الثقافة

«ابن الجنيّة» رواية تحتفي بالتاريخ وتُلامس الخرافة

28 سبتمبر 2020
28 سبتمبر 2020

الجزائر - العمانية: صدرت عن دار ساجد للنشر والتوزيع، رواية «ابن الجنيّة» للكاتب عبدالحميد مشكوري الذي سبق أنّ قدّم للقارئ إصدارات من بينها مجموعتان شعريتان هما «أنين الأجراس»، و«نزيف البوح للوطن».

تحكي الرواية، التي تلامس الخرافة والخيال في الكثير من أحداثها، جانبا من معاناة الجزائريين أثناء فترة الاستعمار الفرنسي (1830-1962).

وتبدأ أحداث الرواية عام 1889 وتنتهي ما بعد الحرب العالمية الأولى، وتروي الموروث الثقافي والحضاري والاجتماعي وحتى الاقتصادي لعرش بني عبدان، وعبدان هو اختصار لـ«عبد الرحمن»، إحدى القبائل البربرية-الأمازيغية.

وبطل الرواية شابّ وُلد في تلك البيئة، ودفعت به الظروف إلى جبهة قتال بين فرنسا وألمانيا، في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل ضمن ما يُسمّى تاريخيًّا «التجنيد الإجباري»، ليعود هذا الشاب إلى مسقط رأسه، وأثناء العودة، تقع له أحداثٌ غريبة تدخل في إطار ما كان متداولا من خرافات عن الجن وكنوزها المدفونة تحت الأرض، والتي يزعم المشعوذون أنهم يستطيعون استخراجها. ويصف الروائيّ العمل البطولي الذي أقدم عليه بطل الرواية «المسعود»، الذي استطاع أن يحمي كنوزا كانت مدفونة تحت بركة في المنطقة.

وعندما عاد إلى منطقته، عاد مجنونا، وقوبل بالاحتقار والامتهان، وسُلب منه اسمُه الحقيقي ليُسمّى «ابن الجنيّة». وتتطوّر الأحداث سريعا، حيث يُتوفى «المسعود» في ظروف غامضة، وتظهر روحه الشريرة في شكل شخصية حقيقية، وتقوم باستدراج الأشخاص الذين أساءوا له لزرع الرعب في نفوسهم. يقول الكاتب في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إنّه اختار لروايته عنوان «ابن الجنيّة» انطلاقا من ثقافة البيئة التي وُلد فيها البطل، حيث كان يُعتقد أنّ الجن يتواصل مع الإنس مباشرة، وخاصة مع النساء، وأنّ أم «المسعود»، كانت لها جارة جنيّة، تظهر لها أحيانا على شكل امرأة، وأحيانا أخرى على شكل ضفدعة، وهي نفسها الجنيّة التي أرضعت «المسعود» مع ابنتها عند ولادتهما، لأنّ والدة البطل أُصيبت بمرض شديد منعها من إرضاع ابنها وابنتها. ويكشف الكاتب في سياق الأحداث، شخصية المشعوذ الذي التقى «المسعود» بالصدفة، وهو الذي كان السبب في دخول بطل الرواية إلى عالم الجن مضحّيًا بنفسه من أجل حماية الكنز المدفون في أرض عشيرته، لينال بذلك احترام الجن وتقديرهم.

وتعكس الرواية التي تموج بالأحداث والمواقف الإنسانية، الموروث الشعبي والثقافي للمنطقة التي كانت مسرحًا لتلك الأحداث والوقائع المثيرة.