1533864
1533864
الثقافة

العالم يحتفل باليوم الدولي للفن الإسلامي لأول مرة

04 نوفمبر 2020
04 نوفمبر 2020

القاهرة، "د ب ا": تحتفل شعوب الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، في الثامن عشر من شهر نوفمبر المقبل، باليوم الدولي للفن الإسلامي، وهي الاحتفالات التي تقام لأول مرة، وذلك بعد أن أقرت الدورة الأربعون للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، التي عقدت في الفترة من 12 إلى 27 نوفمبر من العام الماضي، توصية المجلس التنفيذي بإقرار اقتراح مملكة البحرين بخصوص يوم الفن الإسلامي، وأن يكون يوم الثامن عشر من شهر نوفمبر يومًا دوليًا للفن الإسلامي. وفي تلك المناسبة وخلال كلمتها التي وجهتها لأعضاء منظمة الأمم للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، على أن "أهمية الفن الإسلامي ترجع إلى رمزيته، كونه تأثر بفنون سابقة وأثر في فنونٍ لاحقةٍ، فكان جسرًا بين الثقافات والشعوب على مر الزمان". ولفتت إلى أن هذا الفن "هو فن موروث ومعاصر حي وكثيف، ما زال ينتج في كافة أنحاء العالم من إسبانيا إلى الصين.. هو فن الإنسان في كل مكان ينتجه فنانٌ حرفيٌ، ويستخدمه في منزله ومدرسته وساحاته وليس حكرًا على طائفة أو طبقة". وأشارت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إلى أن الفن الإسلامي "يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحرفيين والصناعات الإبداعية وسيساهم هذا الإقرار -بجعل الثامن عشر من شهر نوفمبر يومًا دوليًا للفن الإسلامي- في تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة التي تبغيها كل المجتمعات". وجاء إقرار منظمة اليونسكو ليوم الثامن عشر من نوفمبر يومًا دوليًا للفن الإسلامي، بعد أن دعت هيئة البحرين للثقافة والآثار المنظمة إلى إقرار مبادرة البحرين باعتماد يوم عالمي للفن الإسلامي، وذلك خلال أمسية نظمتها في شهر سبتمبر من العام الماضي، في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث وزعت الهيئة خلال الأمسية على الحضور كتاب "الإسلام والفنون الجميلة" لمؤلفه المصري الدكتور محمد عبدالعزيز مرزوق، الذي صدر في عام 1944. احتفالات خاصة في البحرين: وبحسب تصريحات للشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار، فإن البحرين ستشهد احتفالات خاصة في اليوم الدولي للفن الإسلامي "إذ تنظم الهيئة باقة من الأنشطة التي تصب في بحث ودراسة ورصد الثقافة الإسلامية... وستتضمن الاحتفالية برنامجًا يشارك فيه المتخصصون في مجال الفنون الإسلامية، وورشًا تخصصية فنية حول الفن الإسلامي، وحوارًا فنيًا افتراضيًا بمشاركة إحدى أهم المتخصصات في الفن الإسلامي وهي الدكتورة صبيحة الخمير، ومؤسسات عدة، حول التاريخ وأشكال الاهتمام بالفن الإسلامي وقيمته العالمية". وتكتسب احتفالات مملكة البحرين باليوم الدولي للفن الإسلامي، أهمية وزخمًا خاصا لكونها الدولي التي تقدمت بمقترح لمنظمة اليونسكو بإقامة يوم دولي للفن الإسلامي. الإسلام والفنون الجميلة: وكانت هيئة الثقافة والآثار بمملكة البحرين، قد وزعت خلال الأمسية التي أقيمت بمقر منظمة اليونسكو، لعرض مقترحها بإقرار يوم دولي للفن الإسلامي، نسخة من كتاب "الإسلام والفنون الجميلة" لمؤلفه المصري الدكتور محمد عبدالعزيز مرزوق، والذي صدر في عام 1944. وبالطبع فإن مؤلف الكتاب - الذي يعد من أبرز من كتبوا في مجال التعريف بالفنون الإسلامية – لم يكن يدرى أنه وبعد مرور 76 عامًا على صدور كتابه "الإسلام والفنون الجميلة" الذي صدر عام 1944، سيكون هذا الكتاب ضمن ما قدمته البحرين من ملفات وشروحات نجحت من خلالها في قيام اليونسكو بإقرار يوم دولي للفن الإسلامي. وبحسب كتاب "الإسلام والفنون الجميلة" فإن الدين الإسلامي تضمن توجيهات كانت بمثابة عوامل مساعدة على رقى الفنون الإسلامية الجميلة ورقيها... وأن الإسلام بنواهيه وأوامره استطاع أن يخلق فناَ جميلاَ له روعته وبهاؤه. روعة وبهاء: ومن بين الفنون التي استفادت من توجيهات الدين الإسلامي، وبات اكثر رقياَ، وازدادت روعة وبهاء، فن الخط العربي، خاصة وأن ذلك الفن ارتبط بالقرآن الكريم، حيث حظي الخط العربي، بمكانة رفيعة، واهتمام وافر من المسلمين، فتسامت مكانة الخطاطين في العصور الأولى من الإسلام، إلى مكانة الملوك والأمراء. وكما يقول ابن خلدون في مقدمته، فإن العقيدة الإسلامية دفعت بالمسلمين إلى "تزيين ما أخرجته أيديهم من المصنوعات أو شيدوه من العمائر بالآيات القرآنية والعبارات الدينية، والصيغ المختلفة للمدح أو الدعاء، طلبًا لما وراءها من الخير والبركة". ولقد كان لهذا اثره في فن الخط العربي، إذ اصبح ذلك الفن عاملًا مشتركًا في جميع فروع الفن الإسلامي، مثل تلك التحف الفنية من الخزف والنسيج والخشب، والتي شكلت فيها الحروف العربية برؤوسها وسيقانها وأقواسها ومداتها عناصر وطرزا زخرفية جعلتها تفيض رقة وجمالًا. ومن الفنون التي تأثرت إيجاباَ بالإسلام، فن الزخرفة وفروعه مثل الأرابيسك، وكذلك فن العمارة، حيث أقام المسلمون قصوراَ شاهقة، رشيقة التكوين، موزونة الأبعاد، منمقة الجدران، واقبلوا على المساجد يشيدونها بأنماط معمارية متميزة، ويزخرفونها ويحرصون على أن تزدان بكل ألوان الفنون المعمارية والزخرفية. بين الفن الإسلامي والفنون الحديثة: وفي كتابه "أثر الجمالية الإسلامية في الفن الحديث" يذهب الدكتور عفيف البهنسى، إلى أن الفن الأوروبي تأثر بالفن الإسلامي والعربي، وأن ذلك التأثير استمر لقرون، وان القرن التاسع عشر بلغ فيه تأثير العرب في مجال الفن حدا واسعا، وأنه " قلما تجد فنانا من الفنانين الغربيين لم يقتبس عن العرب فنهم"... وأن الفنان المسلم كان أكثر حرية في ممارسته للفنون من الفنان الغربي. وفي تقديمه لكتاب الدكتورة سعاد ماهر محمد "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون" يذكر المثقف والكاتب المصري، جرجس شكري: إن الفنون والعمارة نشأت وازدهرت في ظلال الدين، وأن الفنون ولدت في ظل العقائد الدينية، وأن الفنون حين بلغت سن الرشد خرجت من دور العبادة وراحت تتطور وتعبر عن تغيرات الحياة.