oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

في وداع الأمير الإنسان

29 سبتمبر 2020
29 سبتمبر 2020

ببالغ الحزن والأسى تلقت الإنسانية أمس نبأ وفاة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - ذلك المصاب الجلل الذي ألم ليس بالكويت وحدها بكل دول المنطقة والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، لأمير طالما عرف بأدواره الإنسانية وحكمته وخبرته الدبلوماسية الطويلة التي امتدت لسنوات طويلة ما جعلها استثنائية بكل المقاييس.

لقد كان للفقيد علاقة خاصة بالسلطنة وقيادتها في ظل وشائج قوية تربط بين البلدين الشقيقين، في ظل وحدة المصير والأهداف المشتركة، وكان للشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - علاقة مميزة وصداقة لا تتكرر مع السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - تشهد على العديد من المعاني الأخوية والروح التي تحفل بالشأن الإنساني وبناء عالم واحد يسوده التآلف والإخاء، هذه العلاقة التي امتدت بذات المتانة والوشيجة القوية مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وتتواصل مع القيادة الجديدة لدولة الكويت سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

ويضع العمانيون تقديرًا كبيرًا في قلوبهم لفقيد الأمة، في ظل تلك العلاقة القائمة على المحبة الأخوية الكبيرة التي لا تحتاج إلى تأكيد أو بذل السطور لإيضاحها، وكان للراحل محبة وتقدير ومكانة كبيرة في القلوب اكتسبها من خلال شخصيته الأصيلة وروحه النقية وحرصه على تعزيز العلاقات الصادقة مع الدول والشعوب بما يجعل لبلاده في مصاف التقدير والاحترام لدى الآخرين، وتشهد بذلك الأدوار العظيمة له في مسيرة دول مجلس التعاون وحرصه الدائم على تماسك هذا الصرح الخليجي، بالإضافة إلى جهوده الحثيثة والمخلصة التي يدركها الجميع التي قامت على نصرة القضايا الإنسانية على المستوى العربي والعالمي، والعمل على كل ما من شأنه أن يوحد الشعوب ويرقي العلاقات والمنافع المشتركة.

لقد كان للفقيد ذلك الدور الجلي في نهضة دولة الكويت ومواصلة مسيرة التنمية والنماء والازدهار في بلده، فخلال سنوات حكمه عاشت الكويت استقرارًا وتطورًا في مجمل الأصعدة واستفادت من مواردها في ظل المضي في تحديث وتطوير التعليم وجميع الخدمات في خدمة الإنسان الكويتي.

حكم الأمير الراحل في فترة شهدت فيها المنطقة العديد من الأحداث، لاسيما التوترات التي كانت تنذر في بعض المرات بالحرب، فعمل جاهدًا على إطفاء أي نزاع محتمل وظل يؤكد على العمل بجميع السبل لاحتواء التصعيد والوصول إلى الحلول السلمية بما يجنب المنطقة غياب الاستقرار.

كل هذه الجهود الملموسة بالإضافة إلى التحديات الأخيرة التي مر بها العالم جراء جائحة كورونا، وغيرها من الأدوار والإنجازات تشهد لذلك الأمير الإنساني العظيم، الذي بفقده نودع اليوم قائدًا ملهمًا يضاف رصيده في سجل التاريخ، في سعيه المشهود للخير والسلام والمحبة، والتضامن بين مختلف شعوب العالم بما يعزز التقارب والتآلف من أجل سعادة الجميع. ندعو الله أن يتغمد الفقيد برحمة واسعة ولا حول ولا قوة إلا بالله، والعزاء لشعب الكويت وللأمة في هذا الفقد الكبير.