1510576_127
1510576_127
العرب والعالم

المشاركون يؤكدون: العالم يمر بمرحلة اضطراب غير مسبوقة.. والمنطقة العربية تحتضر!

16 سبتمبر 2020
16 سبتمبر 2020

التطبيع لا قيمية له ولن يجلب الاستقرار إذا لم ينل الشعب الفلسطيني حقوقه

بوادر ظهور عالم جديد متعدد الاقطاب المواجهة العسكرية بين الصين والولايات المتحدة غير مستبعدة غياب المشروع العربي الموحد

كتب: عبدالوهاب بن يحيى الهنائي:

أكد محللون وسياسيون في ندوة احتضنها النادي الثقافي (عبر الاتصال المرئي)، بعنوان (المتغيرات الدولية والسياسات الوطنية) مساء امس الاول، أن العالم يمر بمرحلة اضطراب غير مسبوقة، حيث يصعب التكهن بالتغيرات والتحولات السياسية الطارئة، مشيرين الى فتور العلاقات الامريكية الاوروبية، وصعود الدور الصيني والروسي في مقابل التراجع الامريكي في عهد ولاية الرئيس الحالي دونالد ترامب، وهو ما يأشر الى ظهور عالم جديد متعدد الاقطاب.

ونبه المشاركون على خطورة غياب المشروع العربي الموحد في مواجهة المشاريع الاقليمية التوسعية وعلى رأسها المشروع الاسرائيلي، كما أكدوا على أن التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في ظل عدم حصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم المنصوص عليها في القرارات الدولية، هو تطبيع لا قيمة له ولن يجلب السلام والاستقرار في المنطقة.

وبمشاركة نخبة من الكتاب والمحللين السياسيين، ناقشت الندوة عدة محاور رئيسية، كالاصطفافات الدولية الجديدة في ظل تراجع الدور الامريكي والصعود الصيني، كما تم التطرق الى الوضع الاقليمي والمشاريع السياسية المتجاذبة ومستقبل الصراع العربي الاسرائيلي، واختتمت الندوة بالحديث حول العلاقات العربية العربية والسياسات الوطنية للدول.

صعود الصين وتراجع أمريكيا

في البداية، تحدث الكاتب والاكاديمي الدكتور عبدالله باعبود، حول التغيرات السياسية التي يشهدها العالم بالقول، أن العالم يتغير بصورة غير نمطية، وهناك قوى غير تقليدية بدأت تظهر، مؤكدا أن معادلة القطب الواحد ذاهبة الى زوال، حيث سيشد العالم تعدد للاقطاب والقوى، مشيرا الى ان الصين كقوة اقتصادية - حيث غزت منتجاتها كل الاسواق العالمية - هي إحدى تلك القوى، حيث أن لدى بكين الرغبة الجامحة والطموحات الكبيرة لفرض هيمنتها الاقتصادية في المقام الاول، مشيرا الى أن ليس للصين أي ماض استعماري ولكن من المؤكد أن تعزز لاحقا قدراتها وحضورها العسكري لحماية مصالحها حول العالم.

كما لفت باعبود، الى أن الهند هي الاخرى مرشحة للصعود الى مصاف الدول العظمى، حيث لديها كل الامكانيات والمعطيات التي تأهلها لذلك، ديموغرافيا وتكنولوجيا وموارد بشرية مؤهلة.

أما الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسن مدن - مملكة البحرين - ، فأكد أن المواجهة العسكرية بين الصين والولايات المتحدة الامريكية غير مستبعدة، في ظل الصعود الصيني وتراجع دور واشنطن خلال السنوات القليلة الماضية وبالتحديد في عهد دونالد ترامب، مشيرا الى ان العقوبات الامريكية الاخيرة على بكين، لن تأثر على الاقتصاد الصيني بحسب، بل سيأثر أيضا على الاقتصاد الامريكي بسبب العلاقات الاقتصادية المتداخلة بين البلدين، مرجحا على ان لدى الاقتصاد الصيني القدرة على تجاوز تأثيرات تلك العقوبات.

في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد العريمي، أن العالم يشهد حالة اضطراب غير مسبوقة، وهناك متغيرات طارئة لا يمكن تفنيدها أو استشرافها، مشيرا الى ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية خلال عهد ترامب والقرارات التي أتخذها خلال الاربعة السنوات الماضية، أدت الى حالة من الانفصام ليس فقط لدى المجتمع الامريكي فحسب بل في العالم بأسره، لافتا الى ان هذه السياسات ادت الى بروز الدور الروسي وايضا الصيني كبديل، بعد انكفأ الولايات المتحدة حول نفسها، وتبني ترامب مبدأ "أمريكا اولا".

العلاقات الامريكية الاوروبية

وحول العلاقات بين واشنطن والاتحاد الاوروبي، قال باعبود أن هناك تنافر واضح بين ضفتي الاطلسي، رغم العلاقات التاريخية التي تربطهما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، الا ان سياسات ترامب وتصريحاته أدت الى انشقاق واضح في الروئ وتباين في السياسات بين الدول الاوروبية من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى، مشيرا الى أن الاتحاد الأوروبي يستطيع العمل بمفرده، دون الحاجة الى أمريكا.

أما الدكتور مدن، فأكد أن الاتحاد الاوروبي يعاني من اضطراب بين اعضاءه، اضافة الى الخلافات الحادة مع الولايات المتحدة، واستخدام ترامب للغة الابتزاز والتهديد في حديثه مع القادة الاوروبيين، يطرح سؤالا حول استمرارية هذا التعاون والتحالف مستقبلا.

العلاقات العربية والمشاريع الاقليمية

وحول العربية العربية والتدخلات الاقليمية في المنطقة، أكد العريمي، أن العالم العربي يعيش أوضاعا يرثى لها وأن الجامعة العربية في حالة إحتضار، ومجلس التعاون الخليجي شبه مجمد بسبب الخلاف بين اعضاءه، مشيرا الى أن دولا في المنطقة تعيش حالة وهم السيطرة والتسيد وتحاول الاستقواء بدول أجنبية واقليمية في محاولة لفرض اجنداتها، مؤكدا على ان السنوات القادمة ستكون قاتمة اذا لم تحل جميع الخلافات العربية العربية.

اما باعبود، فتحدث عن غياب المشروع العربي الموحد في مواجهة المشاريع الاقليمية الطامعة، مشيرا الى ان هشاشة المنطقة العربية بسبب الخلافات والخصومات بين دولها، ادى وبشكل مباشر الى بروز مشاريع اقليمية توسعية، بل ان تلك الخصومات ادت الى ظهور مشاعر التعصب بين شعوب المنطقة.

من جهته، قال مدن، أن الجسد العربي أصبح هشا وقابلا للتفكك، مشيرا الى ان المشاريع الاقليمية تتكالب علينا في حين لا يوجد مشروع عربي موحد.

الصراع العربي الاسرائيلي

وحول الصراع العربي الاسرائيلي وموجة التطبيع مع تل أبيب، أكد مدن أن كل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، لم يتم تطبيقها حتى الان، مشيرا الى أن السلام لن يتحقق من خلال التطبيع فقط وإنما بتلبية المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة، متمنيا أن لا تنهار مبادرة السلام العربية بسبب القرار الاحادية من بعض الدول العربية في اعلان السلام مع اسرائيل.

من جهته، قال العريمي، أن موقف السلطنة ثابت اتجاه الحقوق والمطالب العادلة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن السلطنة لن تطبع ولن توقع أي اتفاق سلام مع اسرائيل، دون التوصل الى حل عادل يرضي القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشيرا الى أن قرار بعض دول المنطقة التطبيع مع تل أبيب، وهو شأن داخلي سيادي، خاص بكل دولة.