oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عصر البيانات

20 أكتوبر 2020
20 أكتوبر 2020

يوافق يوم أمس الثلاثاء، العشرون من أكتوبر، اليوم العالمي للإحصاء، الذي احتفلت به السلطنة ممثلة في المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، ويكون بشعار «ربط العالم ببيانات يمكننا الوثوق بها»، ما يعيد الاعتبار لمسألة المصداقية والشفافية وحقوق الملكية وغيرها من النقاط التي يمكن أن نراها في هذا الإطار.

ويرتبط هذا الشعار كما يوضح المركز الوطني بـ«تخصيص اليوم العالمي للإحصاء لأهمية البيانات الموثوقة والابتكار في النظم الإحصائية الوطنية كونها رافدًا مهمًا في التخطيط وصنع القرار السليم في العالم».

فمن المعلوم حاجة الدول والمجتمعات وكافة أنظمة الحياة إلى البيانات والأرقام الدقيقة التي تساعد في تشكيل المستقبل الأفضل، فنحن نعيش في عالم لا يقوم فيه شيء بشكل سليم إذا ما افتقر إلى الدقة والمعلومات والأرقام الصحيحة، فالمقدمات الخاطئة حتمًا سوف تقود إلى نتائج خاطئة، والعكس صحيح أن كل ما يقوم على أساس سليم وصحيح وموضوعي سوف يقود في نهاية الأمر إلى النتائج المنشودة والطيبة.

لنا أن نلحظ أمرين هنا الأول يتعلق بالشفافية والدقة في البيانات والأرقام، الأمر الثاني يتعلق بالابتكار في مجالات النظم الإحصائية، لأن عالم اليوم بات متغيرًا وسريع التحولات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتمد على الأطر التقليدية ذاتها في الوصول إلى نتائج متقدمة، في ظل سباق عالمي كبير وفيه ما فيه من المتغيرات والرؤى المستجدة.

يقوم سباق العالم المعاصر في سبيل الوصول إلى الأهداف في مجمل قطاعات الحياة الإنسانية والإنتاج على كيفية توظيف البيانات، وقد تم تعريف هذا العصر لدى بعض المفكرين المهتمين بهذا الجانب من علم الإحصاء بعصر «البيانات» Dataism وهو مصطلح ظهر منذ سنوات وجيزة ليكشف أهمية الثورة التقنية والمعلوماتية وكيف يمكن لها أن تخدم في جانب البيانات، بحيث يتم تكييف مجمل هذه الصورة لصالح التقدم الإنساني والمعرفي وخير البشرية جمعاء.

إن الحاجة إلى مسايرة العالم وابتكار المفاهيم والتطبيقات على أرض الواقع العملي لأجل حياة أفضل، كل ذلك لا يمكن عزله اليوم عن تطوير الاشتغال على البيانات والإحصائيات، وموثوقية ذلك.

أشار المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن السلطنة استطاعت إجراء أول تعداد سكاني إلكتروني للسكان والمساكن والمنشآت، سوف تعلن نتائجه في ديسمبر المقبل، وهو عمل كبير وغير مسبوق في تاريخ السلطنة من حيث كونه يتم إلكترونيًا بعيدًا عن الأسلوب التقليدي في جمع البيانات بشكل مباشر، كما أن هذا المشروع الوطني أنجز برغم ظروف تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وجميع هذه الأحوال تعطي مزيدًا من المهارات والخبرات للكادر الوطني في التعامل مع هذه الجوانب العلمية والمعرفية، ما يشكل زادًا وخبرة للمستقبل ونحن في اتجاه تنفيذ الرؤية المستقبلية «عمان 2040» التي لا بد أنها تعتمد في المقام الأول على خبرات العصر من التقنية والابتكار الجديد، وقبل ذلك كيفية توظيف البيانات والأرقام السليمة والصحيحة.