oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

إشعاع نوفمبر والسير في طريق النهضة المتجددة

03 نوفمبر 2020
03 نوفمبر 2020

مع إطلالة شهر نوفمبر المجيد والاحتفالات بمرور خمسين عاما على النهضة العمانية المباركة جاء ترؤس حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - أمس لاجتماع مجلس الوزراء، مستعرضا جلالته الأوضاع المحلية والدولية وموجها بالعديد من النقاط المحورية للمرحلة المقبلة مع استعداد السلطنة لتنفيذ الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" ابتداء من العام المقبل 2021 ولعقدين مقبلين من الزمان. لاشك أن هذا العام 2020 كان مختلفا بكل المقاييس على الصعيد التاريخي، في ظل الظروف المعلومة للجميع الأمر الذي وضع الجميع أمام تحديات لا حصر لها على جميع المستويات، الأمر الذي يعني أهمية التكاتف وضرورة التعاون الجماعي لأجل استكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادي، وفق ما وجه جلالة السلطان المعظم - أيده الله - في الاجتماع. وفي هذا الإطار فثمة قضايا مختلفة تصب جلها في محوري المجتمع والاقتصاد، في سبيل نهضة الإنسان ورقيه ونمائه والحرص على الحياة الهانئة والكريمة، وفي الوقت نفسه أن تمضي عجلة الاقتصاد نحو مزيد من التطوير عبر الانتقال إلى مرحلة جديدة يتم فيها تحقيق التوازن المالي المنشود ومن ثم جذب الاستثمارات وجعل السلطنة بيئة جاذبة للعالم بحيث تترقى وتنهض القطاعات المتنوعة التي بإمكانها أن تساهم في عمليات التنويع ورفد التنمية المستدامة والشاملة. هنا يمكن الإشارة إلى مسألة "الحماية الاجتماعية" التي ركز عليها المقام السامي، من أهمية الانتباه لهذا الجانب وعدم تأثر الفئات من ذوي الدخل المحدود وأسر الضمان الاجتماعي بالمتغيرات وعمليات الإصلاح والتطوير الاقتصادي تجاوزا للأوضاع الراهنة المترتبة سواء عن جائحة كورونا العالمية أو تذبذب أسعار النفط منذ عدة سنوات. هناك حاجة ملحة اليوم إلى تسريع برامج التنويع للإيرادات الوطنية من مصادر متعددة، كذلك تطوير قطاعات السياحة واللوجستيات وتعزيز فرص الإنتاج التي تصب في ترقية القطاع الخاص وريادة الأعمال، ودفع العقول الشابة التي هي مركز أو محور أساسي في هذا الجانب وفق ما سبق أن أكد جلالة السلطان في خطابه السامي في 23 فبراير الماضي، ويبقى توفير فرص العمل للمواطنين من الأولويات في هذه الأطر. من الجوانب الأخرى المهمة التي ركز عليها الاجتماع الموقر، قضية التعداد الإلكتروني المقبل وأهميته في صياغة خطط التنمية وبرامج النماء في كل القطاعات الإنتاجية، كذلك كانت الإشارة الجلية إلى قضايا الصحة والتعليم التي تشكل أولويات في فكر الدولة العمانية منذ بواكير النهضة وهي قضايا متجددة مع التطور العصري والتحديث. وهنا يأتي السؤال الأساسي حول التعليم ومستقبله الذي يتعرض الآن للاختبار مع ظروف الجائحة الصحية، في تجربة يخوضها المجتمع في سبيل الاستفادة منها في الارتقاء إلى الأفضل، ففرص التعليم الإلكتروني والتواصل الرقمي، ربما تظل هي السبيل الأمثل لتعليم المستقبل وتمهد جزءا من الطريق المنشود لمجتمعات الابتكار وتوظيف التقانة وفرص العصر، وصحيح أن هناك تحديات كبيرة لكن من الممكن بالتضافر والتشارك وتوليد الأفكار المبدعة والاستفادة من الموارد الذاتية ومعطيات العصر، الوصول إلى ما هو أرقى في تحقيق المنفعة العامة. إن الظروف التي أوجدتها الجائحة العالمية "كوفيد 19" لاشك لها أثرها على الكل، وقد تأثرت قطاعات الإنتاج والمجتمع عامة، وفي كل العالم، ومن هنا يجب العمل أيضا بالروح المتفائلة والكبيرة القادرة على تجاوز الصعاب وبناء الآمال، متخذين من الإنجازات المتوالية عبر عقود شعلة لمواصلة السير في طريق النهضة المتجددة. ستظل عماننا الحبيبة دولة السلام والمحبة والإخاء، ترسل الإشراق للجميع، وسيكون المستقبل أفضل بأي حال من الأحوال بامتلاكنا القدرة على العمل وتجاوز التحدي، ونحن كلنا ثقة في إمكانيات هذه البلاد وفي وفاء أهل هذه الأرض وقدرتهم على العطاء.