العرب والعالم

تقرير :احتجاجات على تردي الأوضاع في الشرق الليبي

15 سبتمبر 2020
15 سبتمبر 2020

إسطنبول - الأناضول: لا شيء بات قادرا على وقف الغضب الهادر في مدن شرق ليبيا، فالمتظاهرون ضاقوا ذرعا خلال الأسبوع الأخير، من استمرار انقطاع الكهرباء لفترات طويلة ونقص الخدمات بالموازاة، مع انتشار الفساد بشكل صارخ.

وانفلتت الأوضاع الأمنية بمدن الشرق بشكل غير مسبوق، ووصلت الاحتجاجات إلى حد اقتحام مقر حكومة عبد الله الثني، غير المعترف بها دوليا، في مدينة بنغازي، وإطلاق النار على محتجين اقتحموا مديرية أمن مدينة المرج، وإضرام النيران وقطع طرق رئيسية. ورفع المحتجون هتافات وشعارات تطالب برحيل حفتر والثني وعقيلة صالح، رئيس مجلس نواب طبرق، وعبد الرزاق الناظوري، قائد أركان مليشيا الشرق. ومنذ مساء الثلاثاء الماضي، انتقلت شرارة الاحتجاجات الغاضبة من بنغازي، مركز الشرق الليبي وامتدت إلى مدينة البيضاء (شرق بنغازي)، المركز السابق لما يسمى بالحكومة المؤقتة، التابعة لحفتر، وبالقرب منها مدينة شحات، بالجبل الأخضر.

ووصلت المظاهرات إلى المرج، مسقط رأس الناظوري، الذي يتهمه المحتجون بالفساد والاغتناء الفاحش، فيما لا تهدأ الاحتجاجات بالنهار إلا لتشتعل مجددا في أوقات متأخرة من المساء.

وبثت قنوات تلفزيونية محلية، فيديوهات لحرق محتجين مقر حكومة الثني الموازية في بنغازي، في وقت متأخر من مساء السبت، وأضرموا النار فيه، قبل أن تتدخل قوات حفتر لتفريقهم.

وفي منطقة سلوق غرب بنغازي، أضرم محتجون النار على الطريق السريع احتجاجا على الأوضاع المزرية التي وصلت إليها مدن المنطقة الشرقية، والإثراء غير المشروع لوزراء الحكومة الموازية وقادة قوات حفتر.

لكن أعنف هذه الاحتجاجات وقعت في المرج، حيث أطلقت وحدات أمنية الرصاص الحي على المتظاهرين، وتضاربت الأنباء حول حصيلة هذه المواجهة الدموية.

وقالت منظمة رصد الجرائم (ليبية حقوقية)، إنه سقط عدد من الجرحى (لم تحدد عددهم) وأدانت المنظمة الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجين، ودعت لفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، وطالبت بضرورة احترام حق التظاهر والتعبير عن الرأي.

فيما تحدثت قناة فبراير (خاصة) عن مقتل 5 أشخاص في المرج، بعد إطلاق النار عليهم، عندما اقتحموا مديرية أمن المدينة وأضرموا فيها النيران، إثر إصابة أحد المتظاهرين برصاص حي.

بينما ذكر موقع «عين ليبيا» (خاص)، أن اثنين من المحتجين قتلا متأثرين بجراحهما، بحسب مصادر طبية، وأصيب آخرون (لم يذكر عددهم) خلال إطلاق النار على المحتجين، الذين أضرموا النار في مقر مديرية أمن المرج.

عبد الحميد العبيدي، أحد سكان المرج، أفاد في تصريح لإحدى القنوات المحلية، أن قوات حفتر استجوبت المصابين في مستشفى المدينة بعد إطلاق النار عليهم خلال مشاركتهم في الاحتجاجات.

كما اختطفت الميليشيا، الناشط المؤيد لها منير زغبية، لمجرد تأييده للمظاهرات، وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات حفتر اختطفت عدة محتجين خشية استمرار الاحتجاجات وتوسعها.

وبالتوازي مع انتشار الاحتجاجات العنيفة في الشرق، أعلنت السفارة الأمريكية لدى طرابلس، أن مليشيا الشرق نقلت إلى الحكومة الأمريكية الالتزام الشخصي لحفتر بالسماح بإعادة فتح قطاع الطاقة بالكامل في موعد أقصاه 12 سبتمبر الجاري.