96532
96532
العرب والعالم

قرغيزستان تعلن إلغاء نتائج الانتخابات غداة مواجهات أوقعت قتيلا

06 أكتوبر 2020
06 أكتوبر 2020

موسكو تدعو لـ«حل قانوني» للأزمة -

بشكيك (قرغيزستان) - (أ ف ب): أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في قرغيزستان أمس الثلاثاء إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد الماضي وأظهرت فوز الأحزاب الموالية للرئاسة، بعد مواجهات أعقبت الإعلان عن النتائج وخلفت قتيلًا في هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.

وذكرت اللجنة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني إن «نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 4 أكتوبر 2020، أبطلت اليوم (الثلاثاء)»، وأظهرت تلك النتائج فوز الأحزاب القريبة من الرئيس سورونباي جينبيكوف الموالي لروسيا وسط اتهامات بشراء أصوات على نطاق واسع.

وأدى الإعلان عن النتائج إلى اندلاع أعمال عنف ليلًا في العاصمة بشكيك، اقتحم خلالها محتجون مباني حكومية وأطلقوا سراح شخصيات سياسية بارزة من بينها الرئيس السابق ألماظ بك أتامباييف. وخلفت الاشتباكات عشرات الجرحى. وتطلب علاج أكثر من مائة شخص في المستشفيات. وقالت ناطقة باسم وزارة الصحة القرغيزية لوكالة فرانس برس إن شخصا «على الأرجح من المحتجين» لأنه كان يرتدي ملابس مدنية، توفي متأثرا بجروحه بعدما أصيب في المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في بشكيك.

والأزمة، التي تذكر بثورات أطيح فيها برؤساء في 2005 و2010، ستراقبها عن كثب روسيا التي لديها قاعدة عسكرية في الجمهورية التي ليس لديها منفذ على البحر والبالغ عدد سكانها 6,5 مليون نسمة، وتجاور الصين.

ودعت سفارة موسكو في بشكيك أمس الثلاثاء إلى «حل قانوني» للأزمة. وقالت إن «ضمان سلامة المواطنين والاستقرار الداخلي يجب أن يكونا أولوية».

وأعلن مسؤولو المعارضة ومن بينهم رئيس حكومة سابق والعديد من قادة الأحزاب، عن تشكيل «مجلس تنسيق» لإرساء الاستقرار و«العودة إلى حكم القانون».

وأصدر المجلس بيانا انتقد فيه جينبيكوف لعدم الوفاء بتعهده توفير ظروف متساوية للأحزاب المشاركة في الاقتراع.

وأكد مكتب جينبيكوف أنه يسيطر على الوضع في البلاد، فيما اتهم الرئيس «العديد من القوى السياسية» بالسعي للاستيلاء على السلطة. وقال «لقد أمرت أجهزة تطبيق القانون بعدم إطلاق النار أو إراقة الدماء»، مضيفا أن «كل الإجراءات اتخذت لمنع تفاقم الوضع». وأعلن أيضا أنه اقترح على اللجنة الانتخابية المركزية «أن تدقق بكل الانتهاكات وإذا لزم الأمر أن تلغي نتائج الانتخابات» التي أثارت أعمال العنف.

وإلى جانب أتامباييف، الخصم اللدود لجينبيكوف، أطلق سراح رئيسي حكومة سابقين، ونائبين سابقين، من السجن، بحسب وسائل إعلام.

نوافذ مكسرة وركام متناثر

صباح أمس الثلاثاء دعا أنصار صدر جباروف السياسي القومي الذي أطلق سراحه المحتجون أيضا، إلى توليه رئاسة الحكومة أو الرئاسة، خلال تظاهرة لهم أمام المبنى الذي يضم مكاتب جينيبكوف والبرلمان.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس نوافذ محطمة وركاما متناثرا في أنحاء قاعات المبنى. وكان المتظاهرون يسدون المخارج في غياب أي تواجد أمني رسمي. وعمد متطوعون إلى تقديم الشاي ومساعدة عمال البلدية في أعمال التنطيف.

وذكرت وسائل إعلام إن عمر بك سوفانالييف، الذي اجتاز حزبه بوتون قرغيزستان عتبة الدخول إلى البرلمان، وفق نتائج أولية، تم تعيينه رئيسا للأمن القومي.

ولم تتضح بعد الجهة التي عينت سوفانالييف أو الصلاحية القانونية للتعيين.

وأظهرت نتائج فرز أولية سيطرة حزبين مواليين للرئاسة هما بيريمديك ومينيكيم قرغيزستان، على البرلمان، وخروج ثلاثة أحزاب منه. ونزل أنصار المعارضة إلى شوارع بشكيك الليلة قبل الماضية للمطالبة باستقالة جينيبكوف وإجراء انتخابات جديدة.

الانتخابات تتسبب بانقسامات

تحولت التظاهرات السلمية في بشكيك إلى أعمال عنف بعدما توجه حشد من المتظاهرين إلى البيت الأبيض المبنى الضخم الذي يضمّ مقرّي البرلمان والرئاسة.

واستخدمت الشرطة مدافع المياه والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام بوابات المبنى.

وعاد المتظاهرون فيما بعد وطوقوا المبنى وتمكنوا من اقتحامه في نهاية الأمر، وتوجهوا لاحقا إلى مقر لجنة الأمن القومي حيث كان الرئيس السابق أتامباييف يقبع في السجن. وأظهرت مشاهد نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الرجل البالغ 64 عاما يحيي أنصاره بعد مغادرته السجن حيث كان يمضي حكما بالسجن 11 عاما لضلوعه في الإفراج عن زعيم عصابة من السجن بطريقة غير قانونية. وكان أتامباييف في السابق حليفا لخلفه جينبيكوف، لكن الرجلان اختلفا بعد وقت قصير على فوز جينبيكوف البالغ 61 عاما في الانتخابات الرئاسية. ويعتبر الرجلان حليفين لروسيا، وجهة مئات آلاف المهاجرين القرغيز الذي لن يتأثر على الأرجح وضعهم بالأزمة.

وقرغيزستان التي شهدت ثورتين في 2005 و2010 هي الجمهورية السوفياتية السابقة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تنعم ببعض من التعدّدية السياسية، لكنّ البلاد تهزّها باستمرار أزمات سياسية.