1515476
1515476
المنوعات

الوجوه العمانية في الإعلانات التجارية تظهر بكثافة بعد غياب!

27 سبتمبر 2020
27 سبتمبر 2020

عابد مراد البلوشي نموذجا -

حاوره: عامر بن عبدالله الأنصاري -

الإعلانات التجارية هي أعمال فنية متنوعة، وفريدة ومبتكرة في أحيانٍ كثيرة، وطالما كانت الوجوه المشاركة في الإعلانات عاملا أساسيا في صناعة المحتوى الدعائي للشركات أو المؤسسات بمختلف أنواعها وشتى أهدافها.

وتلجأ الكثير من الشركات والمؤسسات - على المستوى المحلي أو الشركات العالمية التي لها فروع بالسلطنة- إلى مشاركة الوجوه العمانية في الإعلانات التجارية أو الإعلانات التوعوية، لتخاطب الجمهور العماني من خلال «ابن البلد» الأقرب إليهم بطبيعة الحال، ويلاحظ الجميع اليوم أن تلك الإعلانات تُشرك فيها الشباب العمانيين، إلا أن بعضها يوظف «الوجه الإعلاني» في غير محله، إذ يظهر الوجه الإعلاني غير العماني بملابس عمانية غير متقنة إطلاقا، فلا الدشداشة العمانية بتفاصيلها الدقيقة، ولا «المصر» العماني ملفوف بطريقة صحيحة، ما يعكس صورة مشوهة للزي العماني المتعارف عليه وعلى الأناقة التي تختص بها الأزياء العمانية، ولكن لم تعد تلك الملاحظة موجودة الآن، وهو أمر ملاحظ.

ولا نعني بطبيعة الحال أن تكون الإعلانات التجارية مقتصرة على العمانيين، إنما المقصود في الإعلانات التي تحتاج فيها الشركات إلى «مودل عماني»، وهذا ما تقوم به العديد من الشركات في السلطنة إذ تختار الشباب العمانيين في الإعلانات، وتفتح لهم أفق الإبداع والفرص الجميلة.

ومن الوجوه العمانية التي لها حضور في العديد من الأعمال التجارية الإعلانية والإعلانية التوعوية، عابد بن مراد البلوشي، إذ شارك في صناعة محتويات إعلانية لشركات متعددة، منها شركة «عمانتل»، و«بنك مسقط»، و «شركة الصفوة للألبان»، والعديد من الشركات التجارية والمؤسسات الخدمية مثل «شركة بيئة».

فكانت لنا هذه الوقفة معه للاطلاع على تجربته وكثير من الأمور الأخرى المرتبطة بمصطلح «المودل» أو بعبارة فصيحة «عارض أزياء»، رغم اختلاف طفيف في المصطلحين.

■ برأيك لماذا تتجه بعض الشركات إلى غير العمانيين لتمثيل دور العماني في إعلاناتهم، رغم سوء المظهر؟

طبعا لكل شيء بداياته، ففي بدايات عصر الإعلانات والتسويق في سلطنة عُمان كان مجالا جديداً، وأغلب المؤسسات كانت تتعامل مع شركات خارجية لصناعة محتوى إعلاني للسوق العماني، مما جعلهم يتعاملون مع أشخاص غير عمانيين، وغالبا من يصنع تلك الإعلانات من غير العرب، لذلك يصعب عليهم فهم البيئة والهوية العمانية، ولكن الوضع الآن شهد تغييراً ملحوظاً مع تطور التكنولوجيا، أصبحت هناك شركات محلية وعالمية تستقطب الآلاف من عارضي الأزياء والمؤثرين من داخل السلطنة للإعلان والتسويق عنها، ويتم الاختيار بناءً على الكفاءة والنزاهة والقدرة على إيصال الهدف من الإعلان من خلال تقمص الدور وإتقان الإيماءات والدور، والأجر أيضا قد يكون من أهم توجهات الشركات، إذ تسعى الشركات إلى تقديم عمل بأقل تكلفة وبالتالي قد ينجح العمل في إبراز الهوية العمانية أو العكس إذا ما استند الإعلان على الجانب المادي فقط.

■ إذا كان الأمر يتعلق بالتوفير المادي، هل مشاركة الشاب العماني تكلف الشركات الكثير؟

عن تجربة أرى أن الجانب الأهم للشركات سلوك الأفراد المعلنين، ومدى تقبلهم لفكرة «المودلنج» واستخدام إمكانيتهم لصنع محتوى إعلاني مناسب، ولا أنفي السبب المادي، ولكني لا أعتبره عذرا باستقطاب غير العمانيين لتقمص دور العماني، فالخيارات العمانية متاحة وبوفرة وبمختلف الأسعار التي تعتمد على خبرة «المودل» وإمكانياته وقدرته على أداء العمل بأكمل وجه، وعلى الشركة الدعائية اختيار ما يتناسب مع ميزانيتها.

■ ما هي بوجهة نظرك مقومات الوجه الإعلاني العماني؟

يتميز الوجه الإعلاني العماني عن غيره بقابليته لانعكاس الشخصية العمانية بأقصى تجلياتها، وذلك بسبب حبه وتمسكه بثقافة بلده وحرصه دائماً على إظهار صورة العماني في أبهى حلة من خلال اللبس العماني المتقن أو العمل الذي يقدمه، فترى أغلب الوجوه العمانية والتي وصلت للعالمية ما زالت محافظة على وجود الطابع العماني في أعمالها.

■ مصطلح «مودل» قد يواجهه البعض بنوع من الهجوم، فما تعريفك للمودل؟

■ «المودل» هو كل شخص يملك مظهرا لائقا وكاريزما جميلة، لبق ومرن في التعامل مع الآخرين ومبتكر أيضاً في إيصال الفكرة المطروحة عليه، ويمكن تسميته باللغة العربية بـ «عارض أزياء»، رغم اختلاف طفيف بينهما، فـ «المودلنج» يقدم إعلانات عامة مثل الساعات والسيارات والنظارات وغيرها من المنتجات، بينما عارض الأزياء متخصص فقط في دعايات الملابس، وينبغي على «المودلنج» أن يكون مطلعا على توجه سوق عارضي الأزياء محليا، خليجياً وعالمياً. وأهم من ذلك أن يملك ميزة تميزه عن غيره، قد تكون البنية الجسدية، اللغة، الموهبة، طريقة اللباس، أو إي شيء يميزهم، فلا يوجد معيار محدد لعارضي الأزياء محلياً أو عالمياً، فكل (مودل) لديه إمكانات تختلف عن الآخر، وطبعا الإعلانات لا تقتصر على البوسترات أو الصور، وهناك كذلك الإعلانات الفيلمية والصوتية والتفاعلية.

■ هل تواجه بعض الهجوم على منشوراتك المرتبطة بالإعلانات؟ وكيف تتصرف؟

مثل ما ذكرت سابقاً، قد يعتبر البعض بأن المجال جديد عليهم وعدم تقبلهم للفكرة، متسائلين «هل يليق برجل أن يكون عارض أزياء، إذ طالما ارتبطت المهنة بالنساء حسب الثقافة السائدة في مجتمعنا، وأنا أتفهم ذلك، فنحن في بدايات التطور الرقمي والتغييرات السريعة والانفتاح العملي في هذا المجال. وقد تحدث نقلة إيجابية في مجال التسويق قريباً، ومن خلال خبرتي في هذا مجال تعلمت بأن أتلقى الدرس من المعلم واستفيد من النصائح التي يقدمها المتابعون تحت منشوراتي، كي أتطور وأعرض أعمالا تبهج المشاهدين وتلقى استحسانهم وترقى بالذوق العام.

■ هل عمل المودل في الإعلانات، يفتح في نفسه باب الغرور؟

■ لا أظن ذلك، ولكنه بالطبع يزيد ثقة الشخص في نفسه ويقلل من الرهاب الاجتماعي، لأنه يتعامل مع الآلاف من الأشخاص يوميا، وصوره تكون منشورة في أغلب الأماكن، ويكون معروفاً لدى الكثير بأعماله أو هويته، ولا أرى سبباً للغرور، وبالعكس أراها فرصة ممتازة بأن يظهر المودل مبادئه الحسنة وهويته الاجتماعية لأن هنالك أشخاصا من فئات عمرية مختلفة تتابعه وتتأثر به.

■ كلمة أخيرة؟

اصنع من نفسك ما يميزك، وكل شخص منا شخص مميز، قد لا تجد نفسك عارض أزياء ولكنك بالتأكيد مميزٌ في مجال آخر، اكتشف ما يميزك واصنع من خلاله خريطة مستقبلك وكن أنت أول داعم لذاتك و ابدأ العمل من اليوم ولا تنتظر الفرصة المناسبة، لأنك أنت من يصنع الفرص!.