oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

مسيرة التعليم ماضية لبناء الإنسان

04 نوفمبر 2020
04 نوفمبر 2020

ساهم التعليم بدرجة كبيرة في بناء صرح النهضة العمانية الحديثة التي بزغ فجرها في السبعينات من القرن العشرين بتولي جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- الحكم في البلاد عام 1970م، تلك النهضة التي تتجدد اليوم في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.

وإذا كان عهد السلطان قابوس قد بدأ بالنظر الكبير إلى العلم والتعلم وإقامة المدارس في ربوع عُمان بغض النظر عن الظروف المادية وطبيعة الحياة في تلك الأزمنة المبكرة من بواكير مسيرة النهضة، فإن العام الجاري 2020 يمر بظروف قاسية على الجميع في كل العالم من أثر هذه الجائحة الصحية التي ألقت بظلالها على كل مفاصل الحياة، بما في ذلك قطاع التعليم، ومجمل قطاعات الإنتاج والاقتصاد في الدول.

رغم هذه التحديات الكبيرة والماثلة للعيان فإن سياسة السلطنة تراهن على التعليم بوصفه رأس الرمح في عملية بناء الإنسان، ونقله إلى آفاق المستقبل المشرق وتحريك مجمل عمليات التنمية الشاملة والمستدامة في البلاد، وفي هذا الإطار يأتي التخطيط المستمر والمتواصل لتطوير التعليم سواء على مستوى مواجهة التحدي الراهن بخصوص ظروف الفيروس المستجد «كوفيد 19»، والمزاوجة بين التعليم التقليدي والإلكتروني، فيما يعرف بالتعليم المدمج، إلى غيرها من الحلول التي تمكن من استمرار تعلم الأبناء من أجل المستقبل والمعرفة التي تفتح بوابات الحياة والتطوير.

في البعد الآخر، فإن الاستثمار في التعليم سوف يستمر بكل السبل والإمكانيات، طالما كان الرهان قائما على التعليم في رفعة المجتمعات وتطويرها. وهنا في هذا الإطار فقد جاءت التوجيهات السامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بتمويل بناء ست مدارس ذات أولوية خلال المرحلة المقبلة بتكلفة مالية تقديرية تبلغ حوالي 8 ملايين و850 ألف ريال عماني. وإذ يأتي ذلك تلبية لاحتياجات قطاع التعليم في ربوع الوطن العزيز والحرص السامي على توفير البيئة الداعمة لبنية التعليم والمحفزة له ومدّه بأسباب التمكين والاستمرارية والترقي، باعتباره الأساس في بناء حاضر ومستقبل عُمان وهو سبيل تقدم الشعوب والأمم عامة.

لا أحد ينظر اليوم إلى رفعة أي دولة أو أمة وتطويرها ونقلها إلى الأفق البعيد دون تحديث منظومات التعليم وربطها بالأدوات العصرية والمستجدات في كل هذه المناحي، وهو ما تعمل عليه حكومة السلطنة وتعززه بكل السبل الممكنة لأجل أبناء الغد المشرق من صناع المستقبل، الذين سوف يبنون عُماننا الحبيبة.

وإذا كانت الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» تركز على الآفاق المستقبلية البعيدة والممكنة، فإن التعليم هو الأساس في ذلك، وهو تعليم نوعي وقادر على مواكبة العصر والحداثة، يساهم في إيجاد جيل الابتكار والإبداع والتجدد الذهني والحيوية التي تصنع الجديد والمثمر.