oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

نـوفـمبـر و الـمعـانـي الـخالـدة

01 نوفمبر 2020
01 نوفمبر 2020

يشير شهر نوفمبر المجيد إلى العديد من المعاني والدلالات الكبيرة والخالدة في الذاكرة العمانية وهي تنظر إلى مسيرة النهضة العمانية الصاعدة إلى المستقبل بإذن الله، فهذا الشهر ارتبط بذلك السعي الحثيث إلى البناء والنمو والإضافة في جميع مناحي الحياة الإنسانية، عبر عقود من العمل المتصل، حيث تكمل النهضة العمانية في هذا الشهر خمسين عامًا من العمل المستمر لأجل صناعة عمان الحديثة ودولتها العصرية، في ظل نهضة متجددة يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - تحمل الآمال والتطلعات برسم الغد الأكثر إشراقا بما يواكب العصر والحياة الإنسانية الحديثة ويحمل في الوقت نفسه الالتزام بالأصالة والجذور الغارقة في القدم وفي تربة الأمس حيث التاريخ العريق.

إن النظر إلى نهضة عمان وتاريخها المعاصر لا يمكن أن ينبت عن ذلك الأمس الخالد، فكلاهما في مرآة واحدة من حيث الرؤية والامتداد، وحيث يتسع الأمس ليستوعب اللحظة الراهنة من أجل صياغة المستقبل الأفضل، وإذا كان فجر السبعينات من القرن العشرين قد شهد بداية هذه النهضة العظيمة لعمان بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- فإن العهد يستمر والتجدد والبهاء مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - أيده الله - في ظل نظرة إلى المستقبل مفعمة بالأمل وقادرة على تجاوز التحديات بالإرادة والتخطيط السليم والقدرة على الاستفادة الكبيرة من كل الإمكانيات المتاحة وعلى كل المستويات وفي جميع القطاعات الاقتصادية والإنتاجية، في حين يبقى المركز الأهم في كل هذه الصورة هو الذهن البشري أو الإنسان بقدرته على تنمية الفكر والإضافة الثاقبة والقدرة على العطاء المستمر لهذا الوطن.

لقد قامت النهضة العمانية على الإنسان بوصفه المحور الأساسي في جوهر عمليات النماء والازدهار في البعدين الروحي والمادي، وحيث كان التعليم هو رأس الرمح في دفع حركة التغيير والتحول الاجتماعي للدخول في العصر الحديث بكل ثقة واقتدار، من ثم كان الطريق إلى الانتباه لمجمل المتغيرات في الحياة الإنسانية، وإحداث النهضة التي تعني بدقة تلك المعادلة التي توازن بين اليوم والأمس بين الأصالة التاريخية والقيم المتوارثة ومتطلبات العصر الحديث.

إن استحضار روح نوفمبر الخالدة وجمال هذا الشهر بما فيه من المعاني، كل ذلك يجب أن يشكّل حافزًا لنا ونحن نسير إلى الآفاق الجديدة مع العام المقبل بدخول العام الأول من تنفيذ الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي ترمي إلى إحداث نقلة وتحول في الاقتصاد العماني وكل الأنساق الحياتية بشكل عام، وحيث يتحقق ذلك بالعمل والمزيد من التواصل الإيجابي مع العالم في سبيل أن يأخذ العماني أفضل ما تأتي به الحضارة الحديثة، ومن ثم يقدم من خلال فكره للعالم أفضل ما عنده، وهي معادلة في نهاية المطاف عمادها الفكر والمعرفة واحترام المواهب والاستفادة من التقانة الحديثة.