1532635_127
1532635_127
الثقافة

قصائد حارث سيلاجيتش.. لقاء الشاعر والسياسيّ

02 نوفمبر 2020
02 نوفمبر 2020

عمّان- "العمانية": يلتقي في ديوان "ملتقى الكلمات" للكاتب البوسنَويّ حارث سيلاجيتش، الشاعرُ والسياسيّ معًا، ليكوّنا مزيجًا يعبّر عن عذابات الإنسان واشتعالاته، وتوقه إلى الحرية التي لا بد أن تبزغ يومًا. وبحسب مترجم الديوان إسماعيل أبو البندورة، تبرز في قصائد سيلاجيتش "شاعريةٌ عبّرت عن نفسها في انتقاء الكلمات والتعابير ذات الغنى البلاغي، وفي التناصات المتعددة، وفي التأملات والصور العميقة التي يتحرك فيها الإنسان والتاريخ والواقع حركة متوافقة منسجمة، تستحضر الماضي لمخاطبة الحاضر بنصوص تكتظ بالمعاني والأسئلة وإعمال الفكر، وتستدعي الاشتباك معها لمحاورتها والوقوف طويلًا عندها". ويأتي الإصدار في إطار التعاون بين "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان، ومعهد الدراسات الشرقية في كوسوفو، من أجل التعريف بآداب شعوب البلقان وترجمتها إلى اللغة العربية. ويضم الديوان 195 صفحة، واختيرت لغلافه ورسوماته الداخلية لوحات من أعمال الفنان البوسنوي إسمار مؤذنوفيتش، وهي اللوحات نفسها التي استُخدمت في النسخة الأصلية التي صدرت باللغة البوسنوية. ويقول الكاتب أسعد دوركوفيتش في تقديمه للديوان، أن "امتلاء العالم في شعر سيلاجيتش وقوة هذا الشعر تَظهر في عصرِ (لا إنسانية) العالم المعلنة، والانشطار العام، والجشع، الذي يشعر فيه هذا العالم بالإحباط والعجز والاكتئاب والأسى". ويضيف أن شعر سيلاجيتش لهذا السبب، يعرّي النظرة الخاطئة إلى العالم من قبَل "المتعالين الذين يعتقدون أن الشعر والسياسة منفصمان في علاقتهما البينية". وقدم للديوان أيضًا د.محمد موفاكو الأرناؤوط تحت عنوان "حارث سيلاجيتش.. شاعرًا عابرًا للقارات"، مشيرًا إلى أن سيلاجيتش معروف في العالم العربي بوصفه سياسيًّا ورجلَ دولة، إذ كان وزيرًا للخارجية ورئيسًا للحكومة ورئيسًا لجمهورية البوسنة خلال الفترة 1990-2010، إلّا أن الجانب الفكريَّ والأدبيَّ والأكاديميَّ هو الإرث الذي قد يكون الأبرز في حياته". ووفقًا للأرناؤوط، تتيح قصائد الديوان للقارئ العربي، اكتشاف الوجه الآخر؛ الأعمق والأوسع، لرجل الدولة حارث سيلاجيتش، الذي "فضّل أن يعتزل السياسة ليصبح ما كان يتمناه ويفضّله؛ أيْ المثقف العابر للحدود، الذي يسمو على السياسيّ المبرمَج ضمن شبكة المصالح الجديدة التي لم تعد لها علاقة بالمبادئ، والشاعر الذي يختزل خبرة عقود من العمل السياسي والاشتباك مع مشاكل العالم، في رسائل مهمة للحاضر والمستقبل". ومن نصوص سيلاجيتش: "سألت منى: لماذا تساقطت الأوراق؟ وإلى أين ذهبت الأزهار؟ لماذا لم نعد نرى شجر الزيتون؟ لماذا يمتد الجدار في البستان؟ فأجابت الوالدة: تسقط الأوراق في الخريف والأزهار ستتفتّح أجمل من قبل لكنها لا تعرف لماذا يمتد الجدار في البستان.. قالت منى: لا تقلقي يا أمي رأيتُ في الحلم طائرا يهبني من لدنه عينا لنرى الزيتون معا وننتظر الخريف حتى يسقط الجدار".