oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

كورونا.. ناقوس الخطر يدق من جديد!

10 أكتوبر 2020
10 أكتوبر 2020

جاء إعلان اللجنة العليا المكلّفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، يوم الجمعة، ليدق ناقوس الخطر من جديد ويلقي بصورة من الحذر الكبير المطلوب الذي يجب أن يتمسك به الجميع للعبور من هذه المنطقة المظلمة التي أدخل فيها هذا الوباء العالم، ونحن هنا لسنا بمعزل عن ذلك، لكن يبقى القول بإن الأمر بيدنا إن شئنا، وكما يردد دائما بأنه يجب ألا نقود أنفسنا إلى الهلاك، فالتعاون والتضافر بين الجميع هو المطلوب لكي نستطيع درء المرض، لاسيما شرائح الشباب والفئات الوسطى في العمر التي يكون عليها، كما على الجميع التقيد التام بالإجراءات الوقائية وكافة الشروط الاحترازية المطلوبة للخروج من مأزق هذا الفيروس الغريب.

قرارات اللجنة الأخيرة جاءت بعد قراءة فاحصة للمستجدات والتطورات على أرض الواقع جراء تزايد أعداد الإصابات بالفيروس والارتفاع الكبير والملحوظ في عدد الوفيات، كذلك الضغط التاريخي الذي أصبحت تئن منه وحدات العناية المركزة في المستشفيات، وهي وضعية غير مسبوقة تتطلب لكي نعيد الأمور إلى الوضع الطبيعي أن نتعاون كما سبق القول لأجل أن نقلل من انتشار الوباء، ولابد أن هذا الشيء لو جاء بالالتزام لكان أفضل بكثير من فرض القرارات وتقييد الحياة، كذلك العقوبات أو العمل على نشر أسماء وصور المخالفين كما قررت اللجنة العليا، لكن إذا لم يكن ثمة التزام ولا تقيد فقد كان هناك اضطرار لهذا الأمر، وهو ما سبق أن تم التنبيه به من قبل، بأن قد يتم الاضطرار إلى تنفيذ العقوبات والتشهير بالمخالفين.

لقد منحت فرصة للجميع في الفترة السابقة بأن تعود الحياة إلى وضعية طبيعية نوعا ما عبر مفهوم التعايش الذي يتم بالالتزام والتقيد بالشروط الصحية من ارتداء الكمامات والتباعد البدني والاجتماعي وعدم التجمع أو حتى الخروج من البيت لأي أسباب غير ضرورية، لكن للأسف فإن هناك من قابل ذلك بالاستهتار، وكانت النتيجة أنه بعد أن انخفضت الإصابات بمعدلات واضحة، عادت للارتفاع مرة أخرى وكانت بالتالي تصرفات البعض وبالا على المجتمع أجمعه، فالذي يقوم بتصرف غير مسؤول في مثل هذه الظروف المعلومة للجائحة الصحية، ينعكس تصرفه هذا على دائرة متسعة من الناس، وليس عليه فحسب، وهنا مكمن الخطورة.

إن ما يجب التأكيد عليه وبشدة هو الوعي الكبير الذي يجب أن يتحلى به الجميع، بأن ثمة مسؤولية علينا أن نضعها في الاعتبار لكي نحرر أنفسنا من القيود التي يضعها أمامنا هذا الفيروس، فهي حرب حقيقية وليس من سلاح أمامنا للظفر سوى التقيد التام والتشديد على أنفسنا حتى نجتاز هذه المرحلة كما سبق أن ساهمنا في ذلك من قبل، حتى لا يصبح الأمر أكثر تعقيدا.

كما علينا أن نضع في الاعتبار كما أشارت اللجنة العليا قدرة المنظومة الصحية والعاملين فيها على التعامل مع هذه الجائحة وغيرها من الأمراض، فهناك ضغط كبير على هذه المنظومة وعلى جنود الجيش الأبيض الذي يعملون بكل ما بوسعهم لأجل الوطن.