1509154
1509154
العرب والعالم

اليونان تتوقع معالجة أزمة المهاجرين في جزيرة ليسبوس في غضون أسبوع

13 سبتمبر 2020
13 سبتمبر 2020

لإنهاء أزمة شهدت مواجهات بين المحتجين والشرطة -

ليسبوس (اليونان) - (أ ف ب): قالت اليونان أمس إنها تأمل في إعادة إسكان آلاف من طالبي اللجوء الذين شرّدهم الحريق الذي اندلع في أكبر مخيم للمهاجرين في أوروبا، في غضون أسبوع، لإنهاء أزمة شهدت مواجهات بين المحتجين والشرطة.

ويفترش آلاف طالبي اللجوء وبينهم أطفال ومسنّون الشوارع في ليسبوس منذ الأربعاء الماضي بعدما دمّر مخيم موريا جرّاء ما يبدو أنها كانت حرائق مفتعلة.

وأمس الأول وقعت صدامات قرب مخيم موقت جديد أقامته السلطات اليونانية حيث ألقى المهاجرون الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن المهاجرين تظاهروا مجددا بشكل سلمي صباح أمس.

وأقامت السلطات حاليا مخيما جديدا تبلغ قدرته الاستيعابية ثلاثة آلاف شخص في كارا تيبي على مسافة كيلومترات قليلة من مخيم موريا المدمر الذي لطالما تعرّض لانتقادات من قبل الأمم المتحدة ومجموعات حقوقية جرّاء اكتظاظه وظروفه الصحية المزرية.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أمس «هذه منشأة مؤقتة ولائقة ستمنحنا فرصة للتعامل مع الوضع حتى المرحلة التالية».

وأضاف أن إنشاء مركز استقبال وتسجيل دائم جديد لطالبي اللجوء سيجنب حدوث «المشكلات التي حدثت في موريا».

خيم لجميع المشردين

وقال مسؤولو وزارة الهجرة إن الخطة تهدف إلى توفير خيم لجميع المشردين وتسريع إجراءات اللجوء وقد أوضح الوزير نوتيس ميتاراشي أن الأمر سيستغرق «خمسة أيام» لإيواء الجميع.

لكن في حين دخل حوالى 500 مهاجر إلى كارا تيبي بعد ظهر أمس مع وجود المزيد في طوابير في الخارج، بقي كثر على الطريق مترددين أو رافضين الدخول.

وقالت زولا وهي أم كونغولية لطفل يبلغ خمسة أشهر لوكالة فرانس برس «في موريا، كان يمكننا الخروج لكن هنا (في المخيم الجديد) سيكون الوضع أشبه بالسجن».

وأوضح مهاجر كونغولي من داخل كارا تيبي لوكالة فرانس برس في رسالة نصية أن الشرطة لن تسمح لهم بمغادرة المكان.

ولفتت الشرطة إلى أن بعض المهاجرين الأفغان كانوا يحاولون إقناع آخرين بعدم دخول المخيم الجديد بهدف الحصول على الطعام والمأوى.

وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأن الشرطة منعت الأفغان من الاقتراب من المخيم الجديد ومن المهاجرين الذين يخيمون على قارعة الطريق، وقد تعهد وزير الشرطة ميكاليس كريسوكوديس فرض «عقوبات» على أي شخص يحاول عرقلة وصول المهاجرين إلى كارا تيبي.

وقال كريسوكوديس إنه تم نشر آلاف «الشرطة في الجزيرة» لحماية حياة وأمن» السكان المحليين وطالبي اللجوء على السواء.

وأضاف «لن نسمح لأحد بانتهاك قواعد بلادنا». وأشار ناطق باسم وزارة الهجرة إلى أنه سيتم أولا إيواء طالبي اللجوء الذين يعدون بين الفئات الأكثر ضعفا.

وتابع ألكسندروس راغافاس لوكالة فرانس برس «سنمنح أولوية للعائلات. ستضم كل خيمة ستة أشخاص وسيقسّم المخيم على أساس الاعراق».

وقال ميتاراشي «نعتقد أن طالبي اللجوء سيقتنعون أخيرا بالدخول بمحض إرادتهم».

«مزيج متفجر»

وتكثّف السلطات اليونانية جهودها لجمع اللاجئين في المخيم من أجل إعادة النظام إلى الجزيرة، لكن أيضا بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا.

وقبل اندلاع النيران مباشرة في مخيم موريا، ثبتت إصابة 35 شخصا بوباء كوفيد-19 وكانوا يواجهون تدابير حجر صحي.

وقالت السلطات أمس إن سبعة مهاجرين ممن دخلوا المخيم الجديد كانوا مصابين بفيروس كورونا.

وأوضح ميتاراشي أمس أنه قد يكون هناك 200 إصابة بكورونا الآن بين الأشخاص الذين فروا من موريا.

قال ميتسوتاكيس في خطاب ألقاه في مدينة سالونيك (شمال) إن الجمع بين فيروس كورونا ومسألة الهجرة يؤدي إلى «مزيج متفجر».

وتابع رئيس الوزراء الأحد أنه لا شك في أن مهاجرين أشعلوا النيران في مخيم موريا في محاولة لإجبار الحكومة على إبعادهم من جزيرة ليسبوس.

لا يمكن الفشل مجددا

دفعت محنة العائلات التي تقطعت بها السبل دولا أوروبية الى عرض استقبال مئات من طالبي اللجوء، خصوصا القصّر غير المصحوبين بذويهم.

وقال ميتسوتاكيس «نحن على اتصال بالمستشارة الألمانية (أنجيلا) ميركل لنرى كيف يمكن ألمانيا أن تدعمنا أكثر من خلال استقبال العائلات التي مُنحت حق اللجوء».

لكن لطالما اشتكت اليونان من غياب دعم بقية دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء تقديم الأموال.

وأضاف ميتسوتاكيس «لا يمكننا أن نفشل مجددا كأوروبا في التعامل مع أزمة المهاجرين».

وانهارت جهود سابقة لوضع نظام قائم على الحصص كانت ستتفق كل دول الاتحاد الأوروبي بموجبه على استقبال اللاجئين الموجودين في اليونان، وذلك بسبب معارضة حكومات يمينية، خصوصا في بولندا والمجر.

وحض البابا فرانسيس الذي زار ليسبوس في العام 2016، الأحد على «استقبال إنساني للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في أوروبا» معربا عن تضامنه مع الضحايا.