1516627
1516627
العرب والعالم

منظمة الصحة : العالم وصل إلى «نقطة مؤلمة» بتسجيل نصف مليون وفاة في 3 أشهر

29 سبتمبر 2020
29 سبتمبر 2020

100 مليون جرعة إضافية من اللقاح ضد كوفيد-19 للبلدان الفقيرة -

عواصم وكالات: - أعلن تحالف اللقاحات (غافي) المتعاون مع منظمة الصحة العالمية الثلاثاء تخصيص 100مليون جرعة إضافية من اللقاح المستقبلي ضد كوفيد-19 للبلدان الفقيرة. وفي مطلع أغسطس، أعلن تحالف «غافي» ومؤسسة بيل وميليندا غيتس التعاون مع معهد «سيروم إنستيتيوت أوف إنديا»، أكبر مصنع للقاحات في العالم لناحية عدد الجرعات، لتسليم 100 مليون جرعة.

وستباع اللقاحات بسعر لا يتعدى ثلاثة دولارات للجرعة الواحدة، مع إمكان الحصول على جرعات أكثر.

وتطور هذا اللقاح مختبرات «أسترازينيكا» السويدية البريطانية و«نوفافاكس» الأميركية، على أن تصنع لاحقا في معهد «سيروم إنستيتيوت أوف إنديا» الذي سيسلمها إلى تحالف أطلقته منظمة الصحة العالمية للحصول على لقاح ضد كوفيد-19 باسم «كوفاكس» (كوفيد-19 فاكسين غلوبل أكسس).

وسيسمح هذا التعاون للمعهد الهندي بزيادة قدراته الإنتاجية منذ الآن للتمكن من توزيع جرعات اللقاح إلى البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل فور حصول لقاح أو أكثر على التصاريح اللازمة والموافقة المطلوبة من منظمة الصحة العالمية، في النصف الأول من العام المقبل على أقرب تقدير.

وفي إطار هذا التعاون، سيكون اللقاح المحتمل من «أسترازينيكا» متوافرا في 61 بلدا، فيما ذلك المطور من «نوفافاكس» سيصبح متوافرا في البلدان الـ92 المدعومة من آلية «كوفاكس».

وأكد المدير العام لتحالف اللقاحات «غافي» سيث بيركلي أن «أي بلد، سواء كان غنيا أم فقيرا، يجب ألا يُترك في أسفل القائمة في ما يتعلق باللقاحات ضد كوفيد-19». كذلك، قال المدير العام لمعهد «سيروم إنستيتيوت أوف إنديا» أدار بوناوالا «في هذه المرحلة، من المهم أن تتحد الحكومات والمؤسسات الصحية والمالية العالمية من القطاعين العام والخاص، للحرص على عدم إقصاء أي طرف».

وآلية «كوفاكس» جزء من الإجراءات العالمية المتخذة من الأمم المتحدة لتسريع النفاذ المنصف إلى أدوات مكافحة كوفيد-19. غير أن الأمم المتحدة لم تحصل سوى على 3 مليارات دولار من أصل 38 مليارا كانت قد طلبتها.

وفي هذا الإطار، تعهدت «أسترازينيكا» في يونيو توزيع 300 مليون جرعة لتحالف «غافي»، إضافة إلى الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عن طريق المعهد الهندي.

وحددت منظمة الصحة العالمية هدفا لها يقضي بتوفير ملياري جرعة لقاح بحلول نهاية 2021، في وقت أودى وباء كوفيد-19 بما يزيد عن مليون شخص حول العالم منذ ظهوره للمرة الأولى في الصين نهاية العام الفائت.

الوفيات تجاوزت حاجز المليون

كشف إحصاء لوكالة أنباء عالمية أن وفيات مرض كوفيد-19 في مختلف أرجاء العالم تجاوزت حاجز المليون الثلاثاء لتصل بذلك إلى نقطة مؤلمة في الوباء الذي أضر كثيرا بالاقتصاد العالمي وأثقل كاهل الأنظمة الصحية وغيّر الطريقة التي يعيش بها الناس.

وارتفع عدد الوفيات الناجمة عن المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد هذا العام إلى ضعف عدد من يموتون سنويا بالملاريا وزاد خلال الأسابيع الأخيرة مع تزايد الإصابات في عدد من الدول.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في بيان «وصل عالمنا إلى نقطة مؤلمة».

وأضاف «يجب ألا تغيب عن بالنا أبدا كل روح بشرية. كانوا آباء وأمهات.. زوجات وأزواجا.. إخوة وأخوات.. أصدقاء وزملاء».

وتضاعف عدد وفيات كورونا من نصف مليون في ثلاثة أشهر فقط، وهو معدل وفيات آخذ في التسارع منذ تسجيل أول حالة وفاة بالمرض في الصين في مطلع يناير. ويموت ما يربو على 5400 حول العالم كل 24 ساعة، وفقا لحسابات رويترز بناء على متوسط الوفيات حتى الآن في سبتمبر.

ويعادل هذا نحو 226 وفاة في الساعة أو وفاة كل 16 ثانية. فخلال مشاهدة مباراة كرة قدم مدتها 90 دقيقة، يموت 340 في المتوسط.

الإصابات في ازدياد وتمثل الولايات المتحدة والبرازيل والهند حوالي 45 بالمائة من جميع وفيات كوفيد-19 على مستوى العالم.

ورفعت الدول الثلاث تدابير التباعد الاجتماعي في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الاثنين «ينبغي على الشعب الأمريكي توقع زيادة الحالات في الأيام المقبلة». وبلغ عدد وفيات كورونا في الولايات المتحدة 205132 حالة والإصابات 7.18 مليون بحلول ساعة متأخرة من مساء الاثنين.

وفيات كورونا أقل من الإجمالي الفعلي

وتمثل الوفيات في أوروبا نحو 25 %من حالات الوفاة بالمرض في العالم. وحذرت منظمة الصحة العالمية من تفش مثير للقلق في غرب أوروبا قبل أسابيع قليلة من موسم الإنفلونزا. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوباء لا يزال بحاجة إلى تدخلات كبيرة للسيطرة عليه وسط زيادة الإصابات في أمريكا اللاتينية، حيث بدأت دول عديدة استئناف الحياة الطبيعية.

من جانبه قال مايك رايان مسؤول بمنظمة الصحة العالمية الاثنين إن العدد الرسمي لوفيات فيروس كورونا على مستوى العالم ربما يكون أقل من الإجمالي الفعلي، مما يشير إلى أنه قد يكون بالفعل أكثر من مليون وفاة.

وأضاف مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ بالمنظمة، في إفادة صحفية بجنيف «الأرقام المُبلغ عنها حاليا ربما تمثل تقديرا أقل من الأفراد الذين إما أصيبوا بكوفيد-19 أو توفوا بسببه».

ومضى يقول «عندما تحسب أي شيء، لا يمكنك أن تحسبه بشكل مثالي، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أن الأرقام الحالية من المحتمل أن تكون أقل من الإجمالي الفعلي لكوفيد».

اكتشاف وباء كوفيد-19 في 30 دقيقة

تطوّر شركة صينية «أسرع آلة في العالم» لاختبارات فيروس كورونا وتخطط لغزو أوروبا وأميركا.

في أحد مختبرات بكين، تأخذ عاملة ترتدي معطفا زهري اللون عينة مأخوذة من الجهاز التنفسي لأحد الأشخاص تضيف إليها الكواشف وتضعها في جهاز أبيض وأسود بحجم طابعة.

وهذه الآلة التي أطلق عليها «فلاش 20» بكلفة 300 ألف يوان (38 ألف يورو والتي يمكنها التعامل مع 4 عينات في الوقت نفسه، تكشف وجود فيروس كورونا من عدمه.

تصدر نتيجتها خلال نصف ساعة ويتلقاها الشخص الذي خضع للاختبار مباشرة على هاتفه.

وقالت سابرينا لي مؤسسة شركة «كويوتي» المطورة للجهاز ورئيستها التنفيذية «يمكن استخدام الآلة في المستشفيات في قسم الطوارئ. على سبيل المثال، عندما يتوجّب على جريح الخضوع لعملية جراحية. يمكن بسرعة تحديد إذا ما كان مصابا بالعدوى أم لا».

وأكّدت هذه الطالبة السابقة في الولايات المتحدة البالغة من العمر 38 عاما والتي أسّست شركتها في العام 2009 «إنها في الواقع أسرع آلة في العالم لاكتشاف فيروس كورونا المستجد».

في الصين، تستخدمها سلطات المطار للتحكم بالمسافرين القادمين من الخارج.

كما تستخدمها السلطات الصحية منذ أشهر بهدف اختبار سكان الأحياء الخاضعة للحجر الصحي بسبب كوفيد-19.

تؤكد الصين حيث ظهر الوباء للمرة الأولى، أنها نجحت في مواجهة الجائحة من خلال تدابير الحجر الصحي الصارمة ووضع الكمامات ومتابعة المصابين والمخالطين لهم.

لكن الوباء ما زال ينتشر بشكل كبير في أماكن أخرى في العالم. فقد تجاوز عدد الوفيات عتبة المليون الاثنين.

يعد اكتشاف العدوى من بين الطرق الأكثر فعالية للتحكم بالفيروس. وتعتبر فحوص الـ«بي سي آر» الأكثر دقة إلا أن نتائجها تحتاج إلى وقت طويل لتظهر.

لذلك، يتحتم استخدام وسائل أخرى.

«اختبارات ترامب»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين توزيع 150 مليون فحص سريع في الولايات المتحدة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ في غضون 15 دقيقة، وهي طريقة مماثلة لاختبارات الحمل وأسرع بكثير من الفحوص المخبرية المستخدمة منذ بداية الوباء وإن كانت أقلّ دقّة منها.

ومنذ شهور يضغط خبراء الصحّة العامّة في الولايات المتّحدة لاستخدام هذا الفحص السريع والرخيص والذي يسمح للمرء بأن يفحص نفسه بنفسه مرات عدّة في الأسبوع، حسب الحاجة، وأن يحصل على النتيجة في غضون دقائق، معتبرين أنّ الفحص المخبري الفائق الدقّة الذي لا تُعرف نتيجته إلا بعد خمسة أو سبعة أيام يصبح عملياً عديم الفائدة لأنّ مرحلة الذروة في انتقال العدوى تكون في العادة قد مرّت والمرض تفشّى.

ومع أنّ هذا الفحص أقلّ دقّة من الفحوصات المخبرية التقليدية «بي سي آر» (تفاعل البلمرة المتسلسل) ما يعني أنّه لن يكتشف عدداً معيّناً من الإصابات، إلا أن هؤلاء الخبراء يؤكّدون أنّه في ما يتعلق بالصحّة العامة، فهو أكثر فاعلية لأنّه يتيح إجراء أعداد مضاعفة من الاختبارات وبالتالي يمكّن في المحصّلة من اكتشاف أعداد أكبر بكثير من الإصابات.

كذلك فإنّ الفحص السريع يوفّر وقتاً ثميناً للغاية بالمقارنة مع الفحص المخبري التقليدي، إذ إنّ قدرة المصاب على نقل العدوى لسواه غالباً ما تكون في أوجها في بداية فترة الإصابة وهي الفترة التي يعتبر فيها عزل المصابين أمراً حاسماً للحدّ من تفشّي الوباء.

ومن حديقة البيت الأبيض قال ترامب وقد وقف إلى جانبه رئيس شركة آبوت التي ابتكرت الفحص إنّ «50 مليون فحص ستذهب لحماية المجتمعات الأكثر ضعفاً».

وأضاف أن الأولوية ستكون لمعلّمي المدارس ودور رعاية المسنّين والجامعات التي تخدم تاريخياً السود والسكان الأصليين.

وكانت شركة آبوت حصلت في نهاية أغسطس بصورة عاجلة على ترخيص بتسويق هذا الفحص، الوحيد من نوعه حتى اليوم في الولايات المتحدة.

وكانت منظمة الصحّة العالمية أعلنت في وقت سابق من نهار الاثنين عزمها تزويد الدول الأكثر فقراً في العالم بـ120 مليون فحص سريع خلال الأشهر الستّة المقبلة.

وفي الولايات المتّحدة لن يكون الفحص السريع الذي أطلق عليه اسم «بايناكس ناو» متوفّراً في الصيدليات لشرائه من قبل العامّة، بل سيتولّى مهمة إجرائه متخصّصون في القطاع الصحّي أو موظفون مدربون ووفقاً لأولويات يحدّدها حكّام الولايات.

«500 ألف اختبار فعال»

ويؤكّد المسؤولون في «كويوتي» أن «فلاش 20» ليست سريعة فحسب بل موثوقة أيضا.

بين فبراير و يوليو، أجرت السلطات الصينية 500 ألف اختبار فعال. تبيّن أن نتائجها (سلبية كانت أو إيجابية) متطابقة بنسبة 97 في المائة مع اختبارات «بي سي آر» التقليدية.

وإضافة إلى المصادقة التي حصلت عليها الآلة في الصين، نالت «فلاش 20» مصادقة الاتحاد الأوروبي وأستراليا.

وتأمل الشركة المطورة للجهاز في الحصول على مصادقة الإدارة الأميركية للغذاء والدواء (إف دي إيه) ومنظمة الصحة العالمية.

وفي الوقت نفسه، يتم اختبار آلتين للحصول على المصادقة الطبية في المملكة المتحدة.

وتقول الشركة إن هناك «مفاوضات» أيضا مع جهات فرنسية لشرائها.

لكن هل ستكون البلدان المتطورة مهتمة بمنتج صيني؟ وأوضح زانغ يويبانغ المسؤول التقني في شركة «كويوتي»، «صحيح أنه من الناحية التكنولوجية الدول الغربية متقدمة أكثر من الدول الآسيوية وخصوصا من الصين».

لكن وباء «سارس» الذي انتشر بين 2003 و2004 أحدث صدمة في البلاد ما أدى إلى «إعادة تنظيم» هذا القطاع الذي حقق تقدما ملحوظا من ناحيتي البحث والتطوير.

وأضاف زانغ «لذلك بمجرد ظهور كوفيد-19، تمكّنا من تصوّر هذه الآلة وطرحها في الأسواق بسرعة».

وناهيك بالسرعة والدقة لـ «فلاش 20»، يتمتع هذا الجهاز بسهولة الاستخدام، إذ يمكن لأي كان التحكم به بخلاف الاختبارات التقليدية التي تحتاج إلى أن يقوم بها شخص متخصص.

إلا أن العقبة الوحيدة التي يمكن أن تواجه «كويوتي» هي كمية الإنتاج. فالشركة لا يمكنها إنتاج إلا 500 وحدة في الشهر الواحد. لكنها تعمل على مضاعفة هذا العدد بحلول نهاية العام.

نسبة الوفيات المتدنية لدى الأطفال

سجلت الولايات المتحدة رسميا 277285 إصابة بفيروس كورونا المستجد لدى الأطفال بين سن 5 أعوام و17 منذ مارس، مع 51 وفاة، على ما أظهرت دراسة للسلطات الصحية الأميركية هي الأكثر اكتمالا في الموضوع، في وقت تفكر المدارس في إعادة التلامذة إلى الصفوف.

فبين الأول من مارس و19 سبتمبر، بلغت نسبة الوفيات المؤكدة بالفيروس لدى الأطفال في سن الدراسة في الولايات المتحدة 0,018 %، وفق هذه الدراسة التي نشرتها المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) الاثنين.

وبما أن عدد الحالات المؤكدة، للأطفال والبالغين على السواء، بعيد جدا عن عدد الإصابات الفعلي في ظل وجود حالات كثيرة من دون خطورة لم يخضع أصحابها لأي اختبارات، فإن الأرقام الجديدة تؤكد أن نسبة الوفيات الفعلية جراء فيروس كورونا متدنية للغاية لدى أفراد هذه الفئة العمرية، مقارنة مع البالغين وبالأخص مع المسنين.

وفي تحليل آخر نشرته على موقعها الإلكتروني في العاشر من سبتمبر، اعتبرت مراكز «سي دي سي» أنه وبحسب السيناريو الأكثر ترجيحا، كانت نسبة الوفيات من الإصابات المؤكدة تبعا للفئة العمرية 0,003 % (0-19 سنة)، و0,02 % (20-49 سنة) و0,5 % (50-69 عاما) و5,4 % (70 عاما وما فوق).

ولدى الأطفال، يُسجل فارق لافت بين الأشخاص فوق 11 عاما ومن هم دون هذه السن، بحسب دراسة «سي دي سي». فقد كانت نسبة الإصابات مضاعفة لدى الأطفال بين 12 عاما و17، مقارنة مع أولئك الذين يراوح عمرهم بين 5 سنوات و11.

كذلك يؤكد التحليل أن أفراد الأقليات هم الفئة الأكثر تضررا بالفيروس في البلاد: إذ إن 42 % من الأطفال المصابين كانوا من المتحدرين من أصول أميركية لاتينية، و32 % من البيض و17 % من السود.

ومن أصل 277 ألف حالة، أُدخل 3240 مصابا إلى المستشفى بينهم 404 إلى وحدة العناية الفائقة، مع تسجيل 51 وفاة.

وبصورة عامة، أظهرت دراسات عدة في الولايات المتحدة أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بأشكال خطيرة من كوفيد-19 مقارنة مع البالغين، رغم أنهم ليسوا محصنين تماما.

ويستمر الجدل العلمي لفهم ما إذا كان الصغار يصابون بالدرجة عينها كالبالغين بالمرض أم بدرجة اقل. وخلص تحليل نشرته مجلة «جاما بيدياتريكس» الأسبوع الماضي جمع القائمون عليه بيانات من 32 دراسة في الموضوع، إلى أن الأطفال والمراهقين دون سن العشرين كانوا في الواقع أقل عرضة بنسبة 44 % للإصابة بالمرض. إلا أن التحليل عينه لم يستطع الجزم ما إذا كان الأطفال ينقلون العدوى بالقدر عينه كالبالغين أم بنسبة أقل.