oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التعليم المدمج وبناء فرص التعلم الأفضل

29 أغسطس 2020
29 أغسطس 2020

في اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء الماضي أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- على أهمية التعليم، حيث تم الإعلان بأن يكون هذا العام عام التعليم المدمج «لما يمثله العلم من أولوية في العمل الوطني».

من المعلوم أن السلطنة قد اهتمت بالتعليم الحديث بدرجة كبيرة منذ بدايات النهضة في السبعينيات من القرن العشرين، حيث حدثت قفزة ملموسة في إطار بنى التعليم ومؤسساته ولم يكن ذلك الطريق بالسهل ولا الهين، إذ تطلب تضافر الجميع في إحداث ذلك التحول المحوري في تاريخ عمان الحديثة، ما عمل على بناء فرص المستقبل الأفضل وتوفير الكوادر العمانية في مختلف مجالات العمل والإنتاج الذين يقودون دفة الحياة اليوم.

بعد خمسين سنة من تلك اللحظات فإننا اليوم على موعد مع بداية جديدة في إطار النهضة العمانية المتجددة وهي موضوع «التعليم المدمج» الذي يأتي بالانتقال من التعليم التقليدي القائم على مجرد الأدوات الصفية والمدرسية الروتينية إلى مزيج بين ذلك والأدوات الأكثر حداثة، ونعني بها التقنيات الجديدة والتعليم عن بعد، بالاستفادة من كافة مقومات العصر والإبداع الإنساني الجديد في هذا الإطار.

من ناحية اصطلاحية فقد ظهر مفهوم «التعليم المدمج» في عام 1999 ليصف طريقة من التعلم التي تقوم على توظيف الحواسيب في البرامج التعليمية، وتطور هذا المصطلح مع القفزة الكبيرة في الإنترنت والشبكات الافتراضية، ما قاد إلى المفهوم الذي يدور حوله الحديث اليوم، بالاعتماد على التكنولوجيا في التعلم بوصفها الحيوي وقدرتها على تعزيز العديد من القدرات والمهارات التي لا يتوفر بعضها في الأنماط التقليدية.

ولعل الظروف الصحية التي يمر بها العالم من جائحة كورونا «كوفيد 19» كانت قد سرّعت من الاتجاه في كل العالم تقريبا إلى التعليم عن بعد، ليكون بديلا عن المدرسة التقليدية.

وإذا ما كانت المخاطر لا تزال قائمة بدرجة ما نسبة لغموض هذا الوباء، يأتي فــــــــتح المدارس مجدداً وفـــــــــق إجراءات احترازية صحية كبيرة، فــــــي الوقت نفسه يتم تطبيق التعليم الإلكتروني عن بعد لنحصل على نتيجة هي «التعليم المدمج» الذي لن يقف هنا، بل سيشكل تجربة مهمة لمقبل السنين، حـــــــيث إن هناك بعض الدول في العالم تفكر في استمرار تجارب التعليم عن بعد بطريقة دائمة بالنظر إلى ما جربته الآن، لكن يبقى سياق كل دولة وتجربتها معتمدا على الظروف والإمكانيات أيضا طبيعة المجتمعات وغيرها من الأسس المتعددة التي تختلف من بلد لآخر.

يجب أن نشير إلى التوجيهات السامية بتوفير أجهزة حاسب آلي محمول لكافة الطلبة الجدد الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي للعام الدراسي (2021/‏2020م) من أسر الضمان الاجتماعي والدخل المحدود؛ ما يصب في إطار تعزيز القدرات في مجال تقنية المعلومات والتواصل الرقمي لمواكبة أساليب ووسائل التعليم الحديثة والتعليم عن بعد، ويخدم فكرة «التعليم المدمج».

نحن أمام تجربة تتطلب التضافر من الجميع سواء الجهات المختصة أو الأسر بحيث نخرج إلى فضاء جديد تتحقق فيه فـــــــائدة أكبر.