Untitled-1
Untitled-1
العرب والعالم

كورونا والتوتر بين الولايات المتحدة والصين يسيطران على اجتماع زعماء العالم

22 سبتمبر 2020
22 سبتمبر 2020

القمة الافتراضية للجمعية العامة للأمم المتحدة تنتهي بـ « خيبة أمل»

الأمم المتحدة -وكالات: سيطرت أزمة جائحة كوفيد-19 والتوتر بين الولايات المتحدة والصين على أعمال القمة الافتراضية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث اجتمع زعماء العالم ليلة أمس الأول عبر الإنترنت للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة الأممية.

وقال الرئيس الأميركي مخاطبا الأمم المتحدة في رسالة مسجلة عبر الفيديو في البيت الأبيض إنه يجب «محاسبة الصين على أفعالها»،

واتهم ترامب بكين بالسماح لفيروس كورونا الذي كرر وصفه بأنه «فيروس صيني»، «بالخروج من الصين وإصابة كل العالم» موضحا «مع بدء انتشار الفيروس، حظّرت الصين الرحلات الجوية الداخلية فيما سمحت للطائرات بمغادرة الصين».

وأضاف أن «الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية، أعلنتا خطأً أنه لا يوجد دليل على انتقال الفيروس بين البشر»، ليبرر انسحاب الولايات المتحدة من هذه الوكالة الأممية.

ووعد ترامب «بتوزيع لقاح» و»القضاء على الفيروس» و»إنهاء الوباء» لدخول «حقبة جديدة لم يسبق لها مثيل من الازدهار والتعاون والسلام».وأشاد بنفسه بصفته «صانع السلام». وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ «ما من دولة لها الحق في الهيمنة على شؤون العالم، أو التحكم في مصائر الآخرين، أو الاحتفاظ بمزايا التطوير لنفسها». وأضاف «كما أنه ليس مسموحا لأحد أن يفعل ما يشاء وأن يكون المهيمن أو المستأسد أو المتسيد على العالم. الانفراد مآله طريق مسدود». ولم ترد تصريحات الرئيس الصيني في مقطع الفيديو الذي سجله للاجتماع، لكنها جاءت ضمن بيان أطول قالت البعثة الصينية في الأمم المتحدة إنها سلمته للمنظمة الدولية.

وقالت شيريث نورمان شاليه نائبة السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة إن المنظمة برهنت بسبل كثيرة على أنها تمثل «تجربة ناجحة» لكن «هناك أيضا أسبابا تدعو للقلق». وأضافت «ظلت الأمم المتحدة طويلا تقاوم عمل إصلاح ذي معنى وتفتقر في أحيان كثيرة للشفافية وتخضع في أحوال عديدة لأجندة أنظمة شمولية ودكتاتورية»

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن «زيادة الخلاف» داخل المجتمع الدولي نجمت عن تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية لدول أخرى وفرضها عقوبات من طرف واحد، وتابع قائلا «خطوط التقسيم أنهكت العالم، تقسيم الدول إلى هم ونحن. مضيفا: العالم يحتاج إلى زيادة الدعم والتعاون المتعدد الأطراف».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن جائحة كورونا كشفت هشاشة العالم. وأضاف «اليوم، لدينا فائض من التحديات المتعددة الأطراف وعجز في الحلول المتعددة الأطراف».

وقال أمام قاعة الجمعية العامة شبه الخالية في نيويورك إنه في مواجهة وباء كوفيد-19، يحتاج العالم إلى «وقف إطلاق نار عالمي لوضع حد للصراعات «الساخنة» عبر القيام بكل ما يمكن لتجنب حرب باردة جديدة».وحذّر من أن «هذا مسار خطير جدا» منددا بالمنافسة الصينية الأميركية المتصاعدة.

وقال «حان الوقت لإعطاء دفع جديد للسلام والمصالحة. داعيا المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده، تحت قيادة مجلس الأمن، من أجل تحقيق وقف عالمي لإطلاق النار بحلول نهاية العام».

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن مصالح الأعضاء الفردية أجبرت «في كثير من الأحيان» الأمم المتحدة على التخلف عن مُثلها العليا. وقالت أمام الجمعية العامة «أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون أن يكونوا أفضل بمفردهم مخطئون. إن رفاهيتنا شيء نتشاركه.. ومعاناتنا أيضا. فنحن عالم واحد».

ومن بين التطورات الإيجابية، اشار الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان وسلطته الجديدة وأفغانستان مع بدء مفاوضات السلام بين كابول وحركة طالبان وسوريا حيث يسري وقف لإطلاق النار منذ أشهر عدة في منطقة إدلب (شمال غرب).

من جانبه، قال الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في كلمته إن بلاده كانت «ضحية واحدة من أكثر حملات التضليل وحشية في منطقة الأمازون وبانتانال»، حيث تشتعل الحرائق حاليا.

وعلى الرغم من عدم اندلاع حرب عالمية ثالثة تبنى الزعماء بيانا ليلة امس الأول يعترف بوجود «لحظات من خيبة الأمل». وأضاف البيان «كل هذا يدعو إلى تحرك أكبر، وليس أصغر». وطالب عدد من الزعماء بإصلاح الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، حيث يرون إنه من غير المنصف أن تستحوذ الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وحدها على سلطات حق النقض بصفة دائمة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «هيكل المجلس الذي يترك مصير أكثر من سبعة مليارات إنسان تحت رحمة خمس دول ليس عادلا ولا مستداما». ودعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو العالم لمكافحة «الهيمنة» و«الأفكار الإمبريالية» بينما حذّر وزير الخارجية الكوبي من «الخطر» الذي تشكله واشنطن للسلم الدولي. وجاء الحدث الخاص الذي انعقد قبيل الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة دون الحضور الفعلي لأي رئيس أو رئيس وزراء في نيويورك.