86
86
العرب والعالم

الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في محادثات «تاريخية» بالدوحة

11 سبتمبر 2020
11 سبتمبر 2020

لإنهاء قرابة عقدين من الحرب -

كابول - (أ ف ب): تبدأ الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في نهاية الأسبوع الحالي محادثات لإنهاء ما يقرب من عقدين من الحرب، رغم الآمال الضئيلة بشأن عقد اتفاق سلام قريبا.

وسيلتقي الجانبان في العاصمة القطرية الدوحة اعتبارا من اليوم السبت، بتأخر ستة أشهر من الموعد الذي كان مقررا بسبب الخلافات حول مسألة تبادل سجناء تثير جدلا.

وتمثل هذه المحادثات التي تدعمها الولايات المتحدة خطوة مهمة في النزاع الأفغاني المستمر منذ 19 عاما، لكن التوصل إلى اتفاق سلام أو حتى وقف لإطلاق النار، بعيد المنال بسبب التباين الشديد بين أهداف المفاوضين.

وقال بومبيو في بيان إنّ «انطلاق هذه المباحثات يشكّل فرصة تاريخية لأفغانستان لإنهاء أربعة عقود من الحرب وسفك الدماء»، مؤكّدا «يجب عدم إهدار هذه الفرصة».

وصرّح بومبيو للصحفيين أثناء سفره إلى قطر بأنه يجب على الجانبين توضيح «طريقة دفع بلادهم إلى الأمام للحد من العنف وتقديم ما يطالب به الشعب الأفغاني، أفغانستان متصالحة مع حكومة تعكس دولة ليست في حالة حرب». وضغط الرئيس دونالد ترامب المرشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر باتجاه سحب القوات الامريكية وإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاما عندما غزت واشنطن أفغانستان وأطاحت حركة طالبان عقب هجمات 11 سبتمبر. وقالت فاندا فيلباب-براون الخبيرة في شؤون أفغانستان في معهد «بروكينغز»، إن المفاوضات «ستكون طويلة وشاقة وقد تستمر لسنوات، مع العديد من التوقفات أحيانا لأشهر عدة واستمرار القتال».

وسيستند أي اتفاق إلى استعداد الجانبين لتكييف رؤيتيهما للبلاد وطريقة تشارك السلطة. وستسعى حركة طالبان التي ترفض الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني، إلى تحويل أفغانستان إلى «إمارة» إسلامية.

أما إدارة غني فستسعى للحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرست العديد من الحقوق بما في ذلك مزيد من الحريات للمرأة.

وحتى الآن، اكتفت حركة طالبان بتقديم تعهدات ملتبسة لحماية حقوق المرأة من خلال «القيم الإسلامية». ويخشى العديد من الأفغان من أن أي عودة جزئية أو كاملة لطالبان إلى السلطة تنذر باستئناف السياسات التعسفية السابقة. وقال أمين الله (35 عاما) وهو مدرّس في مقاطعة قندوز «بقدر ما نريد السلام، نريد أيضا الحفاظ على الإنجازات التي تحققت في السنوات الماضية»، وأضاف «لا أريد أن تغلق المدرسة التي أعمل فيها، لكن السلام هو الأولوية الآن».

ادعاء «النصر»

ستكون حركة طالبان التي حكمت الجزء الأكبر من أفغانستان بين العامَين 1996 و2001، في موقف تفاوضي أقوى من أي وقت مضى منذ إخراجها من الحكم.

فهي أعلنت «الانتصار» في فبراير بعد توقيع اتفاق مع واشنطن وضع جدولا زمنيا للمحادثات التي كان من المفترض أن تبدأ في مارس إضافة إلى انسحاب القوات الأجنبية بحلول مطلع العام المقبل.

في المقابل، عرضت حركة طالبان ضمانات أمنية قال منتقدوها إنها ملتبسة ويمكن الرجوع عنها بسهولة.

وبعيد توقيع الاتفاق، شن المتمردون هجمات جديدة على القوات الأفغانية وحافظوا على وتيرة مكثفة في ساحة القتال.

ولا تشترط الصفقة على حركة طالبان التخلي رسميا عن تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن سابقا والذي تمتعت بملاذ آمن في أفغانستان أثناء التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001.

لكن، يطلب الاتفاق من حركة طالبان «عدم السماح» لمثل هذه الجماعات باستخدام أفغانستان كقاعدة لها.

وقال أندرو واتكينز المحلل الأفغاني في «مجموعة الأزمات الدولية»، «مواقف طالبان... تؤشر إلى أن الحركة ترى أن وضعها الحالي يضعها في موقع قوة كبيرة».

وفي حين ظهرت حركة طالبان عموما كجبهة موحدة، عانت الحكومة الأفغانية من خلافات شخصية وخصومات مستمرة منذ فترة طويلة.

وقف إطلاق النار

ومن المتوقع أن تكون نقطة الخلاف المباشرة هي قضية وقف إراقة الدماء في الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات آلاف المدنيين وشردت ملايين آخرين.

وشدد الاتفاق الأمريكي على أن طالبان ستدرج هدنة دائمة فقط «كبند على جدول الأعمال» في المفاوضات، لكن كابول تصر على الضغط من أجل وقف إطلاق النار منذ اليوم الأول، وهو أمر قالت حركة طالبان إنه غير مقبول على الإطلاق. وأوضح واتكينز أن طالبان «لا تثق بالولايات المتحدة أو الحكومة الأفغانية بما يكفي لوقف القتال، إلى حين التوصل في محادثات السلام إلى مرحلة يعتبر فيها عناصرها أن جماعتهم ضمنت مصالحهم فعلا».

ومع ذلك، قالت فيلباب-براون إن حركة طالبان تفضل عقد اتفاق سلام على الاضطرار للقتال من أجل السيطرة على بقية أفغانستان، خصوصا كابول.

وحتى لو توصلت طالبان والحكومة الأفغانية إلى اتفاق في نهاية المطاف، فإن المرحلة المقبلة تبقى مبهمة.

وأكّدت الولايات المتحدة أن مستقبل أفغانستان أصبح الآن في أيدي الأفغان واعتبرت أنه إذا انهارت عملية السلام ووقعت حرب أهلية فهذه مسؤوليتهم.

وقالت كريستين فير الخبيرة في شؤون جنوب آسيا من جامعة جورجتاون «لنكن واضحين: هذا ليس تفاوضا بشأن السلام. هذا يتعلق بخروج الولايات المتحدة» من افغانستان.