oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الشباب والقيادة المجتمعية الفاعلة

13 سبتمبر 2020
13 سبتمبر 2020

من المعلوم أن صياغة خرائط المستقبل تعتمد على ذهن يمتلك الرؤية والقدرة على التنفيذ، وهذا ما يمكن أن يلخص في فكرة القيادة الفاعلة التي تملك الخواص التي تؤهلها لتحريك دفة الأمور من حولها باتجاه المسارات الإيجابية التي تعود بالنفع والفائدة العامة.

في العقود الأخيرة برزت العديد من المعارف والعلوم التي تنظر إلى القيادة بوصفها فنا من الفنون الإنسانية، يمكن التدرب عليه وصقل القائد ليكون له القدرة على القيام بالمهام الموكلة إليه، بل قبل ذلك القدرة على الإبداع وابتكار الحلول السهلة لأعقد المشاكل، كذلك تحقيق الانسجام والفاعلية داخل فرق العمل في أي مجال كان من المجالات التي يعمل عليها هذا القائد.

إن مفهوم القيادة لم يعد بالتالي مفردة ترتبط بالكاريزما التقليدية فحسب، أو الصفات التي يمتلكها الفرد مسبقا، فهذا الاستعداد ضروري بكل تأكيد، غير أنه في غياب التدريب والتأهيل والصقل سوف ينزوي مع الزمن ولا يعد له أي تأثير إيجابي على المحيط الإنساني في شركة كانت أو فريق عمل أو مؤسسة... الخ.

هنا يكون التأكيد على العلم والمعرفة في بناء القيادات والعمل على إكسابهم المهارات القيادية، سواء في الحياة الشخصية أو العملية حيث إن الاثنين يتكاملان في تشكيل الصورة النهائية للفرد وهو يؤدي دور القائد ويعمل على تحقيق الأهداف المنشودة في أي حقل من الحقول المكلف بها مع فريق عمله.

في هذا الإطار يمكن الإشارة إلى الدورة التي أعلنت تنظيمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بمركز إعداد القيادات الرياضية، بما يعود بتحقيق المنفعة في هذا الإطار، حيث ستقام دورة «القيادة المجتمعية الفاعلة» عبر الاتصال المرئي نسبة لظروف كورونا، وذلك بهدف تعزيز المعرفة لدى المشاركين وتنمية مهاراتهم وقدراتهم.

وإذا كانت الدورة تستهدف استمرارية التواصل بين مركز إعداد القيادات الرياضية بالمؤسسات الرياضية في ظل الجائحة وتنمية معرفتهم ومهاراتهم وقدراتهم وإعداد وتأهيل القيادات الرياضية الشبابية الفاعلة بمختلف المجالات، إلا أن النتائج المرجوة سوف تنعكس على محيط أكبر من حيث الدوائر التي يمكن أن يؤثر فيها هؤلاء المستهدفون بالتدريب الذين يصل عددهم إلى 180 مشاركا.

يجب التذكير بأن عالم اليوم في خلاصته عالم معرفي وعقلاني، يقوم على تدريب الذهن والعقل نحو العمل والإنجاز سواء بالمهارات أو الخبرات أو التحفيز، بحيث تتكامل المعاني الروحية مع البدنية في الوصول إلى طاقة إيجابية لها القدرة على صناعة المستقبل الأفضل في مختلف الوجهات المستهدفة.

ولابد أيضا من الوعي التام بأن القيادة على المستويات المجتمعية أصبحت ضمن هذا الإطار من الرؤية الشاملة للحياة الحديثة التي يلعب فيها العلم بُعده الفاعل، لهذا فإن سبيل الاستعداد للمستقبل وبناء الكوادر الشبابية الفاعلة في المجتمع يبدأ من هنا، من حيث نعمل على بناء القيادات الشبابية التي لها القدرة على التأثير الإيجابي والتغيير نحو الأفضل.