1510251
1510251
العرب والعالم

الإمارات والبحرين توقعان اتفاقية «سلام» مع إسرائيل وسط غضب شعبي في العالم العربي

15 سبتمبر 2020
15 سبتمبر 2020

ترامب: فجر جديد في الشرق الأوسط. وابن زايد: منارة مضيئة للسلام!

وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الثلاثاء اتفاقي تطبيع «تاريخيين» مع دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين اللتين باتتا تعترفان بإسرائيل، وذلك برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسط رفض وسخط فلسطيني وعربي شعبي.

ووقع نتانياهو في البيت الأبيض اتفاقين ثنائيين مع كل من وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني. كذلك، وقع المسؤولون الثلاثة والرئيس الأمريكي إعلانا مشتركا. ووقعت الاتفاقيتان بثلاث لغات هي الإنجليزية والعربية والعبرية.

وقال الرئيس الأمريكي، في كلمة أمام الحضور: «اتفاق التطبيع سيكون أساسا لسلام شامل في المنطقة، والدول الموقعة على الاتفاق ستتبادل السفراء مع إسرائيل وستفتح سفارات».

وأضاف ترامب «إننا اليوم نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد». واستطرد بالقول: «نحن اليوم هنا لنغير مسار التاريخ، فبعد عقود من الانقسام والصراع نحتفل ببزوغ فجر شرق أوسط جديد. وأضاف: إسرائيل والإمارات والبحرين ستقيم سفارات وستتبادل السفراء، وستبدأ العمل معا كشركاء. هم أصدقاء». وتابع: «ستعمل هذه الاتفاقيات معًا كأساس لسلام شامل في جميع أنحاء المنطقة، وهو أمر لم يعتقد أحد أنه ممكن». ومضى قائلا: «يثبت التوقيع التاريخي اليوم أن دول الشرق الأوسط تتحرر من النهج الفاشل للماضي».

وقبيل بدء مراسم التوقيع، التقى ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزيري الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، والبحريني عبدالطيف الزياني كلا على حده».

وفي تغريدة على تويتر، مرفقة بفيديو مصور من البيت الأبيض قال ترامب: «يوم تاريخي للسلام في الشرق الأوسط. أرحب بقادة من إسرائيل والإمارات والبحرين في البيت الأبيض لتوقيع اتفاقيات تاريخية لم يكن أحد يعتقد أنها ممكنة».

وتابع: «المزيد من الدول ستحذو حذوهم!».

وكتب البيت الأبيض في تغريدة: «اليوم يوم تاريخي في البيت الأبيض! الرئيس دونالد ترامب يستقبل رئيس وزراء إسرائيل ووزيري خارجية البحرين والإمارات لتوقيع الاتفاقات الإبراهيمية».

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن توقيع الاتفاقين في البيت الأبيض مع دولة الإمارات والبحرين «يمكن أن يضعا حدا للنزاع الإسرائيلي-العربي». وأعلن لدى توقيع الاتفاقين في البيت الأبيض «إلى من يحملون جروح الحرب ويثمنون منافع السلام ما نقوم به اليوم أمر مهم لأن هذا السلام سيشمل على الأرجح دولا عربية أخرى ويمكنه وضع حد نهائي للنزاع الإسرائيلي-العربي». وللمناسبة شكر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان لنتانياهو قراره بـ«وقف ضم الاراضي الفلسطينية».

واعتبر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني أن تطبيع بلادهما مع إسرائيل فرصة لـ«استقرار المنطقة».

وقال ابن زايد إن اتفاقية بلاده مع إسرائيل ستكون «منارة مضيئة لكل محبي السلام». وتحدث عن أن «هذه المعاهدة ستمكنّا في الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني وتحقيق أمله في تحقيق دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة ومزدهرة». وأشار إلى أن «المعاهدات العربية التي وقعت مع إسرائيل لبنة للمستقبل وللعمل نحو الاستقرار والتنمية».

فيما تحدث الزياني، ممثل دولة البحرين، أن الاتفاق «حدث تاريخي وفرصة لتحقيق السلام والازدهار والاستقرار للمنطقة».

وقال: «علينا أن نعمل بسرعة ونشاط لتحقيق حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ولقد أظهرنا بأن مثل هذا الطريق ممكن وواقع، وما كان يعد حلما قبل سنوات الآن يمكن أن يتحقق».

وتجمع عشرات المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية أمام البيت الأبيض احتجاجا على الاتفاقين «التاريخيين» لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين. وقالت زينة هاتشنسون المسؤولة عن تحالف جمعيات مؤيدة للفلسطينيين تقف وراء الدعوة لهذه التظاهرة لوكالة فرانس برس «إنها طعنة في ظهر الفلسطينيين». وأضافت الناشطة البالغة 39 عاما المولودة في الأراضي الفلسطينية والمقيمة راهنا في ولاية فرجينيا «ما يسمونه اتفاق سلام يكفل في الواقع الاحتلال والفصل العنصري. هذا الأمر ليس بجديد لكن اليوم يقومون به في العلن ويستثمرون في الاستيطان».

وقال مارك زياد الذي حمل لافتة تظهر صورة لقطاع غزة يتعرض للقصف «أظن ان دونالد ترامب يدمر الشرق الأوسط». وأضاف الرجل البالغ 54 عاما والمقيم في نيويورك «هذا السلام سيء. فهو يقدم بلادنا» إلى إسرائيل «من دون موافقتنا». وأضاف سنان شاق من منظمة «المجلس الأمريكي الفلسطيني»، «أتينا للقول إن تطبيع العلاقات يجب أن يتوقف». وأكد الرجل البالغ 45 عاما «لا يحق لدونالد ترامب أن يجد حلا يقوم على تقديم الأراضي الفلسطينية إلى الإسرائيليين».

وسار الناشطون البالغ عددهم نحو الخمسين وقد وضعوا كوفيات على رؤوسهم أو أكتافهم أو حول عنقهم، باتجاه البيت الأبيض مرددين هتافات مؤيدة للقضية الفلسطينية ومناهضة لإسرائيل.