1533272
1533272
الثقافة

المصور محمد الكعبي لـ عمان: التصويـر هوايـة .. ومحور حيـاة الناس يجعلني ألامس عمق المشاعر وأظهرها من خلال الصورة

03 نوفمبر 2020
03 نوفمبر 2020

حاورته شذى البلوشية -

الصورة الضوئية فن اقترب من قلوب العديد من الشباب مؤخرا، لا سيما وأن هذا الفن الجمالي تزامن مع التطورات التقنية في العدسة والكاميرا وبرامج التعديل، وهو ما قاد الشغوفين بهذا المجال للتوغل أكثر عبر دراسته، والقراءة في مجالاته، والغوص في أعماقه بالتجربة العملية.

أثناء البحث عن تلك الجماليات التصويرية، والصور الآسرة التي بات تطبيق «الانستجرام» هو المحط الذي يجمعها، وقع نظري على أعمال فنية معبرة، تحمل القصص في أعماقها لعدسة المصور «محمد الكعبي»، يغوص في مجالات مختلفة في عالم التصوير، ويعتلي سلم الطموح بخطوات ثابتة، خطوة خطوة نحو تطوير مهاراته، وتحسين قدراته، وأخذتنا أعماله الفنية لدردشة سريعة، خلصنا منها بهذا الحوار الذي نشارك به القراء المعرفة بالمصور، والوقوف قليلا أمام تأمل جماليات أعماله..

شغف العدسة..

الانطلاق نحو القمة يبدأ بالخطوة الأولى، ويبدو أن الخطوة الأولى لرحلة المصور «محمد الكعبي» بدأت في 2013، حيث يقول: بدأت بالتصوير عندما اتجهت لتصوير الأشخاص والتصوير المعماري، وقد بدأت ذلك بعد الاطلاع على العديد من صور وأعمال المصورين ثم بدأت في تعلم وتطبيق قواعد التصوير مثل «التناسق، المساحة، اللون، الخلفية»، بالإضافة إلى لتدريب المستمر والتطبيق العملي على استخدام الكاميرا، ولا شك أيضا في المغامرة والجرأة في استخدام تقنيات التصوير واستخدام العدسات.

حياة الناس..

ويبدو أن المصور يعيش حالة انعزالية مع الصورة التي يلتقطها، فيرى بعينيه قبل عدسته ما يلامس وجدانه، وينتقي من خلاله المحور الذي تتوجه نحوه عدسته الضوئية، ويضع ذلك في إطار اهتمامه، ويخلد في داخله بعمق، وهذا ما يؤكده «الكعبي» من خلال انجذابه لمحور «حياة الناس» حيث يقول: التصوير يعتبر هواية، ولكني أردت من تلك الهواية أن تكون طريقة نقل للمشهد والمشاعر المتجسدة أمامي إلى المشاهد البعيد، حيث يستطيع أن يقرأ كل ذلك من خلال بصمتي في الصورة، ومحور «حياة الناس» يعتبر من أجمل مجالات التصوير، حيث يأخذك من مشهد صغير أمامك لملامسة مشاعر حية ودافئة، ولعلّ توجهي نحو هذا المحور ازداد أكثر من خلال اقترابي من الناس، والتحدث إليهم، ومعرفة بعض التفاصيل أكثر عن قرب، وهو ما يصنع من الصورة روحا أخرى.

الصورة الذهنية..

ويختار المصور محمد الكعبي صورته بعناية، فهو يجيب عن تساؤلنا حول دوافع التقاطه لصورة معينة دون الأخرى فيقول: المصور الحقيقي يختزن الصورة في ذهنه أولا ثم يسخر الأدوات التصويرية لترجمة الصورة الذهنية إلى واقع.

ويضيف: أما فيما يتعلق في الأماكن المختلفة التي أزورها فهي إلهام آخر يفتح المجال للمصور لتوسيع آفاقه وتطلعاته، وهي الدافع الحقيقي وراء نجاح كل شخص محترف، وشخصيا قمت بزيارات كثيرة لدول آسيوية وأوروبية.

مشاركات..

وحول المشاركات في المعارض يقول الكعبي: مشاركاتي كثيرة على المستوى المحلي في عدد من مجالات التصوير، والبعض منها على المستوى الخارجي، وتركيزي حاليًا للوصول إلى اسم المصور المحترف في مسابقة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم للتصوير الضوئي في دولة الإمارات الشقيقة.

المشهد المثالي..

وتحدث المصور محمد الكعبي حول التقاطه للمشاهد من أجل صقل وتطوير أعماله، حيث قال: التقاط عدة صور لنفس المشهد بزوايا وإضاءات مختلفة للوصول إلى المشهد المثالي المرغوب فيه، الاستمرار في استخدام الكاميرا، وأخذ دورات في مجال فن التصوير، المغامرة للوصول إلى المشهد النادر، الإطلاع على أعمال وصور المصورين دائما، كلها عوامل مساعدة لتطوير الموهبة والمهارة في التقاط الصور، ولا يمكن أن أنسى أن متابعتي لأعمال المصورين المحترفين في وسائل التواصل الاجتماعي يسهم أيضا في تطوير المهارات.

محاور التصوير..

ورغم اتساع أفق التصوير ومجالاته الفنية إلا أن بعض عشاق العدسة يركزون على محور واحد، لإتقانه واحترافه فيقول الكعبي حول ذلك: لم يكن تركيزي على محور واحد فقط بل إن جماليات الطبيعية للسلطنة، والمحيطة بنا سواء كانت طبيعة أو معمار أو وجوها لأشخاص، فكنت دائما أبحث وأركز على إيماءات الأشخاص وتعابيرهم لتوثيق اللحظة، إضافة إلى جمال البناء المعماري مثل القلاع والحصون والأسواق الشعبية، ولكن في الفترة الأخيرة ركزت بشكل كلي على تصوير حياة الناس بسبب تعلقي الشديد بإبراز ابتسامات ولحظات من مشاعر حياة الناس.

آفاق مستقبلية

ويبدو أن الشغف هو من قاد «الكعبي» للتحليق عاليا نحو طموحه، والذي قال عنه: طموحي هو التطوير المستمر، وتحقيق بطولات وجوائز محلية وخارجية، وتحقيق لقب المصور المحترف، والمشاركة في المسابقات العالمية، وأتمنى في أقرب فرصة أن أصور صورًا وأفلامًا قصيرة ثم صورًا وأفلامًا سينمائية وعالمية.