الاقتصادية

الاقتـصــــاد الأمــريـكـي يتعـافــى.. والــبـطـــــالـــة تــتـفـــشـــى

02 أكتوبر 2020
02 أكتوبر 2020

واشنطن (أ ف ب)- واصلت المضيفة كريستين لامبيريس العمل بعدما خسر زوجها وظيفته عندما تسبب فيروس كورونا المستجد بإغلاق الأعمال التجارية في أنحاء الولايات المتحدة، لكن ما لبثت أن وجدت نفسها ه أيضاً بلا عمل.

وقالت لامبيريس، الموظفة في شركة الخطوط الجوية المتحدة (يونايتد ايرلاينز) والعضو في نقابة مضيفي الطيران: «نشعر كلانا بالكثير من الخوف، لا أريد أن أعيش على مساعدات البطالة ولا أريد أن آخذ الأموال من أشخاص آخرين».

ومهّد انقضاء مهلة تقديم مساعدات فيدرالية لإنقاذ الوظائف هذا الأسبوع لجولة ثانية من التسريحات في أكبر قوة اقتصادية في العالم، حيث تسبب كوفيد-19 بخسارة عشرات الملايين وظائفهم.

لكن إحصاء لوزارة العمل يؤكد أن 800 ألف وظيفة أضيفت إلى الاقتصاد في سبتمبر بينما تراجع معدل البطالة إلى 8.2 في المائة، على الرغم من أنه سيكون مبنيا على بيانات تم الحصول عليها قبل عمليات التسريح التي تمّت هذا الأسبوع.

وسيكون التقرير الأخير قبل أن يواجه الرئيس دونالد ترامب منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات نوفمبر، ويأتي في وقت يجد الاقتصاد الأمريكي نفسه عند مفترق طرق بعد ستة أشهر على تفشي الوباء.

وبدأت قطاعات أساسية بالتعافي من صدمة فيروس كورونا المستجد وإن كانت التسريحات لا تزال أمرا معتادا، لكن مع وصول النواب في واشنطن إلى طريق مسدود بشأن زيادة الإنفاق لتحفيز الاقتصاد، بات السؤال الآن إن كان التقدّم سيكون مستداما.

وعلّق الخبير في اقتصاد الشركات روبرت فريك من اتحاد القوات البحرية الائتماني على التقرير المرتبط بالتوظيف قائلا «حتى بدون تحفيز، يمكننا تحقيق مكاسب أفضل مما يتوقعه الناس».

لن تعوّض

وأدت تدابير الإغلاق التي بدأت في مارس لوقف تفشي كوفيد-19 إلى ارتفاع معدلات البطالة إلى 14.7 في المائة في أبريل، على الرغم من أنها تراجعت مذاك. وساهم إقرار الكونجرس حزمة مساعدات بقيمة 2.2 ترليون دولار (قانون كيرز) في مارس في الحد بعض الشيء من الخسائر. ومُنحت شركات الطيران التي تضررت بشكل كبير من تراجع الطلب على السفر مساعدات مقابل مواصلة دفع رواتب الموظفين حتى نهاية سبتمبر. كما دعم قانون كيرز إنفاق المستهلكين عبر تقديم مساعدات مالية قدرها 600 دولار إضافية كل أسبوع للموظفين العاطلين عن العمل، وهي مساعدة مالية كبيرة للموظفين ذوي الدخل المنخفض. وقال نشوان كوبر، الذي تم تسريحه من عمله في حديقة أتلانتا للحيوانات عندما ضرب الوباء: «كنت أحصل على تعويضات بطالة كل أسبوع تعادل الدخل الذي كنت أحصل عليه كل أسبوعين من عملي في حديقة الحيوانات».

لكن فشل الكونجرس وإدارة ترامب في الاتفاق على تمديد الدفوعات الإضافية التي انقضت مهلتها نهاية يوليو، خفض المساعدات التي كان يحصل عليها كوبر إلى 160 دولارا في الأسبوع، وهو مبلغ يقول إنه بالكاد يكفي لتسديد الفواتير.

واستأنف الديمقراطيون والجمهوريون مفاوضاتهم هذا الأسبوع لكن يبدو ذلك متأخرا كثيرا بالنسبة لشركات الطيران التي راقبت مرور مهلة 30 سبتمبر دون الحصول على المساعدات التي سعت إليها من الكونجرس. وأعلنت الخطوط الجوية الأمريكية مذاك أنها ستسرّح 19 ألف موظف بينما أعلنت الخطوط الجوية المتحدة عن قرارها تسريح 13 ألفا.

وتتوقع لامبيريس، التي تعيش في كاليفورنيا على مقربة من ديزني لاند أنه سيكون عليها التنافس على الوظائف مع نحو 28 ألف شخص أعلنت مدينة الألعاب هذا الأسبوع عن قرار تسريحهم.

وقالت: «لا أعتقد أن الوظيفة ستكون كما أرغب. لن تعوّض عن الراتب الذي كنت أتقاضاه بكل تأكيد».

مؤشرات أمل

ويحذّر محللون من أن الجمود الذي طرأ على خطة التحفيز سيؤثر على الاقتصاد الأمريكي في نهاية المطاف.

وأظهرت بيانات وزارة العمل أنه تم تسجيل 837 ألف طلب جديد للحصول على مساعدات بطالة الأسبوع الماضي، وهو رقم لا يزال أعلى من ذاك الذي سُجل في أسوأ أسبوع مر على الأزمة المالية (2008-2010).

لكن فريك قال: إن مؤشرات على غرار ازدياد الطلبات لتأسيس أعمال تجارية جديدة والبيانات المرتبطة بحجوزات المطاعم ومبيعات السيارات والسفر تكشف عن تعافي بعض القطاعات، وهو أمر يجلب معه الوظائف.

وقال: «من بين الأمور التي أعتقد أنها تفوت الخبراء الذين يضعون التوقعات هي مسألة مدى الابتكار في الاقتصاد».

وكانت جورجيا بين أولى الولايات التي أعادت تشغيل اقتصادها بعد الإغلاق. وأشار كوبر إلى أنه عثر على العديد من الشواغر خصوصا في مجال بيع التجزئة.

وقال «لست في حالة استرخاء، لا أجلس مرتاحا وأقول إنني لا أحتاج إلى العمل». وسيجري كوبر مقابلة عمل الأسبوع المقبل، لكنه قال: «في حال لم تنجح، فسأواصل البحث عن وظيفة».