85523
85523
العرب والعالم

إجماع حول رفض الاعتراف بإسرائيل.. وتأييد واسع للديمقراطية

06 أكتوبر 2020
06 أكتوبر 2020

«المركز العربي» يعلن نتائج استطلاع «المؤشر العربي» بدورته الـ7 -

الدوحة: أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة امس الثلاثاء عن نتائج المؤشر العربي 2019/2020 الذي نفّذه في 13 بلدًا عربيًا، بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعة من الموضوعات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. وشمل الاستطلاع 28000 مستجيب ومستجيبة أُجريت معهم مقابلات شخصية مباشرة ضمن عيّناتٍ ممثّلة للبلدان التي ينتمون إليها، بهامش خطأ يراوح بين 2 و3%. وقد نُفِّذ الاستطلاع الميداني بين نوفمبر 2019 - يوليو 2020.

الموقف من الديمقراطية

أظهرت نتائج المؤشر أن الرأي العام شبه مُجمع على تأييد الديمقراطية، إذ عبّر 76% من المستجيبين عن تأييدهم النظامَ الديمقراطي، مقابل 17% عارضوه.

واتجاهات الرأي العامّ نحو مدى ملاءمة مجموعةٍ من الأنظمة السياسية لأنْ تكون أنظمةَ حكمٍ لبلدانهم وقد قابل توافق الرأي العام على تأييد الديمقراطية، تقييمٌ سلبي لواقع الديمقراطية ومستواها في البلدان العربية، إذ قيّم المستجيبون مستوى الديمقراطية بـ 5.8 درجة من أصل 10 درجات. أي أن الديمقراطية في العالم العربي بحسب وجهة نظرهم لا تزال في منتصف الطريق.

فيما يتعلق بتقييم المستجيبين للثورات والاحتجاجات الشعبية في عدة بلدان عربية، ترى الأغلبية بواقع 58% أن الثورات والاحتجاجات التي جرت في عام 2011 أمرٌ إيجابي (إيجابي جدًا - إيجابي إلى حدٍ ما). في المقابل، كانت نسبة من يرون أنها أمرٌ سلبي (سلبي جدًا - سلبي إلى حدٍ ما) 28%. وكانت أعلى نسبة تأييد لثورات الربيع العربي في عام 2011 هي التي سجلت في مصر، حيث عبّر 82% من المصريين عن أنها إيجابية، مقابل 57% من الأردنيين اعتبروها سلبية.

وأظهرت النتائج أن الرأي العام العربي منحازٌ إلى التفاؤل بمستقبل الثورات العربية، فقد رأى 48% أنّ الربيع العربي يمرُّ بمرحلةِ تعثرٍ، لكنه سيحقق أهدافه في نهاية المطاف، مقابل 30% يرون أنّ الربيع العربي قد انتهى وعادت الأنظمة السابقة إلى الحكم. ومن الجدير بالملاحظة أن أغلبية مواطني المنطقة العربية أيدت الاحتجاجات الشعبية التي شهدها السودان، والجزائر في عام 2019.

وأفادت أغلبية الرأي العام في كل من الجزائر، والعراق، ولبنان، والسودان تأييدها للاحتجاجات الشعبية التي جرت في بلدانهم، وبهذا أيدت أغلبية المستجيبين التي شهدت بلدانها احتجاجات شعبية هذه الاحتجاجات، إذ أيّد 85% من السودانيين الاحتجاجات الشعبية في السودان، وأيّد 82% من العراقيين الاحتجاجات الشعبية في العراق، و71% من الجزائريين أيدوا الاحتجاجات الشعبية في الجزائر، و67% من اللبنانيين أيدو الاحتجاجات في لبنان.

المحيط العربي

أمّا على صعيد المحيط العربي، فقد أظهرت النتائج أنّ 81% من الرأي العامّ العربي يرى أنّ سكان الوطن العربي يمثّلون أمّةً واحدةً، وإنْ تمايزت الشعوب العربية بعضها عن بعض، مقابل 16% قالوا إنّهم شعوب وأمم مختلفة.

تصورات المستجيبين في البلدان المستطلعة عن سكان الوطن العربي في استطلاعات المؤشر عبر السنوات المستطلعة آراء مواطنيها عن سكان الوطن العربي، بحسب أقاليم المنطقة العربي يعكس تقييم الرأي العام لسياسات بعض القوى الدولية والإقليمية عدم ثقته بها، إذ إن أكثرية الرأي العام تنظر بسلبية إلى سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران وفرنسا تجاه المنطقة العربية. إن تقييم سياسات الولايات المتحدة في هذا الاستطلاع قد شهد مزيدًا من التدهور، وقد يكون مرد التقييم السلبي المتزايد انعكاسًا لتقييم إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب في المنطقة.

الاعتراف بإسرائيل

أما على صعيد الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، فإن النتائج أظهرت أنّ 88% من مواطني المنطقة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل، وفسّر الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل موقفهم بعددٍ من العوامل والأسباب؛ معظمها مرتبطٌ بالطبيعة الاستعمارية والعنصرية والتوسعية لها.

وتُظهر النتائج أنّ آراء المواطنين الذين يرفضون الاعتراف بإسرائيل لا تنطلق من مواقف ثقافية أو دينية. ومن الجدير بالذكر أن الرأي العام بحسب أقاليم المنطقة العربية متوافق على رفض الاعتراف بإسرائيل.

منصات التواصل الاجتماعي

يتزايد استخدام الإنترنت، إذ أفاد 26% من المستجيبين أنّهم لا يستخدمون الإنترنت مقابل 73% قالوا إنّهم يستخدمونها، وإنّ 86% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على «فيسبوك»، و43% لديهم حساب على «تويتر»، و26% لديهم حسابات على «إنستغرام».

ويقوم 72% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي باستخدامها للحصول على أخبار ومعلومات سياسية، و34% يستخدمونها بشكل يومي لأكثر من مرة، و57% من أصحاب الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمونها للتعبير عن رأيهم في أحداث سياسية، و21% يستخدمونها يوميًا أو عدة مرات في اليوم، و53% يستخدمونها للتفاعل مع قضايا سياسية، و19% يستخدمونها يوميًا أو عدة مرات في اليوم.

التنظيمات المتطرفة و«داعش»

أظهرت نتائج المؤشر العربي أنّ الرأي العام العربي شبه مجمعٍ، بنسبة 88% من المستجيبين، على رفض التنظيمات المتطرفة مثل تنظيم «داعش»، مقابل 3% أفادوا أنّ لديهم نظرةً إيجابيةً جدًا، و2% لديهم نظرة إيجابية إلى حدٍ ما تجاهه. وإنّ الذين يحملون نظرةً إيجابيةً نحو تنظيم «داعش» لا ينطلقون من اتفاقهم مع ما يطرحه التنظيم من موقفٍ وآراء ونمط حياةٍ، إذ إنّ نسبة الذين يحملون وجهة نظر إيجابية نحوه بين المؤيدين لفصل الدين عن السياسة شبه متطابقة مع النسبة عند الذين يعارضون ذلك. يعكس هذا بشكل جليٍ أنّ من يحمل وجهةَ نظرٍ إيجابية نحو «داعش» ينطلق من موقفٍ سياسي مرتبطٍ بتطورات الأوضاع في المنطقة العربية والإقليم.

ويعد هذا الاستطلاع، في دورته السابعة، أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة العربية؛ سواء أكان ذلك من خلال حجم العينة، أم عدد البلدان التي يغطيها، أم محاوره، وشارك في تنفيذه 900 باحث وباحثة، واستغرق ذلك نحو 69 ألف ساعة، وقطع الباحثون الميدانيون أكثر من 820 ألف كيلومتر من أجل الوصول إلى المناطق التي ظهرت في العينة في أرجاء الوطن العربي. ولغايات المقارنة، فقد صُنفت بيانات البلدان المستطلعة بحسب أقاليم الوطن العربي الجغرافية، وهي: المغرب العربي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس. وادي النيل: مصر، والسودان. المشرق العربي: فلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق. الخليج العربي: السعودية، والكويت، وقطر.