1353542_389
1353542_389
آخر الأخبار

الشباب العماني.. هِممٌ وقّادة وعزيمة لا تلين

26 أكتوبر 2020
26 أكتوبر 2020

«إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحق». جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه-

كتبت - نوال الصمصامية

تحتفل السلطنة اليوم «بيوم الشباب العماني» والذي يصادف السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام، وقد حظي الشباب العُماني بالرعاية السامية الكريمة منذ بواكير السبعينات، وفي مطلع الثمانينات، خصّص جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- عام 1983 عاما للشباب العماني، وقال رحمة الله عليه: »إن عام الشباب، ومن قبله عام الشبيبة، ما هو إلا د‏عوة صاد‏قة إلى الاهتمام بالإنسان العماني الذي هو صانع الحضارة، وهدف التنمية، وأد‏اة التطوير، والتعمير دعوة نابعة من القلب إلى كل المسؤولين في القطاعين الحكومي والأهلي إلى إعطاء مزيد من العناية والرعاية إلى مختلف شرائح المجتمع، وخاصة تلك الشريحة التي تجسد الأمل الواعد للأمة في مستقبل أفضل ألا وهي الشباب.

ولا يخفى أن اهتمامنا بالإنسان العماني لا يقتصر على عام د‏ون عام، ولكن الهدف ‏السامي المتوخى من هذا العام إنما هو التذكير، والتنبيه، والتوجيه الصريح القاطع بأن يكون الشباب دائما في صميم اهتماماتنا لا نغفل ولو طرفة عين عن النهوض به فكريا وعلميا، وثقافيا ورياضيا، وفنيا وتقنيا. فبارتقاء الشباب في كل هذه المجالات ترتقي حياة المجتمع وتزدهر، وينمو الاقتصاد الوطني، وتجد الزراعة والصناعة والتجارة طريقها إلى التطور والتقدم..» وفي السادس والعشرين من أكتوبر من عام 2011، تم إنشاء اللجنة الوطنية للشباب بموجب المرسوم السلطاني رقم (117/ 2011)، حيث تولت اللجنة تنفيذ مبادرات مختلفة لتحقيق المشاركة الفعّالة للشباب العماني في مختلف القطاعات التنموية، بالإضافة إلى فتح قنوات الحوار مع فئة الشباب والذي بدوره يسهم في تعزيز الانتماء لوطنهم وقائدهم إلى جانب بحث متطلبات الشباب في الحاضر والمستقبل، والاهتمام بمواهب الشباب وتكريمهم وتقديم الدعم اللازم لهم بالإضافة إلى تبادل التجارب المهمة والخبرات بين فئات الشباب.

وفي عام 2014 وبمباركة سامية من لدن المغفور له السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- تم الاحتفاء بهذا اليوم المخصص للشباب العماني لتكون هذه الذكرى السنوية لفتة مهمة لواقع الشباب العماني ومنطلقا متواصلا لتقييم عمل وإنجازات الشباب ومعرفة احتياجاتهم المستقبلية. وانطلاقا من هذا الاهتمام المتواصل، يواصل جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه- نهج السلطان الراحل في تقديم رعايته الكريمة لفئة الشباب، حيث يقول جلالته في خطابه الاستثنائي والذي ألقاه في الثالث والعشرين من فبراير الماضي:» إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحق».

وقد رسم جلالته مسارات مهمة للشباب العماني مؤكدا أنهم هم عماد الأمم وأساس تنميتها، موضحا لزوم الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم. كما وركزت الهيكلة الجديدة للدولة اهتمام جلالته بالشباب، حيث تم تخصيص وزارة الثقافة والرياضة والشباب، لتتولى هذه الوزارة جملة من الاختصاصات والتي تتعلق بالشباب أبرزها: فتح قنوات التواصل الهادف والحوار البناء بين فئة الشباب في السلطنة، للنهوض بكل ما من شأنه تعزيز الانتماء للوطن وقائده، وتوعية فئة الشباب بالتشريعات التي تحدد واجباتهم تجاه الدولة والمجتمع وتكفل حقوقهم وحرياتهم الشخصية والتأكيد على الثوابت الأساسية للدولة، والمجتمع، والحقوق والحريات الشخصية، والعمل أيضا على توسيع مشاركة الشباب في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في السلطنة، وبحث متطلبات الشباب في المرحلتين: الراهنة والمستقبلية، ورفع التوصيات بشأنها إلى الجهات المختصة، وغرس وتعزيز روح الثقافة الوطنية والهوية العمانية لدى الشباب وحمايتهم من الأفكار الدخيلة، والتركيز على تعزيز مواهب الشباب وإبراز إبداعاتهم وتكريمهم وتقديم الدعم اللازم لهم من خلال إقامة الأندية العلمية والفنية بما يسهم في تحقيق طموحاتهم، وتبادل الخبرات والتجارب بين فئة الشباب؛ وفقا للاختصاصات المحددة لهذه الوزارة.

إن هذه العناية السامية المتواصلة للشباب العماني تحمل في طيّاتها العديد من الدلالات لأهمية فئة الشباب في تنمية الوطن، كما إن جائزة الإجادة الشبابية والتي سيعلن اليوم عنها صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب؛ ستخرج بالعديد من الأفكار الاستثنائية والتي بلا شك سيكون لها اهتمام وعناية من سموه. وستسهم هذه الأفكار في تحقيق التطلعات الشبابية والمساهمة في تنمية القطاعات الحيوية وستكون أيضا دافعا للشباب العماني أصحاب الهِمم الوقّادة والعزيمة التي لا تلين لبذل المزيد من الجهود لخدمة وطنهم العزيز.