أعمدة

نوافذ :أينما تولي وجهك.. ثمة وجه شاب

26 أكتوبر 2020
26 أكتوبر 2020

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

تجلى الحماس والرغبة في يوم الشباب العماني الذي احتفلت به السلطنة أمس السادس والعشرين من أكتوبر، لترفع وتيرة الهمم لدى شباب السلطنة، هذا الامتداد لتلك العزائم التي أبداها الآباء الذين كانوا شبابا في عهد إشراقة النهضة في مطلع سبعينات القرن الماضي، والذين على أعضادهم بنيت عمان لبنة لبنة خلال الأعوام الخمسين الماضية، بتلك الهمم والسواعد والجباه السمراء استطاعت عمان أن تكون بلدا مشرقا ودرة في تاريخ المنطقة..

واليوم تستكمل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ما بدأه السلطان الراحل- طيب الله ثراه- للسير على نهجه، ورهانه على وقود الأمة التي نستشرف المستقبل فيها ولقيادة الدولة خلال السنوات المقبلة بنفس الحماس والإصرار الذي أبداه الآباء المؤسسون لهذا البلد الرائع.

احتفال أمس الذي دشنه صاحب السمو السيد ذي يزن آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، وأكد فيه خلال كلمته على الثوابت التي جاءت في خطاب جلالة السلطان حفظه الله يوم ٢٣ فبراير الماضي، بالبناء على الدور المحوري للشباب في استمرار النهوض بالدولة الحديثة، وإتاحة الفرص لهم وتوسيع مداركهم العلمية وتأهيلهم والاستماع لتطلعاتهم المستقبلية ليكونوا شركاء حقيقيين في النهضة المتجددة ومساهمتهم في وضع رؤية عمان ٢٠٤٠.

هذه المناسبة تلقي المزيد من الضوء على هذا القطاع من شرائح المجتمع والذين يمثلون قرابة ٦١٪من عدد السكان (بين ١٨ إلى ٥٥ سنة) وهم قاطرة التنمية التي ينظر إليها بأنها شابة ما زالت وستبقى كذلك وأنها المحرك الرئيسي لها.

دور الشباب في بناء الأوطان محوري، وها نحن اليوم أمام تكريم آخر للإنسان العماني الذي شهد هذا الشهر تكريمين له الأول يوم المرأة العمانية عرفانا بدورها التاريخي والرائد في بناء الأمم، الذي صادف يوم ١٧ أكتوبر أيضا، والاحتفال بيوم الشباب انتظم كأول مرة في عام ١٩٨٣ م تحت شعار عام الشبيبة الذي عبر عن تلك القيمة والتقدير لدورهم في إعلاء شأن الوطن.

فأينما تولي وجهك ثمة وجه شاب نعتز ونفتخر به وقيادة في كل القطاعات التي تخدم عمان الدولة بدءا من السلك العسكري مرورا بالقطاع المدني ومساراته المختلفة والقطاع الخاص وفي المحافل العالمية.

وقد كنا من أوائل التجارب في المنطقة التي راهنت على الشباب وزجت بهم لتحمل المسؤولية مبكرا وهذا ما صنع لديهم إرادة مقدرة.

اليوم الفرصة أمام الشباب والشابات متاحة للإبداع خاصة بعد تدشين جائزة الإجادة التي ستمثل المزيد من التحفيز، وعليهم أن يضيفوا الإنجازات من خلال تلك الإبداعات، على عمان وأهلها وأن يكون هم عجلة التقدم والريادة، وأن يقودوا قاطرة التنمية إلى مرافئ المستقبل من خلال الجد والاجتهاد والمثابرة وصنع الفارق في هذا البلد الذي يحتاج كل قطرة عرق من كل شاب توفر مكاسب لنا، ويحتاج إلى كل فكر مبدع ونيّر يمكن أن يضيف على الإنجازات المحققة وإلى كل ما يخدم هذا الوطن ويجلب له القيمة والسعادة لأهله.

وهذا ينطبق على الشابة أيضا التي هي جناح الطائر الثاني والتي راهنت القيادة عليها ليتعاظم دورها يوما بعد آخر.

نبارك لكم يا أبناء عمان هذا التكريم المستحق، الذي يعكس حرص القيادة على أهمية الدور الكبير الذي تقومون به في أداء رسالتكم التاريخية لبلد يستحق منا التضحيات الجسام.