1280x960
1280x960
آخر الأخبار

محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم .. منطقة مثالية لممارسة علم الفلك ومراصد المحترفين

07 سبتمبر 2020
07 سبتمبر 2020

•    منطقة مظلمة وتضم قرى قليلة جدا

•    أهمية وعي المجتمع بوجود المحمية والحفاظ على السماء من التلوث الضوئي

•    خطة مستقبلية لاستخدام أراضي المحمية وفق معايير تخطيط سياحي وإسكاني

•    تقسيم المحمية إلى نطاقات تعتمد على نسبة التلوث الضوئي والتجمعات السكانية

•    تتمتع بمناخ جاف وشبه جاف ويصل المتوسط السنوي لهطول الأمطار 200 ملم

•    تنوع الغطاء النباتي بوجود الأشجار المعمرة والشجيرات والنباتات الموسمية

كتبت- مُزنة بنت خميس الفهدية

تعتبر محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم منطقة مثالية لممارسة علم الفلك للهواة وإقامة المراصد للمحترفين، حيث توجد قرى قليلة جدا في المنطقة التي تعتبر منطقة مظلمة والتلوث الضوئي بها ضئيل، ومن السهل الوصول إليها من مدينة مسقط، وتعد هذه المنطقة عالية الارتفاع وتوجد بها أعلى قمة جبلية في شرق العالم العربي، ويبلغ الارتفاع أكثر من 2500 متر فوق مستوى سطح البحر وهو مناسب جدا لغرض الرصد الفلكي، والمنطقة مرتفعة بشكل كاف لتكون فوق مستوى الغبار والحرارة، بالإضافة إلى أن ثبات الحرارة أمر مهم حيث يتوجب أن تعمل المناظير في ظل درجات الحرارة المحيطة بالموقع فلا يمكن تركيب منظار فلكي في قبة مكيفة، ويجد كل من الفلكيين المحترفين والهواة درجات الحرارة المنخفضة على المرتفعات مناسبة جدا في فصول الصيف لمنطقة الخليج العربي.

الموقع

تقع محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم في جبال الحجر الغربي بين محافظات الداخلية والظاهرة وجنوب الباطنة ، في السلسلة الأعلى لجبال الحجر، حيث تعتبر جزءًا من جبال الحجر الرسوبية التي تتكون من قمم صخرية وأودية عميقة وجروف صخرية شديدة الانحدار وهي على ارتفاع 1300 – 3000 متر فوق مستوى سطح البحر حيث تعتبر أعلى محمية طبيعية في شرق شبه الجزيرة العربية وتبلغ مساحة المحمية 516,5 كم2 وتوجد معظم أجزاء المحمية على ارتفاع أكثر من 2000 متر فوق مستوى سطح البحر.

ومن أبرز المعالم الطبيعية فيها قمة جبل شمس حيث تعتبر الأعلى في شرق الجزيرة العربية ومن معالم جبل شمس الروافد العليا للأودية الكبيرة في المنطقة كوادي غول ووادي النخر ووادي يقا وطيسع وغيرها من الأودية المهمة، وتشكل جبال الحجر التركيبة الجيولوجية للجبال في المحمية حيث الطبقات الجيولوجية المليئة بالأحافير والدلائل التي تثبت وجود المنطقة في مياه البحار الضحلة قبل أن ترتفع منذ ملايين السنين. أهداف وخطط تعتمد خطة إدارة المحمية على تحليل الواقع الموجود على الأرض ورسم السياسات المنطقية التي تعالج وتحسن من الإدارة لكي تتحقق الأهداف المرجوة من إنشاء المحمية وذلك عن طريق تحليل نقاط القوة والضعف، وكذلك الفرص الممكن تحقيقها والتهديدات التي يمكن أن تتسبب في تعثر تحقيق الأهداف أو ربما إلى تدمير الأنظمة الحيوية وزيادة نسبة التلوث الضوئي فيما إذا لم يتم تطبيق الاشتراطات واللوائح والعمل الجماعي من قبل أصحاب المصلحة في المحمية وحولها.

وفي السنوات الخمس القادمة سيتم العمل وفق مجموعة من الأهداف منها أهمية وعي المجتمع بوجود المحمية وأهمية الحفاظ على السماء من التلوث الضوئي، وتعزيز وعي الزوار بمساهمة المحمية في التقليل من التلوث الضوئي، ومعرفة المجتمع بالآثار السلبية للإضاءة للكائنات الحية والإنسان، وزيادة وعي الزوار بالأهمية الحيوية للمحمية، بالإضافة إلى زيادة نسبة استخدم الشركات المتوسطة والكبيرة بما فيها المخيمات السياحية إضاءة صديقة للبيئة خلال السنوات الخمس القادمة، وانخفاض نسبة التلوث الضوئي الناتج من إضاءة الشوارع الرئيسية والداخلية، وتشجيع المسوحات والأبحاث الخاصة بالأنواع النادرة والأنواع المهددة بالانقراض والتلوث الضوئي، واستمرار برامج الرصد في المحمية كل سنة، وزيادة معدل الأبحاث في المحمية في السنوات الخمس القادمة.

كما عملت إدارة المحمية على ضرورة وجود خطة مستقبلية لاستخدامات الأراضي في المحمية، ووجود خريطة توضح المناطق ذات الحساسية البيئية العالية، وتطبيق معايير التخطيط السياحي والإسكاني والخدمات في المحمية، وتحديد خيارات وإمكانيات التوسع المستقبلي لها. إضافة إلى أهمية تطوير المواقع ذات الجذب السياحي والجيولوجي وفق معايير السياحة البيئية المستدامة، ووعي الزوار بالأهمية الجيولوجية للمحمية، وزيادة مساهمة المجتمع المحلي في المحمية في المجال السياحي، ووجود مرجعية إدارية ومالية لإدارة المحمية، وتعيين مدير مختص يقوم بإدارة أنشطة المحمية وتحقيق أهدافها، إلى جانب فريق لأصحاب العلاقة بالمحمية ومهمة كل صاحب علاقة، وتنفيذ مشاريع حسب الخطة المعتمدة. وتمّ التركيز على أهمية وجود لائحة تنظم الأنشطة والممارسات في المنطقة المركزية والعازلة، وتحديد المعايير الرئيسية للمنطقة المركزية والعازلة، وإعداد لائحة تنظيمية للمحمية، ومراقبة وضع الأنشطة ونسبة التقيد بها.

خطة إدارة الإضاءة

الهدف من خطة إدارة الإضاءة هو وضع القوانين والخطوط الإرشادية للإضاءة الخارجية في المحمية والنطاق العازل لها حيث تعتبر المحمية أحد أهم المناطق المتعلقة بظلمة السماء في المنطقة التي تمثل قيمة عالية في هذا المجال والتي من الواجب حمايتها ومن الأساسيات المهمة هي منع الإضاءة الخارجية التي تؤثر على الطبيعة (الكائنات الحية) والسماء في آن واحد، وتعتبر إدارة إضاءة فعالة تحديا على مستويات مختلفة وتعتبر الحاجة للتوازن بين توفير بيئة آمنة والسلامة والحفاظ على الكائنات الحية ، مسألة مشروعة ومبررة. أخلاقيات التعامل تعتمد خطة إدارة الإضاءة في المحمية (LMP) على الأخلاقيات الأساسية في التعامل مع الإضاءة داخل حدود المحمية وحولها منها استخدام الإضاءة وقت الحاجة والمكان الذي نحتاج أن نستخدم فيه الإضاءة، والكمية المناسبة، وتستخدم فقط الإضاءة التي لا تزيد درجة حرارتها عن (3000k) ولا تستخدم الإضاءة الزرقاء (blue- rich)،ويجب أن تكون تجهيزات الإضاءة الخارجية مغطاة بالكامل وأن تستخدم قدر الإمكان حساسات الحركة والمؤقتات، كما أن الإضاءة الأقل من 1000 شمعة (lm) يمكن أن تكون غير مغطاة لأغراض خاصة ومهمة، واستخدام الخطوط الإرشادية للجمعية الدولية للسماء المظلمة كما يمكن تعديلها وفق القوانين والتشريعات المحلية، وفي حال وجود أي استثناءات يجب أن تأخذ تصريح من قبل هيئة البيئة ويجب الالتزام بخطة الإضاءة من قبل الشركات والمواقع الصناعية وأن تأخذ مبادئ السلامة وتطبيق خطة التخفيف من تأثير الإضاءة.

مناطق الإضاءة

تعتمد إدارة الإضاءة في المحمية على أساس التقسيم بحيث يتم تقسيم المحمية إلى نطاقات معتمدة على نسبة التلوث الضوئي والتجمعات السكانية البسيطة والمناطق ذات التجمعات الكثيفة، كما سيتم التطرق إلى المواقع التي فيها تأثير بشري محدود جدا على الطبيعة. وتم تقسيمها إلى ثلاث مناطق حسب الأنشطة الموجودة بها وهي المنطقة المركزية (جودة عالية للسماء ونشاط بشري محدود جدا)، وهي المنطقة التي تقع ضمن نظام التحكم للمحمية (الحدود المساحية) وتطبق فيها قوانين صارمة لإدارتها، وتقع داخل المركز ومحاطة بالمنطقة العازلة وتتميز هذه المنطقة بالكثير من المقومات الطبيعية الفريدة مثل انتشار للأشجار البرية التي تتوطن على ارتفاعات يزيد عن 2000 متر عن سطح البحر كما تتميز بوقوعها في الجزء الأعلى من جبال الحجر الغربي كما توجد المنحدرات التي تطل على الجهة الشمالية وتتميز المنطقة ببرودتها في فصل الشتاء تصل درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر أحيانا كما يتميز فصل الصيف باعتدال درجات الحرارة فمتوسط درجات الحرارة في العشرين وتوجد في هذه المنطقة تجمعات سكانية متفرقة يغلب عليها التشتت وأعداد سكان قليلة نظرا لشدة التضاريس ووعورتها بالتالي انخفاض في كميات الإضاءة التي تؤثر على هذه المنطقة ومن هذه القرى قرية كرب ، الوجمة ، يصب، العقور ، الفراعة عقبة المشبك، عقبة السقبة، المارات. والمنطقة العازلة (تجمعات سكانية قليلة ومناطق الأنشطة السياحية المعتمدة على الطبيعة)، وهي المنطقة التي تقع ضمن نظام التحكم للمحمية وتقع ضمن إدارتها وتحيط بالمنطقة المركزية (خارج الحدود المساحية للمحمية) وهي بدورها تحمي من تعدي الإضاءة والسطوع على المنطقة المركزية.

والمنطقة الواقية (هي المنطقة التي توجد بها تجمعات سكانية أكبر ونسبة تلوث ضوئي ملحوظ)، وتحيط بالمنطقة العازلة وهي بدورها تحمي من تعدي الإضاءة والسطوع وتقع هذه المنطقة طوبوغرافيا خارج نطاق سلسلة الجبل الأخضر وجبل شمس بل تحيط بها وتختلف فيها التضاريس كما تشمل المدن الرئيسية المحيطة بسلسلة الجبل الأخضر وجبل شمس مثل ولاية الرستاق ونزوى والحمراء وبهلا وعبري ووادي المعاول والعوابي ونخل وتزيد فيها كميات الإضاءة بشكل واسع كونها مركزا للتجمعات السكانية والأنشطة الخدمية والاقتصادية.

المناخ

تتسم المحمية بالمناخ الجاف وشبه الجاف ويصل المتوسط السنوي لهطول الأمطار 200 ملم، ويتركز الهطول المطري في المنطقة في الربيع (من شهر فبراير إلى شهر أبريل) والخريف (من شهر أغسطس إلى شهر سبتمبر) بالرغم من ذلك فإن التساقط المطري في المنطقة غير ثابت من حيث توقيت التساقط والتوزيع والكمية. كما إن وجود المحمية في النطاقات العليا لجبال الحجر الغربي والتي ترتفع إلى أكثر من 1000 متر فوق مستوى سطح البحر فذلك يعني اختلاف درجات الحرارة عن الارتفاعات الواقعة في الأسفل حيث يسود المناخ المعتدل طوال فصول السنة وقد ترتفع درجات الحرارة إلى نهاية العشرين في أشهر الصيف (من مارس إلى سبتمبر) وتنخفض إلى أدنى مستوياتها إلى أقل من الصفر في بعض الأيام في فصل الشتاء (من ديسمبر إلى يناير). الغطاء النباتي وتشكل تضاريس المحمية تنوعا في المجتمعات النباتية تبعا للارتفاع عن مستوى سطح البحر وكذلك وجود المناطق الرطبة كالأودية والعيون وغيرها من الموارد المائية في المحمية وتتميز المحمية بوجود غابات أشجار العلعلان المهددة بالانقراض في المناطق المرتفعة منها وخاصة في جبل السراة الذي يتميز بوجود غابات أشجار علعلان سليمة، وتتميز الوحدة البيئية في المحمية نتيجة التنوع الجيمورفولوجي والارتفاع عن مستوى سطح البحر بوجود تنوع في المجتمعات النباتية حيث توجد الأشجار المعمرة والشجيرات والنباتات الموسمية.

الطيور

تعتبر منطقة الجبل الأخضر وجبل شمس من المناطق ذات الأهمية الدولية للطيور حسب (IBA) (الجمعية الدولية للطيور) حيث تعتبر مأوى للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض وكذلك منطقة عبور وتغذية للأنواع المهاجرة وتعتبر البيئة التي توجد في المحمية بيئة مناسبة لأنواع مختلفة من الطيور لتوفر الغطاء النباتي والغذاء ووجود الكثير من المناطق الرطبة في المحمية وكذلك المنحدرات الصخرية المهمة لأنواع الطيور الجارحة وغيرها.

الثدييات

وتمثل سلسلة جبال الحجر الغربي بيئة وموئلا للعديد من الثدييات الكبيرة التي تستوطن بعضها جبال الحجر دون غيرها ومن المشاهدات التي تم تسجيلها في المحمية هو الوعل العربي حيث ينتشر في السفوح الشمالية للمحمية ويتواجد في المناطق البعيدة عن الأنشطة البشرية في وادي طيسع ويقا وحيل العنق بالمحمية حيث صعوبة ووعورة التضاريس وتوفر الموئل المناسب له أما في السابق فقد كان انتشار الوعل في أماكن أوسع مما هي عليه اليوم، كما سجلت مشاهدات للوشق في الروافد العليا لأودية الرستاق وقد تم القبض على حيوان الوشق في قرية يصب عام 2016م وهذا دليل آخر على تواجد الحيوان في المحمية كما تتواجد الثعالب الحمراء والجبلية في المحمية.