oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

إعادة تعريف «الأمية» في يومها العالمي

08 سبتمبر 2020
08 سبتمبر 2020

يصادف الثامن من سبتمبر اليوم العالمي لمحو الأمية، الذي يسلط الضوء على جهود الدول ومشاريعها وبرامجها في إطار القضاء على الأمية، التي تعني بدرجة مباشرة اكتساب القدرة على القراءة والكتابة وإدراك أبجديات التعلم، وهذا يقودنا إلى الجهود المبذولة في السلطنة منذ خمسة عقود مع النهضة الحديثة التي شهدت توسعًا كبيرًا في إنشاء المؤسسات التعليمية من المدارس والجامعات بما مكن من تخريج أجيال من العمانيين الذين يساهمون اليوم في شتى قطاعات الحياة في الدولة.

هذا جانب والجانب الآخر هو القضاء على الأمية بالنسبة لكبار السن، وفي هذا الباب فقد عملت السلطنة جاهدةً منذ عام 1973م على مكافحة الأمية عبر كافة أشكالها التي تشمل أيضا بالإضافة إلى النقاط سابقة الذكر، مسائل أخرى مثل الوعي الثقافي والحضاري، وهي مفاهيم متغيرة مع الزمن وحسب العصر من فترة لأخرى، فقضية التعلم والتعليم ليست ذات اتجاه واحد أو هي من المسائل الثابتة، فهي متغيرة بناء على تحولات الحياة الإنسانية في شتى دول العالم بناء على المستجدات في المعرفة والثقافة والعلوم.

اليوم ثمة بُعد جديد يضاف لكل ذلك من الأمور المعروفة، وهو بعد التقانة والتكنولوجيا والتعايش مع فضاءات المعرفة الجديدة التي تقوم على وعي الذات بناء على هذه المعطيات الأكثر حداثة، ولا شك أن كل ذلك يعني بدرجة أو بأخرى أن الإنسان في إطار دوره في الحياة والمجتمع يتطلب منه الرقي عن الأنماط الكلاسيكية في الوعي والمعرفة والعلم، وأيضا عليه أن يعرف كيف يتكيف مع المستجدات وأن يستفيد من الوسائط الحديثة في عالمنا المعاصر.

فمنذ السبعينات وإلى اليوم نجد ثمة متغيرات كثيرة في العالم وفي كل البلدان بما انعكس على رؤى الناس للحياة والأدوار المناطة بالبشر وغيرها من الأدوات التي تصب في كيفية إحداث الفاعلية الإنسانية، بما يمكن الكائن البشري بالقيام بدوره المناط به على أكمل وجه.

عندما نضع كل هذه المسائل في الاعتبار، فنحن نعيد تعريف الأمية في يومها العالمي لتصبح إطارًا أكثر سعة يتجاوب مع كافة الفرص والظروف الجديدة، وكل ما يمكن أن يستجد من حول الإنسان من معطيات وأفكار وسرديات الخ... بحيث يمكننا الحديث عن أطر عديدة ومعقدة ذات تشابك في تحليل وفهم علاقة الإنسان بالعلم والمعرفة بشكل عام، وهو ما يجب أن نضعه في الاعتبار ونحن نفكر في موضوعات التطور والإبداع والابتكار وغيرها من الأهداف التي تصب في الإطار المستقبلي للرؤية الاستشرافية وما يجب أن نصل إليه خلال مرحلة زمنية معينة من تطور. لقد بات مفهوم محو الأمية بهذه الإشارات والمعاني واسع الأفق، يأخذ من كل مرحلة بما فيها من الانعكاسات والتجليات في المسارات الإنسانية عامة، بحيث نجد أننا أمام مفهوم أشمل يواكب المتغيرات ويساهم في إيجاد الحلول التي تصنع النماء المستدام والازدهار، وتلبي ما يمكن أن يلخص في فكرة «التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة» التي تؤكد عليها جهات الاختصاص، لاسيما أننا نتجه إلى تنفيذ الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي تضعنا أما تصورات جديدة في كافة المسارات، بما يحقق لنا الأفضل بإذن الله عبر تعزيز الإرادة والعمل المخلص والتطوير المستمر.