oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

وقـفة مـع مؤشــر الابتكـار العـالمي

02 سبتمبر 2020
02 سبتمبر 2020

في تقرير مؤشر الابتكار العالمي لمنظمة الملكية الفكرية 2020 التي تضم 130 دولةً حققت السلطنة المركز الأول في مؤشر نسبة خريجي العلوم والهندسة من إجمالي عدد الخريجين، بالإضافة إلى مؤشراتٍ إيجابيةٍ أخرى عديدة، في الوقت الذي تراجعت فيه بعض المؤشرات الأخرى، ما يعني ضرورة التوقف عند النقاط المتحققة بالشكل الإيجابي لدعمها وتطويرها إلى الأفضل، وفي الوقت نفسه، يجب التوقف كذلك مع النقاط التي حدث فيها التراجع بهدف دعمها لتلافي الأخطاء أو التحديات لأجل تحقيق الأفضل.

ومن ناحية عامة، فإنه بعيدًا عن دقة هذه المناظير إلا أنها تعطي صورةً أو لوحةً بانوراميةً عامةً لتصور أي بلد في المسائل الابتكارية قياسًا للدول الأخرى في العالم، خاصةً أننا نتحدث عن مجموع يضم 130 دولةً وهو ليس بالرقم البسيط، ما يعني إمكانية أي دولة أن تُقيِّم وضعها أو ذاتها في الإطار المرجعي العام من خلال تقرير المنظمة الدولية.

معروف في عالم اليوم أن هذه المؤشرات العالمية مهمة في تشكيل الرؤى المرجعية للمستثمرين وصناع القرار الاقتصادي والاستثماري والسياسي وغيرهم، كذلك كشف الأفق العام للبنية المعرفية لأي بلد ما في ظل الحديث في عالم اليوم عن قيم عصرية وحديثة عمادها التقانة والعصر الذكي والحياة الجديدة بكل ما تحمله من تحديات لا حصر لها.

إننا خلال فترة وجيزة سوف نكون على أعتاب عام جديد هو 2021 لندخل مرحلة الرؤية المستقبلية «عمان 2040» التي يقوم مركزها الأساسي على كيفية التواصل والتعاطي السليم مع المرتكزات العصرية بحيث يكون التفاعل معها إيجابيًا ورافدًا مهمًا في عملية التطوير والتحديث في جميع بنى الحياة، بما يعود بالمنفعة العامة، ويساهم في تعزيز الاقتصاد والتجارة والإبداع في مجمل القطاعات الإنتاجية.

ثمة مؤشرات إيجابية علينا أن نأخذها إلى المزيد من الرقي، مثل عملية نسبة تدفق الاستثمار الأجنبي للسلطنة، أو مؤشر التكتلات الصناعية وسهولة تأسيس الشركات الناشئة وترابطات الابتكار وغيرها، في المقابل يجب أن نقف مع المؤشرات التي تتطلب بالفعل الاشتغال عليها بمعرفة الأسباب التي أدت سواء للتراجع أو عدم الإضافة، ولابد أن كشف المسببات يقود إلى الرؤية التي تمكن من إيجاد الحلول السليمة.

يبقى المهم في محصلة هذه الصورة كلها تعزيز الفضاء الجديد الذي يقوم على تشجيع الشباب والابتكار وكل ما يمكن أن يؤدي إلى طرق حديثة ومختصرة تعود بالنماء الشامل والمستدام، ولابد أن أي فرصة متاحة اليوم جديرة بالعمل عليها والاشتغال بما يُحولها إلى منفعةٍ مباشرةٍ، وهذا بحد ذاته يتطلب قدرات ومهارات وأدوات هي من طبيعة هذا العصر الذي يقوم على الأنساق العلمية في تحريك التنمية والحياة عامة نحو الأفضل.

وأخيرًا قد يكون للأوضاع الاقتصادية والمالية انعكاس على هذا المشهد بشكل عام وهذه المؤشرات بدرجة خاصة، كذلك الظروف العالمية مع الجائحة الصحية، غير أن ما يجب أن نضعه في الاعتبار أن الحياة يجب أن تندفع ومن الضروري البحث عن الحلول سواء المؤقتة أو الدائمة.