شراكة تتطلع دائما إلى المزيد من المساهمة الفاعلة في المجتمع.

يجب الإشارة إلى دور المرأة في مراحل إعداد «رؤية عُمان 2040م، التي تضمنت العديد من الركائز ذات البعد الاجتماعي في إطار التنمية المجتمعية والشاملة والمستدامة، التي تضطلع فيها المرأة بالعديد من الأدوار، ولابد من التأكيد على أن هذا كله يلتزم بالمسار العالمي في الأبعاد التي تركز عليها المنظومة الدولية في ظل التزام السلطنة بأهداف التنمية المستدامة 2030.

ما يمكن استخلاصه أن المرأة تشكل سلما إلى السلام والتعايش الأممي، حيث من داخل البيت ودور الأمهات والنساء القائمات بأدوارهن في كل القطاعات المجتمعية، يكون الطريق إلى تلمس الغد الأفضل حيث الاستقرار والنماء والرفاهية، وحيث الأجيال الصاعدة التي يؤمل منها أن تستمر في مسيرة الخير والنماء في ظل نهضة متجددة تتخذ طريقها إلى المعالي بإذن الله.